شهدت مدينة إسطنبول التركية عملية قتل غامضة راح ضحيتها المعارض الطاجيكستاني المعروف عمر علي كوفاتوف والذي لقى حتفه في منطقة الفاتح بعد أن تعرض لإطلاق نار من قِبل شخص مجهول في ساعات متأخرة من مساء أول أمس الخميس بعد تناوله طعام العشاء مع زوجته وطفليه في أحد المطاعم.
وأفادت بعض الصحف التركية أن كوفاتوف قُتل في حي فاتح بيد رجل لاذ بعدها بالفرار، وأن أجهزة الإسعاف التي اتصل بها شهود العيان لم يكن بوسعها سوى إعلان الوفاة.
كما قالت صحيفة صباح التركية إن كوفاتوف وأسرته أصيبوا بعارض بعد تناولهم طعام العشاء عند طاجيكي آخر اعتقلته الشرطة في وقت لاحق.
ومن الجانب الطاجيكي، صرح ناطق باسم مكتب الادعاء العام في طاجيكستان بأنه قد حصل على معلومات حول عملية الاغتيال ولكنه لم يدل بالمزيد من المعلومات.
الجدير بالذكر أن كوفاتوف، المعروف بانتقاداته اللاذعة لحاكم طاجيكستان إمام علي رحمون، كان يعيش منذ فترة قصيرة في تركيا وذلك بعد قدومه من مدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة، حيث كان كوفاتوف يتزعم حركة “جماعة 24” المعارضة، والتي أسسها بعد فراره إلى موسكو عام 2012، لكن المحكمة العليا في طاجيكستان أدرجت هذه الحركة كمنظمة متطرفة إرهابية وأوقفت نشاطها وأرادت السلطات الطاجيكية اعتقاله في عدة جرائم مثل التطرف وجرائم اقتصادية واحتجاز رهائن إلا أن تركيا رفضت تسليمه.
ويحكم إمام علي رحمن طاجيكستان البلد الفقير في أسيا الوسطى منذ العام 1992، وقد بدأ في نوفمبر 2013 ولاية رئاسية رابعة بعد انتخابات تعرضت للانتقاد بسبب غياب الشفافية.
رئيس طاجيكستان الديكتاتور إمام علي رحمن
شكل كوفاتوف في الفترة الأخيرة تهديد كبير على السلكات الطاجيكية بسبب قوته على المستوى الاقتصادي، حيث إنه من أغنى رجال الأعمال في بلاده ويعمل في القطاعات التجارية والقطاع الإنشائي والبترولي.
وعلى الرغم من أنه يعارض الرئيس الطاجيكي بشدة إلا أنه كان شريكًا تجاريًا لأحد أقاربه والذي يقال إنه كان يعمل معه منذ عام 2001 حتى عام 2012 وتشاركا في توريد الوقود اللازم لقوات الناتو في أفغانستان، لكنه صرح وقتها بأن العلاقات أصبحت سيئة بسبب وجود بعض الأشخاص في مراكز القوة في الدولة يريدون السيطرة على أعماله بشكل غير قانوني؛ الشيء الذي جعله يتحول لصفوف المعارضة بشكل قوي ثم ترك البلاد بعد ذلك.
علاوة على ذلك، فقد كانت شعبية كزفاتزف تتزايد بشكل كبير في الفترة الأخيرة بين أبناء شعبه خصوصًا مع تزايد عمليات الفساد التي يقوم بها النظام الحاكم في الدولة.
ووصلت الأمور لذروتها عندما حاول، في شهر أكتوبر من العام الماضي، تنظيم حركة مناهضة للحكومة الطاجيكية من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
ويأتي مقتل كوفاتوف بعد يومين من صدور حكم بالسجن لمدة 17 عامًا بحق أحد أفراد “جماعة 24” وذلك بسبب بعض التهم منها إهانة الرئيس ومحاولة قلب نظام الحكم والاستيلاء على السلطة.