على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، التقى وزير الخارجية التركي “أحمد داو أوغلو” بنظيره اليوناني “إيفانغيلوس فانيزيلوس”،وإلى جانب مواضيع عدة ناقشها الطرفان مثل زيادة الاستثمارات التجارية بين البلدين وتطوير التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب وفي مجال السياحة، طغت المسألة القبرصية على اللقاء لينتهي إلى إقرار خطوة أولية وصفت بالهامة سيقوم بموجبها ممثل عن جمهورية شمال قبرص التركية بزيارة اليونان، ويقوم في المقابل ممثل عن جنوب قبرص بزيارة تركيا.
وأكد داوود أوغلو خلال اللقاء –حسب وكالة الأناضول- أن “الاجتماعات التي ستعقد خلال العام القادم بين الجانبين، ضمن إطار مجلس التعاون المشترك رفيع المستوى، ستساهم بشكل كبير في تطوير العلاقات الثنائية” مشيرا إلى أن اجتماعات تحضيرية ستعقد خلال الفترة القادمة، في حين قام نظيره اليوناني فانيزيلوس بعرض جدول الأعمال التي تنوي اليونان القيام بها خلال فترة رئاستها للاتحاد الأوروبي العام المقبل، معربا عن دعم بلاده لانضمام تركيا إلى الاتحاد.
وبالإضافة للصراعات التاريخية بين تركيا واليونان خاصة في فترة تأسيس الدولة التركية مطلع القرن الماضي، تمثل المسألة القبرصية أحدث هذه الصراعات، فبعد قيام المجلس العسكري اليوناني بدعم انقلاب عسكري في قبرص، أمر رئيس الوزراء التركي آن ذاك، نجم الدين أربكان، قوات الجيش التركي بالتدخل عسكريا في قبرص لردع التدخل اليوناني في ما كان يسمى آن ذاك بدولة قبرص.
وبعد عمليات إنزال ومعارك استمرت من 20 يوليو 1974 وحتى مطلع شهر أغسطس من نفس السنة تمكن الجيش التركي من السيطرة على الجزء الشمالي من جزيرة قبرص، وفي 15 نوفمبر 1983 تم الإعلان عن استقلال جهمورية شمال قبرص التركية على الجزء الشمالي من قبرص.
ورغم وجود دولتين على جزيرة قبرص حاليا، ووجود حياة سياسية متكاملة في دولة قبرص التركية ودولة قبرص “اليونانية”، فإن الواقع يقول أنهما دولتان تابعتان بالكامل لكل من تركيا واليونان، الأمر الذي يتيح لوزير خارجية تركيا أن يقرر ذهاب ممثل رسمي عن قبرص التركية إلى اليونان ولوزير الخارجية اليوناني أن يقرر ذهاب ممثل رسمي عن قبرص اليونانية إلى تركيا