وسعت شركة فيسبوك حضورها في مجال التجارة الإلكترونية عبر شرائها محرك البحث “ذي فايند” المتخصص في التسوق، حيث قالت متحدثة باسم شركة “فيسبوك”: إن فريق ذي فايند قد نجح في بناء محرك بحث ناجحًا لربط الجمهور بالمنتجات، مؤكدة أن شركة فيسبوك لديها القدرة على جعل الإعلانات على موقع فيسبوك أكثر قربًا من الجمهور من خلال شرائها لمحرك البحث “ذي فايند”.
ويأتي هذا الاستحواذ في وقت تختبر فيه فيسبوك إدخال زر “شراء” Buy والذي يسمح للمعلنين ببيع المنتجات من خلال الإعلانات على شبكتها الاجتماعية، التي تُعد كبرى شبكات التواصل على الإنترنت مع ما يزيد عن 1.39 مليار مستخدم نشط شهريًا.
لم تعلن الشركتين حتى الآن عن التفاصيل المالية للصفقة، بينما يتوقع خبراء ماليون أن الصفقة تمت برقم مالي ضخم نظرًا لنجاح محرك البحث.
هذا ويتيح التطبيق التسوق الشخصي للمستهلك من خلاله بناء على بياناته الشخصية التي يتم إدخالها لمحرك البحث ليقوم باختيار البضائع والمواد المناسبة له طبقًا لهذه البيانات، وقد اكتسبت شركة “ذي فايند”، التي تأسست قبل تسع سنوات، شعبية كموقع لمقارنة الأسعار، وهو أحد اتجاهات تطبيقات التسوق على الأجهزة المحمولة التي تهدد نموذج أعمال متاجر التجزئة التقليدي عن طريق تزويد المستهلكين بطرق أسهل للبحث عن أرخص العروض عبر الإنترنت، وقد طورت الشركة فهرسًا يحتوي على أكثر من نصف مليار منتج من مختلف البلدان لمساعدة المستهلكين على الشراء والحصول على السلع بأرخص الأسعار المطروحة عبر المتاجر.
كما أكدت شركة “ذي فايند” أنه سيتم إيقاف خدمتها، وسينضم بعض أعضاء فريقها لفيسبوك حيث سيجري دمج التقنية الخاصة بها في منصة الشبكة الاجتماعية الإعلانية.
وأشار “ذي فايند”، في رسالة نشرها على موقعه إلى أنه “في خلال السنوات التسع الأخيرة، عملنا بجهد لنقدم لكم تجربة تسوق سهلة وفعّالة وممتعة، عبر البحث في كل المتاجر على الإنترنت لإيجاد السلع المناسبة التي تسعون لشرائها”، وأضاف الموقع في رسالته: “نبدأ اليوم فصلاً جديدًا عبر توحيد قوانا مع فيسبوك “.
هذه الصفقة ليست الأولى من نوعها التي يقوم بها القائمون على شركة “فيسبوك” لشراء تطبيق ناجح أو محرك بحث، حيث عقد موقع التواصل الاجتماعي صفقة منذ عدة أشهر قام بموجبها بشراء تطبيق “واتس آب” لخدمات الدردشة بقيمة 19 مليار دولار أمريكي.
وفي نفس الصدد استحوذ فيسبوك على تطبيق الصور الشهير “إنستجرام” في صفقة بلغت المليار دولار، كما أعلن في السابق عن شرائه لشركة Tagtile المختصة بعملاء الهواتف المحمولة من خلال تدعيم التفاعل بين الشركات والعملاء ومساعدتهم على تحقيق ربح وإيرادات أكثر.
كما أطلقت منذ فترة إشاعة تروج نية موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إطلاق محرك بحث خاص به معتمدًا على فريق يترأسه عضو سابق بالمجموعة المختصة بمحرك البحث الأشهر عالميًا “جوجل”، والآن خرجت إشاعة أخرى تقول إن مايكروسوفت تنتوي بيع محركها “بينج” لموقع الفيسبوك، هذا ويعد “بينج” ثاني أقوى محرك بحثي عالمي.
هذا الأمر جعل العديد من الشركات العاملة في هذا الحقل تبدي انزعاجها من ممارسات شركة فيسبوك، مؤكدين أنها تشكل خطرًا على مستقبل شبكة الإنترنت ومستخدميها، وهذا ما أوضحه وعبر عنه سيرجي برين مؤسس موقع “جوجل” في مقابلة صحفية مع جريدة الجارديان البريطانية، حيث أفصح عن مخاوفه التي تأتي من بعض الشركات المنافسة وبالتحديد من الفيسبوك وشركة آبل والتي تفرض قيود على منصاتها وتمنع من أرشفة محتوى هذه الشركات وتتحكم في طريقة استخدام تطبيقاتها.
هذا الاستحواذ الأخير من فيسبوك يأتي في إطار بحث مواقع التواصل الاجتماعي عن سبل لإتاحة التجارة الإلكترونية على خدماتهم في محاولة للحفاظ على المستخدمين المهتمين وثنيهم عن مغادرة المواقع.