في السعودية: البطالة موجودة منذ زمن النبوة

Young-Saudi-men-at-a-coffee-shop

في خطاب لوزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، محمد الجاسر، قال إن البطالة من سنن الله في الكون وإنها موجودة منذ زمن النبوة وعلى مر العصور، وفي جميع المجتمعات المتقدمة والنامية، وأضاف أن نسبة البطالة في المملكة 6%، واصفًا هذه النسبة بأنها معقولة، كما قال إنه من المستبعد القضاء على البطالة كليًا ولكن يمكن خفضها نسبيًا.

المواطنون السعوديون على تويتر تعاملوا مع هذا التصريح بإنشاء هاشتاج #البطالة_موجودة_منذ_زمن_النبوة، وأصبح الهاشتاج نشطًا خلال اليومين الذين تم فيهما التصريح بمشاركة العديد من السعوديين فيه لإبداء أرائهم حيال مقولة وزير الاقتصاد.

وكانت جميع التغريدات على الهاشتاج انتقادية إلى حد كبير ولا تكاد توجد تغريدة واحدة مؤيدة أو على الأقل تحاول تفهم موقف الوزير من مقولته، بل كانت معظم التغريدات استهزائية ومليئة بالسخرية من تعليق الوزير على مشكلة البطالة التي يعاني منها الشباب في السعودية.

كتب أحد المغردين ساخرًا: “#البطالة_موجودة_منذ_زمن_النبوة، نعم! كانت شركة أبا لهب وأبا جهل المتحدة توظف أهل الشام والفرنجة برواتب ضخمة وأما العرب قلة من أجل العربنة”.

وقال آخر: “وزير الاقتصاد: البطالة موجودة منذ زمن النبوة ونسبتها في المملكة 6%، كلام معاليه صحيح بأمارة أن ثلاثة من أبناء أبو جهل كانوا مسجلين في حافز”.

وانتقد المغردون بشكل كبير مقارنة الوزير للعصر الحالي بعصر الرسول – صلى الله عليه وسلم – حيث لا يمكن مقارنة العصرين من ناحية الموارد والحالة المادية، كما كتب أحد المغردين: “#البطالة_موجودة_منذ_زمن_النبوة ما هذا الاستخفاف بالعقول واللعب على وتر الدين؟ في زمن النبوة لم تكن الوظائف بشكلها الحديث موجودة أيها الوزير!”.

وبعض المغردين عبّروا عن استيائهم من هذه المقارنة لأن عصر الرسول – صلى الله عليه وسلم – وعصر الخلفاء الراشدين من بعده كانت عصور مشرقة في تاريخ الأمة الإسلامية بالرغم من قلة الموارد حينها، وضرب بعض المغردين بعمر بن عبدالعزيز –  الذي يُعرف أنه الخليفة الأموي الذي تمكّن في خلال عامين من القضاء على الفقر حتى إن موزعي الزكاة لم يجدوا محتاجًا يأخذها –  مثلاً، كردٍ على الوزير.

قال أحد المغردين: “وزير الاقتصاد والتخطيط #البطالة_موجودة_منذ_زمن_النبوة وكذلك كان العدل، والتوزيع العادل للثروة، وتكافؤ الفرص، ورجل اسمه عمر لا ينام وهناك جوعى”.

وفقًا لإحصائية مصلحة الإحصاءات العامة لعام 2013 تبلغ نسبة البطالة في السعودية حسب تقديراتها 12%، إلا أنه وفقًا لحافز (أحد البرامج الحكومية السعودية التي تهدف إلى خدمة المواطن في مجال التوظيف)، فقد بلغ عدد الباحثين الجادين عن العمل 109 مليون عاطل، وأكثر من 20% منهم جامعيين، وحسب هذه الأرقام فإن نسبة البطالة قد تكون 36%، وانتقد بعض المغردين الوزير بأنه في منصبه منذ عام 2011 إلا أنه لم يقدم أي شيء يُذكر.