ترجمة من الفرنسية وتحرير نون بوست
عاد الحديث حول القيادي الجهادي المختار بلمختار ليتصدر العناوين بعد الهجمات التي تعرضت لها العاصمة المالية باماكو يوم السبت وأوقعت خمسة قتلى، والتي تبنتها مجموعة المرابطين التي أسسها بلمختار في أغسطس 2013 بعد دمجه للمجموعة التي كان يقودها مع جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا.
ونشط المختار بلمختار الذي يكنى باسم “الأعور” و”مستر مارلبورو” و”المراوغ” لفترة طويلة كقيادي في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، واختص هذا الجهادي في أخذ الرهائن حيث كان وراء عملية احتجاز الفرنسيين فنسنت ديلوري وأنطوان ليوكور في النيجر في يناير من سنة 2011، ويعد أيضًا مهندس عملية عين أميناس التي استهدفت منشأة لاستخراج الغاز في جنوب شرق الجزائر في يناير 2013، كما خطط للهجوم المزدوج الذي استهدف عناصر أمن وشركة Areva الفرنسية لاستخراج اليورانيوم في النيجر في شهر مايو من نفس السنة.
ويُذكر هذا الرجل المعروف لدى مقربيه بخالد أبو عباس والذي يظهر دائمًا وهو يرتدي العمامة السوداء ولد في مدينة غرداية الجزائرية سنة 1972 وانخرط في التنظيمات المتطرفة مبكرًا، حيث صرح خلال حوار معه نُشر على الشبكة العنكبوتية سنة 2007 أنه ذهب لأفغانستان في سن التاسعة عشرة للحصول على تدريب وخبرة في القتال، ويذكر أنه تعرض هناك لحادث أفقده إحدى عينيه خلال المعارك مع السوفييت ومن هناك جاءت تسمية “الأعور”.
مختص في اصطياد الرهائن
تزامنت عودته للجزائر سنة 1992 مع انطلاق مسيرته الحافلة بالعمليات المسلحة، فقد شارك في الحرب الأهلية الجزائرية ضمن صفوف الجماعة الإسلامية المسلحة ثم شارك في أحداث الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي وسّعت من عملياتها في دول الساحل الأفريقي وكثفت هجماتها على القوات الأمنية، وفي سنة 2007 قامت هذه الجماعة بإعلان مبايعتها لتنظيم القاعدة وأصبحت فرع له في شمال أفريقيا تحت اسم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.
وقاد مختار بلمختار داخل هذا التنظيم كتيبة مؤلفة من مائة عنصر يتركز نشاطها في الجنوب الصحراوي الجزائري والحدود مع مالي وموريتانيا، ويُعتقد أنه يقف وراء احتجاز 32 سائحًا أوروبيًا في سنة 2003 في الصحراء الجزائرية في عملية عرفت بأزمة رهائن الصحراء الكبرى وانتهت بإطلاق سراحهم بعد دفع فدية بخمسة ملايين دولار.
كما يعتقد أن بلمختار لعب دورًا هامًا في عمليات أخذ رهائن أخرى وخاصة في مفاوضات لإطلاق سراح رهينتين نمساويين سنة 2008 ومفاوضات في سنة 2009 لتحرير كنديين، كما يقف وراء خطف فرنسيين في النيجر سنة 2011 وتفجيرات استهدفت السفارة الفرنسية في موريتانيا في أغسطس 2009.
أحد أكثر زعماء الحرب شهرة
بالإضافة لمشاركته في هذه العمليات يعد بلمختار أحد أهم قادة العصابات في منطقة الصحراء، حيث ينشط في بيع السلاح للمجموعات المتطرفة في المنطقة وتهريب السجائر وهو ما أكسبه كنية “مستر مارلبورو”، وهو مثل العديد من المجموعات الأخرى يخلط الدين بالجريمة لكسب التأييد وتحقيق أغراضه رغم أن شهود مقربين منه أكدوا أنه شخص أقل تدينًا من بقية قيادات تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.
فقدان النفوذ
سمحت الأنشطة المختلفة لمختار بلمختار بوجود علاقات متعددة مع قبائل الطوارق وخاصة المقاتلين الذين شاركوا في ربيع 2012 في الهجوم الذي مكن الانفصاليين والمتشددين من طرد الجيش النظامي والاستيلاء على شمال مالي، ولتعزيز نفوذه في المنطقة قام الجزائري بلمختار بمصاهرة الطوارق من خلال الزواج من بناتهم.
يذكر أن إحدى القنوات الجزائرية أعلنت في يونيو 2012 عن مقتله في معارك بين المتشددين والانفصاليين الطوارق في مدينة جاو شمال مالي ولكن قام أحد مساعديه بتكذيب الخبر.
وفي أكتوبر 2012 أعلنت مواقع تابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أن بلمختار تم إعفاؤه من مهامه القيادية داخل التنظيم، ثم أعلن بلمختار بعد ذلك عن القطيعة مع التنظيم ليؤسس كتيبة الملثمين “الموقعون بالدم” مع المحافظة على ولائه للقاعدة ثم قام بتنفيذ عمليات احتجاز الرهائن في الجزائر والهجمات في النيجر سنة 2013 والهجمات الأخيرة في باماكو التي تشير ربما لاستعادته لنفوذه وقدرته على التخطيط والتنفيذ.
المصدر: مجلة عشرين دقيقة الفرنسية