ولد فى 1 مارس 1938. وتخرج فى كلية الشرطة عام 1961.. والتحق بالعمل فى الأمن العام، إدارة مكافحة المخدرات، ثم جهاز مباحث أمن الدولة فى 1965 حتى أصبح فى 18 نوفمبر 1997 وزيراً للداخلية فى مصر خلفا لحسن الألفي. وظل فى منصبه حتى إقالة الحكومة فى 29 يناير 2011 عقب الثورة..
هذا هو حبيب العادلي الذي يواجهه حكم بالسجن عن جرائم القتل العمد والشروع فى قتل بعض المشاركين فى التظاهرات السلمية فى ثورة يناير 2011، ويواجه اتهامات بقتل المتظاهرين وإهدار مال عام وغسيل أموال وأخرى فى قضايا تعذيب طلاب وتسخير المجندين بالمخالفة للقانون.
حبيب العادلي في التسجيل الذي نُشر له، والذي يبدو أنه قد تم تسجيله في الأيام الأولى من شهر رمضان، عقب أكثر من أسبوع من الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي، لم يزل كما عهده المصريون إن لم يكن قد ازداد غرورا، فهو يتجاهل محدثيه، يسب المعارضين، ويصر على اعتبار الثورة المصرية قد قامت على أكتاف “لصوص، وفقراء من العشوائيات” في مقابل الانقلاب ضد مرسي الذي اعتبرهم بالتعبير المصري “ولاد ناس” أي أشخاص محترمون، يعني من أبناء الطبقات الاجتماعية العليا في المجتمع المصري.
“سيناء تحتاج إلى إبادة تامة بالكامل .. هذه المنطقة وكر إرهاب، تماما مثل أفغانستان”
يتحدث عن مظاهرات ومسيرات واعتصام جماعة الإخوان، ومؤيدى الرئيس محمد مرسى فى ميدان رابعة العدوية.. فيسأله الطبيب: «إزاى فى وجهة النظر تنتهى أزمة المظاهرات والأحداث دى؟!».. يجاوب العادلى: «مع الوقت مش على طول كده».. يسأله الطبيب: «يعنى متوقع يفضلوا قاعدين كده على طول؟!».. فيجيب العادلى: «مش كتير».. يسأله الطبيب: «طيب وسيناء؟!».. فيقاطعه العادلى: «لا، سيناء دى قصة تانية، محتاجه إبادة تامة بالكامل.. دى خرابة ووكر إرهاب، عاملة زى أفغانستان».. يضيف الطبيب: «آه بقى فيها ترسانة أسحلة».. فيستكمل العادلى: «دى بقت قاعدة للإرهاب»..
ليس الوقود فقط، بل يجب أن نمنع المياه عن قطاع غزة
في مقطع من مقاطع التسجيل يتحدث العادلي مع طبيبه عن دور الجيش فى انقلاب 30 يونيو، وتدخل الجيش لتدمير الأنفاق مع غزة، والضابط عبد الفتاح السيسى.. بدأ الطبيب الحديث قائلاً: «أنا شايف إن الجيش بدأ يقفل فى الأنفاق».. يجيب العادلى: «ولسه».. ثم يسأله الطبيب: «الأنفاق دى إحنا كنا سيبنها إزاى؟!».. يرد العادلى: «الأنفاق دى تبع الجيش.. الحدود تبع الجيش».. فى إشارة إلى مسؤولية القوات المسلحة عما يحدث هناك وليس وزارة الداخلية فى عهده.. ويكمل العادلى: «الجيش تقدر تسميه بقى من بعد السيسى.. ما قبل السيسى كان وضع تانى.. إحنا كجهاز أمن الدولة كنا بنبلغ كل يومين عن نفق وهما كانوا بيدمروا.. لكن بيقولك نستفيد من بتوع حماس ونستفيد من البدو».. يقاطعه: «إزاى الجيش سايب الحدود كده مفتوحة مع إسرائيل وغيره كان لازم يقفلوها كويس».. يرد العادلى: «ما هو التاريخ مش هيسبهم.. ده غير حكم ربنا طبعًا.. ده الجيش الأولانى الناس كبيرة فى السن لكن بعد السيسى الوضع مختلف شوف لما القيادة تبقى أصغر منك».. يقاطعه الطبيب: «أنا شفتله صورة فى الأهرام أثناء التدريبات العسكرية أمام فرق الصاعقة ووراه الجنود».. يرد العادلى: «آه ما أنا كنت بشوفه.. أصل أنا كنت متابعة فى حركته لما كان فى المخابرات الحربية.. ده بيجدد دم الجيش وصاحى».. يقاطعه الطبيب:«“بس طلعت عليه إشاعة إنه إخوان».. يرد العادلى: «لا مش إخوان هو متدين شوية».. يستكمل الطبيب: «طيب ما كلنا متدينيين.. فيه حد فى عيلته حد واحد تقوم البلد كلها تشك فيها إنه إخوان”.. العادلى: «اللى مرتبط بالإخوان مستشاره القانونى».. يقاطعه الطبيب: «آه ما سيادة الرئيس – فى إشارة إلى مبارك – قالى إن ابنه متجوز بنت ابن عم الكتاتنى باين».. يرد العادلى: «آه إنت بتشوف الرئيس».. يجاوب الطبيب: «آه لذيذ سيادة الرئيس لما يقعد يتكلم عن حكاياته وتاريخه».. يرد العادلى: «آه».. ثم يشكر وزير الداخلية الأسبق الطبيب بعد انتهائه من الكشف عليه.. يرد الطبيب: «والله أنا سعيد بمقابلتك ومش عايزينك تمشى.. أنا بحب اتكلم مع حضرتك».. يرد العادلى: «ربنا يخليك».. قبل أن يستأذن الطبيب فى الرحيل يجرى كشفًا سريعًا على الأذن، ويخبره بأنها تحتاج إلى الاستمرار فى «نقط» العلاج والتنظيف الدائم.. ويسأله: «أى أوامر من بره؟» – يقصد خارج السجن – فيرد العادلى: «لا شكرًا».. وقبل أن ينصرف سأل الطبيب العادلى: «الصيام أخباره إيه؟!».. فأجاب: «الصيام مبيتعبنيش».. عاد الطبيب لسؤال آخر: «وبتصلى التراويح».. فرد العادلى: «آه».. فيسأل الطبيب: «إزاى؟!».. فأجاب العادلى ضاحكًا: «بعد العشا.. هصلّيها إزاى يعنى؟».. فضحك الطبيب وقال: «أقصد مع مين.. يعنى جماعة؟».. أجاب العادلى: «آه جماعة مع الناس هنا»، يقصد المسجونيين وطاقم الحراسة فى سجن طرة..
ويظهر من الحوار كيف يعتبر الطبيب والعادلي ومرافقيه والجيش، مبارك رئيسا حتى الآن، وكيف يتم التعامل مع قيادات نظام مبارك، في حين يتم منع قيادات الإخوان من التواصل مع العالم الخارجي، بل ويتم الضغط عليهم برفض أي طلبات له بما فيها تلك الطلبات الإنسانية الأولية.
من نزلوا في مظاهرات ٢٥ يناير هم لصوص وفقراء من العشوائيات، على عكس من طالبوا بالإطاحة بمرسي
التسجيلات لم تغفل أيضًا 30 يونيو، وتقديرات المتظاهرين، ومن خرجوا للشوارع للإطاحة بحكم الإخوان، والرئيس محمد مرسى، يستكمل العادلى: «لما قتلوا أبو شقرة – فى إشارة إلى ضابط أمن الدولة الذى لقى مصرعه على إيد إرهابيين فى سيناء – الناس نزلت.. دول أهلنا وإخواتنا اللى دفعوا التمن، علشان كده الناس اتحركت، وفهمت ونزلت الشارع»، ويضيف: «نص اللى نزلوا فى 30 يونيو».. ثم يتوقف قليلاً ويستكمل كلامه: «بلاش نصهم.. 80% من اللى نزلوا فى الشوارع ولاد ناس، واللى قاعدين فى البيوت مش زى بتوع العشوائيات، وبتوع الأولتراس اللى شفناهم فى 28 و29يناير لا لا»، فى إشارة إلى المتظاهرين فى ثورة 25 يناير، ثم يستكمل: «الناس اللى بتقولك الضابط ده أخويا وأخوك وابن عمك.. الدكتور والضابط والمهندس».. يقاطعه الطبيب: «أكيد طبعًا” يكمل العادلي “والإعلام إداهم الفرصة علشان يبقوا شهداء.. ولو شفت تاريخهم هتلاقيهم حرامية».. يرد عليه الطبيب بتعجب واستنكار: «آه واحد رايح يولع أو يحرق فى القسم، ده شهيد ده.. إزاى؟!».. يتدخل ضابط الحراسة ويقول: «الإخوان تلاقيهم عايزين يعملوا قانون لعدم التظاهر قدام المؤسسات والمنشآت الحيوية.. لكن تلاقيهم سايبين حازم صلاح أبو إسماعيل وغيرهم».. يقاطعه العادلى: «قدام مدينة الإنتاج الإعلامى»..
لاحقا يسأله ضابط الحراسة عن موقفه من القضايا التى يحاكم فيها، قضية غسيل الأموال، والكسب غير المشروع، واللوحات المعدنية، والسخرة، وأخيراً والأهم قتل المتظاهرين.. فيجيب العادلى: «أغلب القضايا خدنا فيه براءات أو حكم بالنقض، ولسه شغالة».. يرد ضابط الحراسة: «المفروض الجلسة الجاية بتاعت قتل المتظاهرين نخرج فيها – يقصد إخلاء سبيل العادلى-!» يجيب العادلى: «أنا لا، بالنسبالى لا.. لأنى عندى قضايا جديدة.. لكن مبارك المحكمة نفسها أخلت سبيله»..
وزير العدل السابق يتساءل اذا كان من الممكن أن يجرى استفتاء شعبيا للعفو عن مبارك
وفي مفاجأة تتعلق بالإفراج عن مبارك، حين سأله الطبيب: «بس المفروض الريس على الأقل يخرج الجلسة اللى جايه – بعد إخلاء سبيله فى قضية هدايا الأهرام، واستنفاد مدة الحبس الاحتياطى، ونقض قضية قتل المتظاهرين»، يجيب العادلى: «لا ميقدرش يخرج.. إذا كان مش عارف مين بيقولى النهارده؟!.. جمال ولا علاء مبارك إن وزير العدل بيقولك: هو وزير العدل ممكن يعمل استفتاء للعفو الصحي عنه؟!»
الحوار الذي نُشر اليوم في الصحيفة المصرية يبدو شعبويا جدا ومتسقا مع الروح الفاشية التي تجتاح المجتمع المصري، الرأي الأرجح أنها تم تسجيلها بمعرفة المخابرات العامة المصرية وقيادة الجيش، في محاولة لتحسين صورة مبارك ورجاله قبل الإفراج عنهم وتحميل الإخوان ومحمد مرسي أخطاء الثلاثين سنة الماضية من حكم مبارك، والتي يبدو أن الإعلام يدفع بالفعل في هذا الاتجاه.