في ظل الصراعات المتداخلة في العراق والمنطقة بشكل عام وعداوة التنظيم لكل فصول المشهد العراقي والإقليمي يبقى السؤال الأهم اليوم (متى ستتحرر الموصل وكيف؟)
هذا السؤال يفتح الباب على مصراعيه حول حقيقة وإمكانيات أطراف الصراع على الارض وجديتهم في إنجاز خطوة تحرير الموصل وفي ظل ألكم الكبير من الوعود والتصريحات لساسة عراقيين بأن موعد التحرير اصبح وشيكاً يتبادر الى الذهن إلية التحرير وما هو الثمن !
في هذا المقال سنستعرض ابرز السيناريوهات المطروحة على الساحة ونحلل لعلنا نقترب من السيناريو الذي سيحدث فعلاً
أولا: السيناريو الأخضر :-
لعل جميع من في داخل الموصل يعول على هذا الامر ويتمنى هذا السيناريو
فما هو السيناريو الأخضر؟
وهو شراء الموصل مقابل مبلغ مالي من الدولار الامريكي يسلم الى التنظيم نقداً وفق اتفاقيات سرية مع التنظيم وينسحب التنظيم من الموصل باتجاه سوريا بمسرحية وتبادل للنار بشكل تمثيلي ويدخل الفاتح للموصل على انه بطل (الفاتح من دفع المبلغ طبعاً) ويطالب بحقوق انه خلص المدينة من داعش ولكن من هو هذا الفاتح؟ في تقارير صحفية أكدت ان هذا الخيار يقوم به عدد من الساسة العراقيين بالفعل ولكن الامر قد تبدد بعد طلب التنظيم لمبالغ وصلت مايقارب ١٢٠ مليار دولار امريكي نقداً الامر الذي جعل الشخصيات المفاوضة مع التنظيم تطلب امر تعجيزي في سبيل دفع هذا المبلغ للتنظيم مما جعل تحرير الموصل بدون قتال وخيارات الشراء مستبعدة بشكل كبير.
ثانيا: السيناريو الارض المحروقة:- هذا السيناريو طرح كثيراً في الفترة الماضية خاصة من الذين يطالبون بتحرير المدينة مقابل اي ثمن ان كان في الأرواح او الممتلكات وخاصة بعد تغريد الاعلامي فيصل القاسم حول الامر ومقارنة الموصل بكوباني.
ولكن ما هو بالضبط سيناريو الارض المحروقة ؟
وهو قصف للمدينة بشكل تام وحرق الارض بحيث لا يدع مجال للتنظيم غير التراجع والانسحاب منها وهذه الطريقة استخدمت في مدينة كوباني(عين العرب) فقد تم قصفها بشكل كامل مخلفاً دمار ومدينة شبه خاوية
ولكن هذا السيناريو أيضاً يبدوا صعباً في ظل وجود اكثر من مليون نسمة في الموصل محتجزين من قبل التنظيم يمنعهم من الخروج وليس لهم منفذ حقيقي اضافة ان مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق ليست بحجم كوباني حجماً او عدد سكان ولا يمكن ان تقارن لذلك يعتبر هذا الخيار اذا نفذ فهو أشبه بعملية إبادة لمليون إنسان محتجز تحت خط النار لذلك يبدوا ان هذا الخيار أيضاً مستبعد في ظل استمرار التنظيم بحجز أهالي المدينة في الداخل وعدم قدرت تأمين مخرج حقيقي لهم
ثالثا: السيناريو الامريكي:- السيناريو من السيناريوهات التي تطرح على المجال البعيد ويصاحب عملية طرح السيناريو مزايدات في ظل عدم وجود توافق عراقي حول الامر
ولكن ما هو السيناريو الأمريكي؟
هو اعادة نشر القوات الامريكي في العراق وقتال تنظيم الدولة وإبقاء قواعد عسكرية ثابتة في العراق وإنهاء الامر كما حدث في دول الخليج العربي.
يؤكد كثير من المحللين ان سياسة الرئيس الامريكي اوباما والديمقراطيين بشكل عام ضعيفة باتجاه الحرب والتوسع الخارجي مما جعل موقف الولايات المتحدة ضعيف في الأحداث التي جرت في العالم بشكل العام والعراق والمنطقة بشكل خاص وان اي قرار حاسم او مصيري باتجاه نشر القوات في العراق لن يتم اتخاذه الا بعد الانتخابات الامريكية وقدوم رئيس جمهوري يدفع الجيش براً لغرض إنهاء القتال مع تنظيم الدولة وهذا الخيار يحتاج الى سنوات وهو الأقرب الى الواقعية والحدوث اذا لم يتم السيناريو الرابع.
رابعا: السيناريو العراقي:– وهذا ما يتمناه الساسة العراقيون ويراهنون على حدوثه في الأشهر القادمة
فما هو السيناريو ألعراقي؟
وهو تحرير الموصل بالاعتماد على قوات البيشمركة والجيش العراقي مع الحرس الوطني وبمساندة دولية من طائرات التحالف الدولي وبدعم تسليحي واستخباراتي .
هذا السيناريو الذي يتمناه السياسيون العراقيون فأن تحرير الموصل عراقياً لها ما بعدها من تطورات وتعزيز لمكانة العراق وقدرته على تجاوز الامر وسيكون هناك خارطة جديدة للعراق تجعل المنتصر يفرض شروطه
ولكن يبقى السؤال الأهم هو هل لدى القوَات العراقية من بيشمركة وجيش وحرس وطني القدرة على حسم معركة الموصل بدون تدخل بري دولي؟
هذا السؤال يجعل الامر مفتوحاً على السيناريوهات السابقة بانتظار السيناريو الذي سيحرر الموصل نتمنى ان يكون قريباً.