روان قداح، تبلغ من العمر 16 عاماً وتسكن مدنية نوى في درعا جنوب سوريا طالبة في الصف العاشر في مدرسة ميسلون تعرضت للخطف على يد عناصر الأمن العسكري في شهر تشرين الثاني 2012 أثناء عودتها من المدرسة لتختفي منذ ذلك الحين وتظهر لاحقاً على شاشة الاخبارية السورية وهي تقول بأن والدها كان يحضر بعض العناصر المسلحة الى البيت ويترك لهم المجال لاقامة العلاقات الجنسية معها بحجة جهاد النكاح.
روان التي خرجت في مقابلة تحت عنوان ” أب يبيع شرف بنته ” لتتحدث عن اختلاف تفكيرها عن والدها في أكثر الأحيان، واستخدامها لمصطلحات تطعن في شرفها وشرف عائلتها بشكل علنّي وصريح أمام الملأ، في مسلسل آخر من مسلسلات المقابلات المعدة مسبقاً والتي يطلب فيها من الشخص – والذي يكون غالباً من المعتقلين – الحديث حسب سيناريو معدّ من القائمين على المقابلة ويطلب من الشخص سرده بشكل أحداث مرت معه.
والد روان، ميلاد قداح ( أبو طه ) والذي يبلغ من العمر 45 عاماً يصفه أهل درعا بأنه من أوائل من شاركوا في الثورة، زحف الى درعا في نداء الفزعة الأول الذي أطلقته درعا البلد وشارك في اعتصام المسجد العمري وسط درعا لأكثر من أسبوع، وكان صاحب كلمة حق وجرأة في وجه ضباط الأمن والجيش الذي يقتحمون المدن أثناء المظاهرات ويطلقون الرصاص الحيّ عليها، التحق بعدها أبو طه بالجيش الحر وكان معروفاً لدى الجيش السوري ومطلوباً تحت عدة تهم منها تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وتعرض منزله للمداهمة أكثر من مرة.
جهاد النكاح، والذي غدا وجبة دسمة للفضائيات السورية ومن يشاركها الحديث عن المؤامرة على سوريا المقاومة والممانعة من الفضائيات اللبنانية والمصرية وغيرها، كان في الأصل معتمداً على فتوى منسوبة لحساب مفبرك للداعية السعودي محمد العريفي لتتسارع قنوات مثل الجديد والميادين اللبنانية والعالم الايرانية بالاضافة الى القنوات السورية لتناقل الفتوى وصياغة كثير من القصص ونشر صور في اتهام مباشر لثوار سوريا بممارسة جهاد النكاح رغم نفي الشيخ العريفي للفتوى لاحقاً في عرض للمثل الشعبي القائل: ” نكذب الكذبة ثم نصدقها”، في حلقة أخرى من الاعلام اللامهني المتواصل لأكثر من عامين ونصف في التعامل مع القضية السورية