في الوقت الذي قال فيه مصدر أمني إسرائيلي لصحيفة هآرتس إن “مستشارين إسرائيليين كانوا يساعدون كينيا في صياغة استراتيجية لوضع حد للحصار في مركز التسوق الراقي، المملوك جزئيا من قبل إسرائيليين”، وقال فيه مصدر أمني إسرائيلي آخر لصحيفة جيروسلام بوست أن “قوات إسرائيلية دخلت، الأحد، المركز التجاري بهدف إسعاف الرهائن والجرحى”، نفى وزير الداخلية الكيني “جوزيف أولي لينكو” مشاركة أي قوات أجنبية في العملية الجارية للسيطرة على المجمع التجاري المعروف باسم “البوابة الغربية”.
ونقلت وكالة الأناضول أن قوات الجيش الكيني تقوم منذ ثلاثة أيام بمحاصرة مجمع تجاري راقي في العاصمة الكينية نيروبي للسيطرة عليه بعد أن قامت مجموعة مكونة من أكثر من 10 مسلحين تابعة لحركة الشباب المجاهدين الصومالية باقتحام المجمع باستخدام القنابل اليدوية والرشاشات، الأمر الذي أدى حسب الأرقام الرسمية إلى مقتل 68 شخصا وجرح ما لا يقل عن 175 آخرين.
ونقل شهود عيان لصحيفة دايلي تيليغراف، أن المسلحين عمدوا إلى وضع جثث القتلى في مداخل المجمع لعرقلة دخول قوات الجيش، كما أكدوا أنهم لاحظوا حرفية قوات الأمن التي شاركت في عملية السيطرة على المبنى من خلال وحدات اقتحام اشتبكت مع المسلحين بصفة مباشرة طيلة 30 ساعة، وكذلك من خلال قناصة ساعدوا على دفع المسلحين على الاختباء والتقهقر تدريجيا، بالإضافة إلى وجود طائرتين للجيش الكيني قامتا بعملية إنزال على صطح المبنى.
وعلى الراديو الكيني، قالت مقدمة البرامج الإذاعية سعدية أحمد التي كانت محتجزة داخل المبنى أنها رأت بعض المحتجزين يتوجهون بكلمات عربية للمسلحين فيسمحون لهم بالخروج، وقالت: “رأيت أحد المحتجزين يقول لهم أنا مسلم، ثم يقول بعض الجمل باللغة العربية، فسمحوا له بالخروج مباشرة” ثم أضافت “على الأرض كان هناك جثث لعدد من الأطفال، لا أفهم لماذا يقتلون طفلا في الخامسة من عمره”.
وأما فيرديارتي والذي كان موجودا لحظة بدأ الهجوم، فقد كانت شهادته كالتالي: “فجأة سمعنا أصواتا متتالية لإطلاق نار كثيف جدا، وثلاث انفجرات متزامنة، ربما كانت قنابل يدوية كل الناس انبطحوا أرضا بينما أخذ المسلحون ينتشرون في طوابق المركز”، ثم أضاف: “كان هناك رجل أوروبي معه زوجته، أصيب برصاصة في بطنه، وكنا كلنا على الأرض، لم نرفع رؤوسنا لأكثر من نصف ساعة، بينما كان ذلك الرجل سنزف ويتألم.. كان المشهد مرعبا”.
ومن جهته أعلن الجيش الكيني مساء الأحد عبر تغريدة نشرت على حساب الجيش الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أنه تمكن من السيطرة بالكامل على المجمع التجاري وأن “كل الجهود تبذل لإنهاء هذه القضية بسرعة”، مع العلم بأن “مصدر إسرائيلي في نيروبي” أكد لصحيفة هآرتس أن “جميع الإسرائيليين الذي كانوا داخل المركز وقت الهجوم خرجوا سالمين، وآخرهم ثلاثة جرى إنقاذهم مساء السبت”، في حين تناقلت صحف ووسائل إعلامية أخرى أنباء عن “احتجاز المجموعة المنفذة للعملية لرهائن تفاوتت تقديرات أعدادهم”.
وحركة الشباب المجاهدين الصومالية التي تبنت العملية وهددت بالتصعيد وبتنفيذ عمليات أخرى، تتبع فكريا لتنظيم القاعدة وكانت تمثل الجناح العسكري لإتحاد المحاكم الإسلامية قبل أن تنشق عنه لرفضها للخيار السياسي الذي اتبعه الإتحاد، وتشير تقارير إلى أن أعداد المقاتلين تتراوح ما بين 3000 و7000، قالت صحيفة “فووا نيوز” أن مقاتلين سابقين انشقوا عن الحركة ذكروا لها أن “عناصر الحركة يتلقون تدريبات عسكرية في إريتريا لمدة 6 أسابيع، يتعلمون خلالها حيث يقيمون لستة أسابيع في دورة يكتسبون خلالها مهارات حرب العصابات واستخدام القنابل والمتفجرات”.
ومن جهة أخرى، قال المندوب الخاص للرئيس الروسي لشؤون أفريقيا ميخائيل مارغيلوف أن العملية جاءت “للانتقام من الجيش الكيني على مشاركته في عملية حفظ السلام ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال”، حيث قال الخبير في الشؤون الإفريقية بدر الشافعي في حديث لقناة “روسيا اليوم” إن حركة الشباب الصومالية تعتبر التواجد الكيني في الصومال ضمن قوات حفظ السلام الأفريقية نوعا من الاحتلال، وترى فيه تنفيذا لأجندات أمريكية وإسرائيلية.