ترجمة وتحرير نون بوست
تم مؤخرًا افتتاح أطول خط سكة حديد في العالم يربط شرق الصين مع إسبانيا في محاولة لإعادة إحياء مشروع طريق الحرير الذي يمكن أن يغير الحضارة، حيث انطلق قطار الشحن الذي يجر 82 حاوية ممتلئة بزينة عيد الميلاد والحلى البلاستيكية من مدينة ييوو الصينية إلى مدريد، وعاد إلى موطنه – متأخرًا – ومحملاً ببضائع شهية من اللحم الإسباني وزيت الزيتون والنبيذ الأحمر وغيرها من السلع التي أصبحت شعبية في الصين بشكل متزايد.
إن هذه الرحلة تقطع طريقًا يصل طوله إلى 8077 ميل (حوالي 13.000 كم)، وتستمر لمدة 21 يومًا تقطع خلالها كلاً من كازاخستان، روسيا، روسيا البيضاء، بولندا، ألمانيا وفرنسا، وتعتبر أكثر راحة من رحلة السكك الحديد عبر سيبيريا التي تربط موسكو بفلاديفوستوك على الساحل الشرقي لروسيا، كما أنها تعطي مثالاً حيًا على رؤية الصين للسكك الحديد الكبيرة العالمية.
يوجد مسبقًا خطان من السكك الحديد لقطارات الشحن التي تصل مباشرة بين الصين وألمانيا، ومن المقرر أن يتم تسيير رحلتين شهريًا على الخط التجريبي الذي يصل بين ييوو ومدريد، وحاليًا تعمل الصين على بناء أو التخطيط لبناء خطوط سكك حديد عالية السرعة تمر في 20 بلدًا على الأقل.
يشير مناصرو الرحلة إلى أن المنتجات الصينية ستصبح أرخص، وذلك لأن الطريق الذي تسلكه رحلة القطار أسرع بكثير من الطريق البحري الذي يستغرق حوالي ستة أسابيع، كما أنه أرخص من السفر جوًا، فضلاً عن أن القطار صديق للبيئة أكثر من الشاحنات، حيث إنه يحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 62%، والجدير بالذكر أن مدينة ييوو تعتبر من أكبر الأسواق في العالم لإنتاج السلع الأساسية الصغيرة، في حين تعتبر مدريد من أكبر الأسواق في أوروبا.
ولكن في المقابل فإن هناك عدد من العقبات، كما سارع القائمون على السكك الحديد العابرة لسيبيريا للإشارة في وسائل الإعلام الروسية. إن التغيرات في مقاييس المسار الذي تسير فيه السكة تعني أنه يجب تبديل عربات الشحن في أكثر من مدينة حدودية – دروزهبا، كاتلون (كازاخستان)، وبريست (روسيا البيضاء) وإيرون (إسبانيا) -، وفي الوقت نفسه، ذكرت صحيفة (El Pais) أنه تم حدوث تأخير في عودة القطار إلى الصين – والذي كان من المقرر أن يصل في 19 فبراير من العام الجديد الصيني – بسبب ارتفاع التكاليف (والتي وصلت إلى أكثر بـ 20% إلى 30% من تكلفة السفر عن طريق البحر)، وبالإضافة إلى ذلك فإن فصل الشتاء القارس في روسيا والذي تصل فيه درجات حرارة إلى ما دون الصفر قد يعرض بعض البضائع الثمينة مثل النبيذ الأحمر المعتق للتلف، وأخيرًا فإن السفن العملاقة يمكنها اليوم أن تنقل ما يصل إلى 18.000 حاوية بارتفاع 20 قدمًا، وهو أكثر بأضعاف مضاعفة مما تستطيع القطارات نقله.
أخيرًا، وبالنظر إلى أن صادرات ييوو ووارداتها زادت بنسبة 28% في عام 2014، وذلك وفقًا لوكالة الأنباء الصينية “شينخوا”، فإنه من الممكن أن يتم التعديل على طول هذه السكة الحديدية لتصبح أطول مما هي عليه الآن.
المصدر: الجارديان