ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻛﻨﺎ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻧﻠﻬﻮ ﻓي ﻃﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻧﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﻟﻌﺒﻨﺎ ﺃﺣﻼﻣﻨﺎ، ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﺍﻷﻫﻞ ﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺬي ﻻﺯﺍﻝ ﻋﺎﻟﻘًﺎ في ﻣﺨﻴﻠﺘﻨﺎ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺬي ﻧﺴﻴﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺸكّل ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﺧﺎﺻﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ تبني ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ شيء ﻳﺘﻌﺎﻧﻖ ﻣﻊ ﻣﺤﺼﻠﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ أﺧﺮﻯ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺣﺘﻰ ﺗﺜﻘﻞ ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻨﺎ على ﻣﺪﺍﺭ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺻﻮﻻً لمرحلة ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ .. ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺆﺛﺮ ﻫﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍلحكي.
ﻻﺯﻟﺖ ﺃﺫﻛﺮ ﺻﻮﺕ ﺃﻣﻲ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻜﻰ ﻟﻨﺎ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﺬﻳﺎﻉ ﻭﺃﺑﻠﻪ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺗﺮﺩﺩ ﻓﻴﻪ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ، ﺭﺡ ﺃﺣﻜﻠﻜﻮﺍ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ .. إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ، ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ تنتهي، ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍلتي ﻛﻨﺎ ﻧﻘﺮﺃﻫﺎ في ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﻤﺠﻼﺕ.
ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﻛﺘﺒﻬﺎ حيث ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺴﺎﺑﻖ ﻣﻦ ﺳﻴﻘﺮﺃ ﺃﻛﺜﺮ
ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻫﻲ ﻧﺘﺎﺝ ﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻋﻴﻦ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬي ﻳﻨﺸﺄ ﻭﻓﻲ ﻳﺪﻳﻪ ﻗﺼﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻳﻜﺒﺮ ﻭﻫﻮ ﻻﺯﺍﻝ ﻳﻤﺴﻚ ﺩﻭﻣًﺎ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﻳﻘﺮﺃﻩ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍلتي ﺗﻌﺎني ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺟﻴﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺯﺭﻋﻬﺎ ﺗُﺰﺭﻉ ﺑﻘﺼﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻮﻡ، ﻭﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﻛﺜﻴﺮ من ﺍﻟﺤﻜﺎﻭي ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍلتي ﻧﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻧﻨﻘﻠﻬﺎ ﻟﻸﺟﻴﺎﻝ ﺗﻨﻘﻞ ﺑﺤﺮفية في ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ.
ﻓﺘﺠﺪ ﺃﻧﻚ ﻛﺒﺮﺕ ﻭﻻﺯﻟﺖ ﻣﺘﺬﻛﺮ ﻗﺼﺔ ﺃﺧﺬﺗﻬﺎ في ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺃﻭ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺩﺭﺳﺘﻬﺎ في ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺮﺃﻫﺎ، ﺑﺘﻤﺜﻴﻞ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ.
ﺗﺬﻛﺮ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﺄﻧﻪ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﻮﺛﻖ ﻻ ﻣﺠﺮﺩ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ، ﺗﺎﺭﻳﺨﻚ ﺍﻟﺬي ﺳﺠﻠﺘﻪ في ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺳﺘﺤﻜﻴﻬﺎ أﻳﻀًﺎ ﻷﻭﻻﺩﻙ، ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻻ ﺗﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻘﻂ، ﻭﻻ تقف ﻓﺎﺋﺪﺗﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺧﻴﺎﻟﻴﻪ أﻭ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺗﻘﺎﻝ، ﻟﻜﻨﻬﺎ هي ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺬي ﻳﺆﻫﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ في ﻧﺸﺄﺗﻪ ﺍلأﻭﻟﻰ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺓ، ﻫﻲ ﺍﻟﺒﻮﺻﻠﺔ ﺍلتي ﺗﻮﺟﻪ ﻋﻘﻠﻪ ﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻗﻴﻤﺔ ﺃﻥ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﻳﻘﺮﺃ في ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺃﺑوه أﻭ ﺃﻣﻪ، ﻟﺬﺍ ﻭﺭﻏﻢ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ في ﻛﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﺈﻥ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺟﻤﻴﻞ ﻣﺒﻬﺞ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺑﺼﻮﺭﻩ ﻭﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﻪ ﻟﻜﻞ ﺳﻦ ﻫﻮ شيء ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟتي ﺗُﺪﺧِﻠﻪ ﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻷﻭﺭﺍﻕ، ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺪؤوﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻋﺎﻟﻢ ﻓﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻜﻨﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ، ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﺼﻨﻊ ﻋﺎﻟﻢ ﺧﺎﺹ ﺑﻘﺎﺭﺋﻴﻪ.
ﻓﺘﺠﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﻳﻌﺸﻘﻮﻥ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻧﻬﺎ ﺟﺰﺀًا ﻣﻨﻬﻢ، ﺗﺠﺪ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﻙ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻐﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻮﻡ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ﺍﻟﻨﻬﺎئي ﻭﺧﺎﺭﺝ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ، ﺗﺠﺪ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺛﻘﻞ ﺭﻫﻴﺐ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﻭﻟﻮ ﻗﺼﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ.
اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬي ﺗُﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﻃﻔﻠﻚ ﻓﻴﺠﺪ من ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻻ ينتهي، ﻭﻳﻈﻞ طوال ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻣﻤﺘﻦ ﻷﺏ ﻭﺃﻡ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺣﺮﻳﺼﻴﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺻﺪﻳﻖ ﻭﻓﻲّ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻻ ﻣﺠﺮﺩ ﺿﻴﻒ في ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺗﺰﻳﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﻓﺨﺎﻣﻪ ﻭﻓﻘﻂ.