استهدفت غارة جوية مجهولة المصدر اجتماعًا لقياديين في جبهة النصرة بريف إدلب؛ ما أدى لمصرع عدد من قيادي الجبهة المجتمعين، تحدث البعض عن استهداف طيران التحالف الدولي لهذا الاجتماع لكن التحالف الدولي نفى أن تكون له أي غارات جوية على إدلب في هذا اليوم نهائيًا، بينما أعزى آخرون هذا الاستهداف إلى طيران النظام ولكن الأمر حتى الآن غير واضح المعالم.
هذا الاجتماع ترددت الأنباء عن هدفه في مناقشة انفصال جبهة النصرة عن القاعدة في هذه الفترة خاصة وأن هناك تيارًا داخل الجبهة اقتنع بضرورة هذا الأمر هذه الفترة على الأقل، هذه المعلومات التي تم تداولها بكثرة قبيل استهداف هذا الاجتماع بفترة قصيرة تؤكد أن هناك عرضًا خليجيًا لدعم الجبهة في حال انفصالها عن القاعدة وتكوين فصيل جديد يضم النصرة وجيش المجاهدين والأنصار وعدة كتائب صغيرة أخرى.
أضافت مصادر في هذا الصدد أنه سيتم التخلي عن اسم النصرة، وستنفصل الجبهة عن القاعدة، لكن ليس كل أمراء النصرة موافقون ولهذا السبب تأجل الإعلان لحين مناقشة الأمر داخليًا بين أمراء الجبهة ومن المعتقد أن هذا الاجتماع المستهدف كان المقرر لذلك.
عقب الاستهداف الجوي تم الإعلان عن مقتل أبرز أمراء الجبهة العسكريين في مطلعهم أبوهمام الشامي القائد العسكري العام لجبهة النصرة والقيادي في الجبهة، أبوعمر الكردي أحد مؤسسيها، أبوالبراء الأنصاري، وأبو مصعب الفلسطيني، وهو ما أكده أبو أنس الشامي الناطق الرسمي باسم المكتب الإعلامي لجبهة النصرة.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت أن الانفجار نجم عن قصف جوي لقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، استهدف مكان الاجتماع في بلدة سلقين بمحافظة إدلب بالقرب من الحدود مع تركيا، ولكن متحدثًا من التحالف قال إن التحالف الذي تقوده واشنطن لم ينفذ ضربات جوية في محافظة إدلب خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
في حين ذكرت وسائل إعلام حكومية سورية أن الجيش السوري نفذ عملية أسفرت عن مقتل القائد العسكري العام لـ”جبهة النصرة” التابعة لتنظيم القاعدة، الخميس في شمال غرب البلاد وهو أمر لم يتم التأكد منه حتى الآن، ويشير بعض المحللين أن هذا الإعلان مجرد بروباجاندا من إعلام النظام السوري لمحاولة استغلال الحدث وإحراز انتصار وهمي، مؤكدين عدم قدرة النظام السوري رصد مثل هذا الاجتماع وأن أيد خفية لم تتضح إلى الآن وراء هذا الاستهداف.
وهو الأمر نفسه الذي أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان في نقله للخبر، حيث لفت المرصد إلى أنه لم تتضح له في الحال طبيعة الهجوم ولا ما إذا كان الاستهداف من قبل التحالف الدولي أو النظام السوري.
مصير أبو محمد الجولاني أمير الجبهة غير معلوم إلى الآن حيث تضاربت الأنباء حول تواجده في هذا الاجتماع الذي تم استهدافه جويًا بينما تم التأكد من مصير أبو همام الشامي.
يُذكر أن القتال الدائر بين حركة حزم وجبهة النصرة في حلب قد امتد إلى إدلب بعد أن سيطرت الجبهة على مقار لحركة حزم في حلب، ومن المعروف أن حركة حزم تتلقى دعمًا غربيًا واسعًا لذلك رجح البعض استهداف الولايات المتحدة لقادة الجبهة انتقامًا من الجبهة بعد دخولها في معارك مع حركة حزم التي لها علاقات عسكرية وثيقة بالجانب الأمريكي بل وتستعد إلى دخول الحرب البرية ضد داعش بتمويل عسكري أمريكي، ولكن الولايات المتحدة نفت هذا الأمر عدة مرات على لسان المتحدث باسم البنتاجون الكولونيل ستيفن وورين.
الأمر يبدو محيرًا كمقتل قادة حركة أحرار الشام قبل ذلك في تفجير أصاب اجتماع لهم دون معرفة من وراء هذا التفجير، كما تضاربت الأقاويل أيضًا بين مسؤولية تنظيم الدولة عن هذا التفجير وبين النظام السوري وبين العناصر المخابراتية الغربية ولم يحسم الأمر حتى الآن.
هذه الغارة الجوية جاءت أثناء مناقشة أمر محوري يخص ارتباط الجبهة بالقاعدة كأحد روافدها في سوريا الذي أدى إلى تصنيفها دوليًا كجماعة إرهابية ولكن على الأرض تعتبر من أقوى الفصائل التي تجابه النظام السوري كما أنها الأقدر أيضًا على مجابهة تنظيم الدولة المنشق عنها، وبالفعل كانت الجبهة قد خاضت عدة معارك أمام تنظيم الدولة في فترات سابقة، هذا يأتي بالتزامن مع تسريبات إعلامية تؤكد أن المخابرات القطرية قد جلست مع قادة الجبهة أكثر من مرة لإقناعهم بالتخلي عن القاعدة والانضمام تحت لواء تنظيم جديد بقيادتهم في نظير تلقى دعم خليجي يرجح كفتهم على كافة الأصعدة.
مقتل هؤلاء القادة الميدانيين قد يؤثر كثيرًا على المضي في عملية الانفصال ما يوحي أن الاستهداف قد يكون غرضه استمرار هذه الجبهة تحت كنف القاعدة والمضي في نغمة الحرب ضد الارهاب، وهذا الأمر يشير إلى تورط النظام السوري في هذا الهجوم بشكل أو بآخر ولكن ليس هناك سوى دلائل أولية على هذا الأمر حيث لا يُستبعد تورط الولايات المتحدة دون الإعلان عن ذلك بعد معارك الجبهة مع حركة حزم.
النصرة فقدت بهذا أحد أبرز قياديها العسكريين وهو أبوهمام الشامي وبقى مصير الجولاني الأمير العام مجهولاً حتى الآن، وبالطبع هذا يخدم تنظيم الدولة وكذلك النظام السوري في الفترة القادمة في ظل المعارك التي تخوضها الجبهة في ريف درعا ضد النظام السوري ومع تحركات ضد الجبهة في عدة مناطق من معاقلها تثير مخاوفها؛ حيث قامت الجبهة بإطلاق النار على عشرات المتظاهرين ممن توجهوا نحو مقراتها ومراكزها في بلدة بيت سحم بريف دمشق الجنوبي لمطالبتها بالخروج منها، واتهمت الجبهة في بيان لها، جماعة تسمي نفسها “تجمع قوى الإصلاح” بالوقوف وراء اغتيال مقاتلين وقياديين في ريف دمشق، مؤكدة أنها لن تخرج من بيت سحم، ما يشير إلى تواجد استهداف لنشاط الجبهة على الأراضي السورية باعتبارها أقوى الفصائل المسلحة المتماسكة على الأرض بعد تنظيم الدولة ما دعى لوجود عرض خليجي بدعمها ضد تنظيم الدولة في حال الانفصال عن القاعدة ولكن مع فقدان الجبهة لأبرز قادتها غير معلوم حتى الآن إذا ما كان العرض الخليجي سيبقى كما هو أم لا كذلك غير معلوم إذا ما كانت ستمضي الجبهة نحو خطوة الانفصال عن تنظيم القاعدة بعد هذا الاستهداف.