ترجمة وتحرير نون بوست
كنت مؤخرًا أحاول تجميع نظام صوتي منزلي، واحتجت لوصلة مكبرات الصوت حتى أستطيع استكمال المجموعة، نصحني صديق لي بالذهاب إلى متجر راديو شاك (RadioShack)، وفعلاً قمت بالذهاب إلى فرعين للشركة أحدهما في مانهاتن والآخر بروكلين، ولكني أُصبت بالدهشة عندما لم أجد طلبي؛ فكيف يمكن لـ “راديو شاك” أن لا يوجد لديه وصلة مكبرات صوت، وهو المكان الذي ينشده الجميع عندما يحتاجون لكابلات أو موصلات أو دارات الكترونية أو أي نوع من الإلكترونيات الأخرى؟
في الواقع، انتهى بي الأمر بالحصول على الوصلة من موقع أمازون، وفي وقت لاحق، وبعد أن فشلت في إيجاد مسند لمكبرات الصوت في مركز غيتار سنتر (Guitar Center)، سألت عن هذا المسند أيضًا في راديو شاك، وأجابني الموظف حينها أن القطع قد نفدت، وفي النهاية قمت بشراء المسند من موقع أمازون أيضًا، وإذا ما فكرت بالأمر مليًا، يتوضح أني قمت بشراء جميع معدات نظام الصوت من الإنترنت، باستثناء نظام التسجيل الصوتي الذي اشتريته من متجر صغير يسمى تيرن تيبل لاب (Turntable Lab).
نتيجة لما تقدم، لم أتفاجأ كثيرًا عندما قرأت خبر إفلاس راديو شاك هذا الشهر، حيث أعلن المتجر الشهير عن خططه لبيع أو إغلاق حوالي 4000 مخزن إلكترونيات تابع له حول الولايات المتحدة.
لم يعد سرًا أن تجارة التجزئة على الإنترنت – وخاصة موقع أمازون – دمرت رؤوس أموال العديد من التجارات والفعاليات الاقتصادية، ولكن هذه التجارة كان لها تأثير مدمر بشكل خاص على تجار تجزئة الإلكترونيات، الذين ناضل أغلبهم من أجل التكيف مع التقدم التكنولوجي الهائل الذي حصل في السنوات الأخيرة؛ فعلى سبيل المثال حاول راديو شاك الدخول ضمن معترك التقدم التكنولوجي في سبعينيات القرن الماضي عندما عرض جهاز TRS-80، وهو أحد أقدم أجهزة الكمبيوتر الشخصية في العالم.
إن نظرة صغيرة على الواقع كافية لندرك أن راديو شاك ليس الوحيد الذي رفع الراية البيضاء في هذه المعركة؛ ففي عام 2009، توقفت شركة سيركت سيتي (Circuit City) عن العمل نتيجة لكساد أعمالها، كما أغلق متجر J & R الموسيقي السنة الفائتة، رغم أنه كان في يوم من الأيام من أكثر متاجر التجزئة في نيويورك شهرة وشعبية.
مشكلة المخازن المادية الكبيرة هي أن موجوداتها ضئيلة وفقيرة مقارنة بالمخزون الهائل والمتنوع المتوفر على الإنترنت، وفي محاولة لتفادي هذه الثغرة، قامت إدارة راديو شاك بوقف بيع الملحقات الإلكترونية (مثل وصلات مكبرات الصوت) في محاولة للفت النظر عن هذه البضائع ولإفساح المجال للبضائع العصرية مثل الآي فون وسماعات بيتس (Beats)، وعلى الرغم من أن أغلب الأشخاص يشككون في حكمة بيع المنتجات المتوافرة على نطاق واسع في الكثير من الأماكن الأخرى، إلا أنني أرى أنه لا يمكن لوم المدراء التنفيذيين لراديو شاك لمحاولتهم لجذب العملاء الجدد، بعد الكساد الحقيقي الذي منيت به الشركة بكافة فروعها.
إن العديد من تجار تجزئة الإلكترونيات التقليديين قاموا ببطء بالتخلي عن أهم صفة تميز هذه المتاجر عن متاجر البيع على الإنترنت مثل أمازون، وهذه الميزة هي وجود مندوبي مبيعات خبراء ومفيدين؛ فعلى الرغم من أن موظفي راديو شاك وغيتار سنتر كانوا مهذبين جدًا، إلا أنهم لم يعمدوا – مثلاً – لعرض مساعدتهم عليّ لتأمين وصلة مكبرات الصوت أو لتأمين المسند، كما لم يقترحوا أن أدخل إلى موقع متجرهم الإلكتروني للاستفسار حول البضاعة المطلوبة، علمًا أنني سمعت أيضًا أن أحد أهم الشكاوى حول شركة سيركيت سيتي هو قيامها – قبل أن تغلق – بطرد أفضل الموظفين ضمن السلسة لتوفير المال.
أنا لا أحن إلى الأيام الخوالي عندما كان تسوق الإلكترونيات يعني القيادة ضمن الزحمة الخانقة إلى المركز التجاري، وإيجاد موقف للسيارة، أو التنقيب عن الصفقات ضمن إعلانات صحيفة نهاية الأسبوع، ومع ذلك، أرى أن التوصية على ستيريو منزلي أو كومبيوتر من متاجر الإلكترونيات كان يحمل عنصرًا غريبًا من الإثارة، على عكس صندوق الورق المقوى البني الذي يصلك مع شعار ابتسامة أمازون، الذي يعطيك شعورًا بالتطور، ولكنه يسلبك شعورك بالرضا والحماس.
المصدر: نيويورك تايمز