أكدت حكومات الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا في بيان مشترك بالعاصمة الإيطالية روما، أمس الثلاثاء، على ضرورة التقدم في الحل السياسي للأزمة الليبية، وتشكيل حكومة وفاق وطني، أبدت استعدادها لمساندتها.
وأضاف البيان، أن رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون سيواصل عقد جلسات حوار سياسي بين أطراف الأزمة الأيام المقبلة، مشددًا على استبعاد من أسمتهم بمعرقلي الحوار السياسي.
ونوهت الحكومات الغربية، إلى أنه لن يكون مسموحًا بعد أربع سنوات من الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، الاستمرار في جر ليبيا إلى الفوضى والإرهاب.
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن على لسان مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، المشاركة في عمل عسكري ضد ليبيا، قبيل اجتماعه الأسبوع القادم مع الولايات المتحدة ومصر.
جاءت هذه البيانات قبيل اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي الأربعاء على خلفية مقتل 21 مصريًا قبطيًا، وذلك وفق ما نشرته وسائل إعلام، وقيام طائرات مصرية بقصف مواقع مدنيين الأحد في مدينة درنة شرق ليبيا، أودي بحياة 7 أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وامرأة.
استباق غربي للاندفاع المصري
وبحسب محللين فإن بيان حكومات الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية جاء استباقًا للاندفاع الذي يقوده الجناح العربي داخل أروقة مجلس الأمن الدولي، ممثلاً في مصر والإمارات، ومحاولتهما الزج بدول غربية كإيطاليا وفرنسا، باعتبارهما الأكثر تضررًا من فوضى ليبيا.
وكان مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية أعلن عن قلقه من تصرفات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الأحادية في تصريح لصحيفة “نيويوركر” في عددها الصادر أمس الثلاثاء، متهمًا حفتر بقتل الناس تحت دعوى مكافحة الإرهاب، منوهًا إلى أن ما يقوم به حفتر بعيد عن هذا التعريف، مؤكدًا أن كل ما فعله حفتر هو خلق قصة مشتركة للمتشددين وغير المتشددين داخل فجر ليبيا.
وأشار المسؤول الأمريكي في تصريحه إلى أن أطرافًا داخل مجلس النواب الليبي وخارجه لا ترحب بالحوار الجاري، ضاربًا المثل بعضو مجلس النواب أبو بكر بعيرة عندما اشترط للدخول في حوار استبعاد المؤتمر الوطني العام، وفجر ليبيا، وحكومة عمر الحاسي، وأضاف بعيرة إلى أنه ليس هذا هو الوقت المناسب لوقف الحرب، ويعتقد بعيرة بحسب المسؤول الأمريكي أن الحرب هي الحل.
وأكد المسؤول الأمريكي، أن رئيس هيئة الستين لكتابة مشروع الدستور الليبي علي الترهوني يوافق على مضض على إجراء الحوار السياسي، ظانًا أن الناس تنتظر اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ويعتقد الترهوني أنه يجب انتظار تقدم الوضع العسكري قبل إجراء الحوار.
ويعتقد مراقبون أن الاندفاع المصري في جر تحالف دولي مصغر مشترك عربي أوروبي لتوجيه ضربات جوية لليبيا، أو إنزال قوات برية على الأرض، أحد الفرص المهمة والقليلة لإنقاذ وضع نظام الرئيس السيسي الاقتصادي، إذ إنه ينتظر تمويل حملته العسكرية والحصول على مكافأة مجزية جراء سيطرته على نفط شرق ليبيا.
منعطف الحوار الليبي
قال مصدر مقرب من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إن رئيس البعثة برناردينو ليون أبلغ أطراف الحوار الليبي على نقله خارج ليبيا، بعدما قامت مجموعة مسلحة قالت إنها تنتمي لتنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق فرع ليبيا بقتل 21 مصريًا قبطيًا في ليبيا.
وأشار المصدر إلى أنه من المتوقع أن يُعقد الاجتماع في تونس أو المملكة المغربية، السبت أو الأحد القادم.