تم تدمير قبر صدام حسين الواقع في مسقط رأسه بمدينة تكريت في خضم القتال العنيف الدائر بين مسلحي الدولة الإسلامية والقوات العراقية المتحالفة مع متطوعي الميليشيات الشيعية.
تظهر الصور التي نشرتها وكالة أسوشيتد برس تحول الضريح الفخم إلى أنقاض مدعومة ببعض الأعمدة العارية، حيث تضررت بنية الضريح إثر تصاعد حدة القتال في شمال وجنوب تكريت، إبان إعلان مسؤولين عسكريين عراقيين يوم السبت أن المدينة كلها ستكون تحت سيطرتهم في غضون ثلاثة أيام.
تم القبض على صدام حسين من قِبل قوات الولايات المتحدة في عام 2003، وأُعدم في عام 2006 بعد أن وجدته المحكمة العراقية مذنبًا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، تضمنت عمليات القتل الجماعي للأكراد والشيعة في البلاد، وتم دفنه في قرية العوجة جنوب تكريت في عام 2007، حيث تم وضع القبر داخل ضريح وضمن شكل مثمن الأضلاع مصنوع من الرخام، وفي منتصفه يتم وضع الزهور التي تغطي القبر حيث دفن الجثمان.
يشير مقاتل شيعي أن الأرض حول الضريح كانت مفخخة بعدد هائل من المتفجرات التي تم وضعها من قِبل الدولة الإسلامية، ولكن لم يصب أي فرد من القوات العراقية نتيجة لهذه المتفجرات، وقال النقيب ياسر نعمة أحد المتطوعين في وحدات التعبئة الشعبية “هذا المكان كان من أخطر معاقل داعش، حتى القيادة أوضحت أنه سيكون من الصعب دخول هذه الأرض، ولكن الحمد لله تمكنا من الدخول في الساعة الخامسة مساءً وفي الساعة العاشرة ليلاً تم الانتهاء من العملية بالكامل”.
بعد السيطرة على القرية، عمّت أعلام الميليشيات الشيعية وصور قادة الميليشيات – بما في ذلك صور الجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي حافظ على وجوده في كل مكان لقيادة القوى الشيعية العراقية – جميع أنحاء قرية العوجة، لتحل محل ملصقات وصور صدام حسين التي كانت متواجدة بكثرة في مسقط رأسه.
ادعت الدولة الإسلامية سابقًا في أغسطس الماضي أن قبر صدام قد دُمِّر تمامًا، ولكن مسؤولين محليين أوضحوا أنه حينها تم نهب الضريح وإحراق الغرفة الداخلية من الضريح، ولكن هيكل البناء كان يعاني من أضرار طفيفة فقط.
وفي ذات السياق ذكرت وسائل الإعلام العراقية العام الماضي أن محبي صدام حسين قام بنقل جثمانه من الضريح، خوفًا من ضياعه في خضم القتال، بيد أنه لم يتم الكشف عن موقع الجثة وبقي مكان الجثمان غير معروف.
تسيطر الدولة الإسلامية منذ يونيو 2014 على مدينة تكريت شمالي بغداد، حيث تحققت لها السيطرة على المدينة بعد وقوع الموصل – ثاني أكبر مدينة في العراق – تحت سيطرتها أيضًا.
وأعربت جماعات حقوق الإنسان سابقًا عن قلقها من أن المدنيين سيواجهون خطرًا كبيرًا ضمن العملية العسكرية التي أطلقتها القوات العراقية – التي يبلغ تعدادها حوالي 20.000 شخص -، قبل أسبوعين لاستعادة السيطرة على تكريت من مسلحي داعش، حيث وصف بعض القادة والمقاتلين هذه العملية على أنها فرصة للانتقام من مقتل المجندين العسكريين الذين تم إعدامهم من قِبل تنظيم الدولة في وقت سابق.
من جهتها أشارت دوناتيلا روفيرا كبيرة مستشاري منظمة العفو الدولية إلى جرائم المليشيات الشيعية العراقية بقولها “كثيرًا ما تقوم الميليشيات الشيعية شبه العسكرية بهجمات انتقامية طائفية ضد المدنيين السنة الذين لم يشاركوا في الأعمال العدائية”.
المصدر: وكالات + ميدل إيست آي