أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تطالب جميع المستشفيات والعيادات الطبية أن تتحول لاستخدام “الحقن الذكية” فقط بحلول عام 2020، وهي حقن تم تصميمها بحيث لا يمكن استخدامها لأكثر من مرة واحدة، وقد أشارت إلى أن هذه الحقن تقلل من انتشار الأمراض القاتلة المنقولة عن طريق الإبر، فوفقًا لدراسة حديثة أجرتها منظمة الصحة العالمية تبين أنه في عام 2010، أدى استخدام الإبر المعاد استعمالها للتسبب بـ1.7 مليون حالة جديدة من التهاب الكبد (B)، وعشرات الآلاف من الإصابات الجديدة بالفيروسات ومئات الآلاف من الإصابات الجديدة بالتهاب الكبد (C)، ولهذا السبب تعتقد المنظمة أن الحقن الذكية تستحق العناء الذي بُذل لإنتاجها على الرغم من أن تكلفتها لا تقل عن ضعفي تكلفة الإبر التقليدية.
إذًا كيف تعمل الحقن الذكية؟
يمكن لبحث سريع على الإنترنت أن يظهر العديد من براءات الاختراع لهذا النوع من الحقن، والتي يرجع تاريخها إلى ثمانينيات القرن الماضي، حيث يمكن أن نجد العديد من التصاميم التي تمنع المستخدمين من أن يكونوا قادرين على سحب مكبس الحقنة مرة أخرى بعد أن يكونوا قد قاموا بالفعل بدفعه لأول مرة، فمثلاً هناك حقنة تم تصميمها لتحتوي إسطواناتها على مسننات صغيرة تمنع المستخدمين من سحب المكبس مرة أخرى بعد استخدامه للمرة الأولى، وحقن أخرى تحتوي على تقنية للقفل، ومكبس تم تصميمه ليكون ضعيفًا بشكل مقصود حتى ينكسر إذا ما حاول أي أحد إجباره على العودة مرة أخرى إلى الأعلى بعد الحقن.
ولكن كلاً من تقنيتي القفل والكسر تمتلك بعض السلبيات، فإذا قمت بدفع المكبس إلى أسفل مبكرًا، سيكون عليك حينها شراء إبرة جديدة، كما أن تعديل الجرعات فيها ليس بالعملية السهلة أيضًا، وكذلك الأمر بالنسبة لمزج الأدوية بداخلها، ولتخطي هذه المشاكل، فقد تم تصميم الحقن الذكية الجديدة لكي تسمح للمستخدم بتحريك المكبس داخل الإسطوانة لعدة مرات قبل الحقن، ولكن بشرط أن يقوم الممرضون أو عمال الرعاية الطبية بوضع القفل الذي يمنع بعد ذلك أي شخص آخر من إعادة استخدامها مرة أخرى، مع ذلك، فإن هذا يعني أن أي عامل عديم الضمير يمكنه تجاوز وضع القفل الآلي وإعادة استخدام الحقنة مرة أخرى، فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن العديد من العمال المحدودي الدخل في البلدان النامية يقومون أحيانًا بالاحتفاظ بالإبر التي يستخدمونها في العمل ليقوموا فيما بعد بإعادة استخدامها في إعطاء الحقن بأنفسهم لدعم دخلهم، لذلك فحتى استخدام الحقن الذكية لن يكون هو الحل الوحيد لمنع الأمراض المنقولة عن طريق الإبر.
ولكن مع ذلك فقد يقدم هذا النوع من الحقن مساعدة كبيرة في هذا المجال، ففي عام 1999، بدأت منظمة الصحة العالمية بحث البلدان على استخدام الحقن ذات الاستخدام لمرة واحدة لتلقيح جميع الأطفال، ومنذ عام 2000، انخفض عدد حالات الإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية الناجم عن الإبر في جميع أنحاء العالم بنسبة 87%، في حين انخفض عدد الإصابات بالتهاب الكبد (C) الناجم عن العدوى بالإبر بنسبة 83%، كما انخفضت الإصابات بالتهاب الكبد (B) الناجمة عن العدوى بالإبر بنسبة 91%.