“التحدي الأكبر لإسرائيل هو على الحدود الشرقية، هذا ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونادى به منذ بداية العام المنصرم، نتنياهو الذي نادى سابقًا بإقامة جدار على الحدود الشرقية مع الأردن، ولكن المشروع تم تأجيله لتكلفته المادية، إلا أنه مع تعاظم خطر تنظيم داعش والجماعات الإسلامية “الإرهابية” في العراق واحتمال تسللها إلى الأردن؛ بات ضروريًا التسريع ببناء الجدار، بحسب ما زعمت صحف إسرائيلية.
اليوم يقترح مسؤولون إسرائيليون ضرورة إكمال السياج الذي يحيط بإسرائيل من جميع الجوانب لأسباب أمنية، ولخوفهم الشديد من أي محاولة للتسلل عبر حدودهم، لأنه حتى الآن الجانب الوحيد الذي لا يحيطه أي سياج هو حدود إسرائيل مع الأردن.
ويرغب المسؤولون الأمنيون في أن يقوم السياج الجديد بحمايتهم من أي اختراق محتمل لمتسللين “جهاديين”، وأيضًا لحماية مطار “تمنا” الجديد، والذي من المقرر الانتهاء من العمل به العام المقبل، حيث سيحل المطار الجديد محل مطار إيلات وأيضًا ليكون بديلاً جاهزًا في حالة حدوث أي تحويل لمسار الطائرات بعيدًا عن مطار “بن جوريون” الذي تم شل حركته بعد تعرضه للقصف من قِبل المقاومة الفلسطينية في الحرب الأخيرة في يوليو وأغسطس 2014.
وصرح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام المحلية الإسرائيلية بأن المسؤولين الأمنيين قد أوصوا ببناء حاجز أمني لحماية المطار الجديد الذي يتم بناؤه في تمنا، والذي يبعد حوالي 20 كيلومترًا شمال مدينة إيلات على البحر الأحمر، ومع ذلك يبقى من غير الواضح ما إذا كانت الحكومة المقبلة ستوافق على تلك المقترحات أم لا.
مطار دولي محاط بسياج رغمًا عن الأردن
رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور ووزير الخارجية ناصر جوده قالوا قبل نحو شهرين من الآن أن الحكومة تبحث مع الجانب الإسرائيلي قضية إقامة مطار قريب من الحدود الأردنية ويخترق السيادة البرية والجوية ويهدد السلامة العامة، بالرغم من البدء في بناء المطار، كما تجري اتصالات دولية في هذا الخصوص.
وبحسب ما ظهر في ردود الحكومة في يناير الماضي على استجواب قدمته النائبة رولا الحروب، فإن اسرائيل باشرت بناء المطار رغمًا عن الأردن الذي رفض وجوده رسميًا.
وقالت الحروب في مناقشتها لاستجواب قدمته قبل أشهر للحكومة بخصوص نية الجانب الإسرائيلي إقامة مطار قريب للغاية من الحدود مع الأردن إن هذا المطار يبعد 335 متر فقط عن الحدود الأردنية، وأضافت أن المطار يخترق الحدود بعمق 200 متر، وهو قريب من طريق وادي عربة بنحو 2 كيلومتر فقط، لكن وزيرة النقل قالت إن المطار لا يخترق السيادة الأردنية البرية.
ولفتت الحروب إلى أن معلوماتها جاءت بناء على وثيقة لديها ومعلومات حكومية مطابقة لها، وأكدت نقلاً عن هيئة الطيران المدني أن السياج الأمني للمطار سيكون داخل الأراضي الأردنية.
وقال رئيس الوزراء عبدالله النسور إن “موضوع المطار مواكبينه من ألفه إلى يائه”، وأضاف النسور حينها مهددًا “إذا لم تستجب الحكومة الإسرائيلية، سنحتكم إلى موسسات الطيران الدولية وهي التي ترخص مطارنا وترخص مطارهم”.
وتتحدث المادة الأولى من اتفاقية شيكاغو عن اعتراف الدول الموقعة عليها بسيادة كل منها المطلقة على الفضاء الجوي الذي يعلو إقليمها.
وسيكون المطار المرتقب إنشاؤه على مقربة من مطار الملك حسين الدولي في العقبة؛ مما يشكل خطرًا على السلامة الجوية.
وكانت صحف إسرائيلية نقلت عن المتحدث باسم هيئة مطارات إسرائيل عوفير ليفلر أن مطار تمنا صُمم للتعامل مع الرحلات الإضافية من خلال وجود موقف طائرات كبير يمكّن الطائرات من التحرك بسرعة.
وأضاف أن برج المطار سيرتبط بقاعدتي رادار عسكريتين توفران قدرة على مراقبة الملاحة الجوية فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة برمتها.
سياج مطار “تمنا” مع الأردن ليس كافٍ وليس الأخير
الصحف العبرية نقلت عن مصادر حكومية إسرائيلية بأن دولة الكيان ستسعى خلال الفترة القادمة بالتسييج على نفسها من جميع الجوانب، حيث إن القوى المتطرفة طرقت الأبواب الإسرائيلية في الشمال والجنوب، وجرى في جميع هذه الحدود إقامة عوائق برية تواجه محاولات التسلل إلى الداخل الإسرائيلي باستثناء منطقة واحدة؛ مما يحتم بناء جدار أمني على الحدود الشرقية، لذلك من الضرورة بناء جدار طويل تدريجيًا من إيلات وحتى الجدار الذي تم إقامته في السنوات الأخيرة في هضبة الجولان، لتكون بذلك إسرائيل محاطة من جميع الجوانب بشكل كامل.
إسرائيل لديها بالفعل سياج أمني يمتد على طول حدودها الجنوبية مع مصر وبالقرب من إيلات، السياج أقيم في عام 2013 بحجة منع دخول المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين للبلاد.
ولإسرائيل أيضا سياج حدودي مع قطاع غزة والحواجز الممتدة على طول الحدود مع سوريا ولبنان، وتم بناء سياج ضخم من الصلب يمتد على طول الحدود السورية يمر من خلال مرتفعات الجولان بعد اندلاع الأزمة السورية، خوفًا من امتداد القتال وتدفق اللاجئين.أ
ولها أيضا الجدار العازل الذي يخترق مساحات واسعة من الضفة الغربية، والذي تم بناؤه بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي استمرت من 2000 إلى 2005، وتدعي إسرائيل أنها بذلك تحمي المدنيين من الهجمات الانتحارية المحتملة.
المصدر: سبوتنيك / ترجمة أردن الإخبارية