يقدم منير حداد نفسه على أنه “الرجل الذي أعدم صدام حسين”، وفي بيته الذي لا يخلو أبدا من السلاح ومن الحراسة الشخصية، ويعلق منير في غرفة الجلوس صور عديدة يظهر فيها مع شخصيات شيعية بارزة ومع من يسمون في إيران ب”آيات الله” وكذلك مع القاضي الأمريكي الشهير أنتوني كينيدي، ولكن أهم الصور كان حداد يظهر فيها وهو يرتدي اللباس الخاص بالقضاة العراقيين وعلى وجهه ابتسامة عريضة وإلى جانبه شخص لا يظهر وجهه ولكنه كان دون شك الرئيس العراقي السابق.. صدام حسين.
وعن يوم إعدام صدام، يقول منير حداد أنه تلقى الأمر إعدام صدام صباح يوم عيد الأضحى الموافق ل ، والتقى بعدها بصدام في مكتبه بعد أن كان صدام قد التقى “بالأمريكان”، وقال حداد أن صدام كان غاضبا جدا يومها، وكان يلعن “الأمريكان والإيرانيين والماجوس”.
“أصبحت مليونيرا” يقول منير حداد للنيويورك تايمز وهو يتحدث عن المنازل الفاخرة التي يمتلكها في دبي وبرشلونة وبيروت وألمانيا وهولندا، مؤكدا أنه بات يمتلك ثروة كبيرة بفضل القضايا التي يترافع فيها “للدفاع عن المظلومين”، مشيرا إلى أنه مضطر لمواصلة عمله في المحاماة حتى يتمكن من تلبية مطالب زوجته وابنته التي لا تنتهي.. “ابنتي اتصلت بي هذه الأيام، وهي تريد أن أشتري لها سيارة جيب بأكثر من 40 ألف دولار..”.
“أنا بطل في نظر الشيعة والأكراد منذ زمن، والآن أنا بطل بالنسبة للسنة أيضا”، يقول منير حداد وهو يذكر قصة أبو حسين الشرطي السني الذي أعتقل في مدينة سامراء ظلما طيلة سنة كاملة بعد اتهامه من قبل مسؤولين شيعة بالعمل لصالح “الإرهابيين”، ثم يضيف حداد:” عندما أعتقل أبو حسين قال له أحد رفاقه، لا تخف فمنير الحداد رجل عادل ويدافع عن المظلومين والأبرياء، هو شيعي، ولكنه يفرق ما بين الخطأ والصواب”.
ومارس منير حداد وهو كردي الأصل المحاماة أولا في الأردن بعد أن أضطر لمهاجرة العراق هربا من نظام صدام الذي قتل اثنين من أبنائه، وعاد إلى العراق سنة 2003 “بطموح المساهمة في إعادة بناء العراق” ودخل في سلك القضاة وأشرف على قضايا هامة حتى سنة 2008 عندما انتهت به مسيرته القضائية بخلاف حاد مع رئيس الوزراء نوري المالكي الذي ينعته حداد ب”المتخلف”، ويقول حداد أنه يمارس المحاماة منذ ذلك والوقت ويدافع عن شخصيات هامة في العراق مؤكدا أنه قرر أن يعيش ويموت في العراق.
وفي سنة 2011 تعرض حداد إلى محاولة اغتيال في وسط العاصمة بغداد، واتهم حداد حينه الحكومة العراقية بأنها هي من دبرت لهذا الاغتيال بسبب خلافه مع نوري المالكي ورفضه للخضوع لأوامره ولتدخلاته في القضاء، واليوم يقول منير حداد: “أنا شيعي ولكني أدافع عن السنة، أنا سعيد بكراهية أعدائي لي، فهذا يعني أني ناجح”، ثم يقول عن علاقته بنوري المالكي: “لقد كان المالكي صديقا لي، أعتقد أنه الآن قد أصيب بالجنون، إنه خارج عن السيطرة، إنه يدمر العراق، لقد قسم السنة والشيعة والأكراد.. المالكي يفسد كل شيء.. المالكي هو مشكلة العراق”.