ماذا بعد سيطرة جيش منصور هادي على مطار عدن؟

ذكرت مصادر عسكرية يمنية أن الجيش اليمني بقيادة وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي قد تمكن من استعادة السيطرة على مطار عدن بالكامل وذلك بعد سيطرة فرق مقاتلة خاصة تابعة للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وموالية للحوثيين بعد اشتباكات قرب المطار وداخله؛ ما أسفر عن مقتل 3 عناصر من الفرق الموالية للحوثيين واثنين من اللجان الشعبية التي يقودها بعض قادة الجيش اليمني الموالين للرئيس عبدربه منصور هادي الذي يتخذ من عدن مقرًا له حاليًا بعد سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء.
نقلت مصادر إعلامية عن مصادر عسكرية في عدن أن كتيبة من القوات الخاصة ومن اللواء 19 ومن اللواء 31 سيطرت بالكامل على مطار عدن بقيادة وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة اللواء محمود الصبيحي، وأجبرت فرق الأمن الخاصة على الانسحاب من البوابة الشرقية وبقية أجزاء المطار التي كانت تسيطر عليها، وأفادت المصادر بأن الجيش سيطر على المطار وأعاد الملاحة الجوية إلى حالتها الطبيعية بعد توقفها جراء الاشتباكات.
يبدو في هذه الخطوة المهمة أن عبدربه منصورهادي وفريقه في عدن قد قررا استكمال المواجهة مع الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء بعد إجبار هادي على الاستقالة والتي تراجع عنها عقب فراره من العاصمة إلى الموالين له في عدن، حيث بدأ إدارة الصراع من هناك مع الحوثيين.
اللجان الشعبية المكونة من القبائل الموالية لهادي في عدن تساعد وحدات من الجيش في الاستعداد لمعارك مع الحوثيين، حيث أعلنت قبائل العوالق التي وصلت أمس الأربعاء إلى عدن، أنّ مسلحيها انتشروا في ساحل أبين وخط العريش، لتعزيز صفوف اللجان الشعبية والجيش، في المقابل، تنتشر دبابات الجيش وآلياته في عددٍ من الأحياء القريبة من مطار عدن.
يشار إلى أن هذه الاشتباكات هي الأولى من نوعها بهذا العنف بين الطرفين، حيث لوحظ خروج تعزيزات عبارة عن آليات ومدرعات عسكرية، من معسكر القوات الخاصة، التي يقودها العميد عبدالحافظ السقاف، المتمرد على قرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي أقاله، لاتهامه بأنّه موالٍ للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح.
هذا وقد تمكّنت اللجان الشعبية الجنوبية في وقت سابق، من اعتقال أكثر من 10 جنود من قوات الأمن الخاصة، في الوقت الذي تحاول فيه القوات التوغل داخل المطار، واستعادة السيطرة عليه من الجهة الشمالية، كما أكدت اللجان الشعبية أن عناصر جماعة الحوثي يقاتلون بلباس القوات الخاصة بعدن، مؤكدة أنها ألقت القبض على البعض منهم.
الوضع العام يتجه إلى الانفجار في عدن بعد أخذ منصور هادي والقبائل الموالية له قرار المواجهة مع عناصر الجيش المتمرة الموالية للحوثي في عدن، حيث شهد حي الصولبان، الذي يتواجد فيه معسكر القوات الخاصة، نزوح عدد من الأهالي، بعد اشتداد المواجهات، والتي أكد السكان المحليون أن هذه المواجهات استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة كما تعرضت منازل المواطنين إلى الرصاص الطائش أثناء الاشتباكات ما أثار موجة نزوح بين السكان هناك.
هذا التطور يأتي على خلفية فشل جهود الوساطة الأخيرة لإقناع قائد قوات الأمن الخاصة بقبول قرار إقالته، بينما في نفس الوقت تشهد محافظة أبين تظاهرة للمطالبة بالتجنيد في صفوف الجيش والأمن استعدادًا للدخول في مواجهات مسلحة، بعدما أعلنت القيادة المنطقة العسكرية الرابعة (بمنطقة عدن وما حولها) إلى فتح باب التجنيد للمنتمين إلى المحافظات الجنوبية.
كل هذه الدلائل تشير إلى اتجاه دخول عبدربه منصور هادي في صراع مسلح ضد جماعة الحوثي وكل الموالين لها في أجهزة الدولة بدعم من مجلس التعاون الخليجي وبالاستعانة بفصائل الجيش الموالية له بالإضافة إلى اللجان الشعبية من القبائل التي تشكّلت فور وصوله إلى عدن.
كل هذا عقب الإجراءات التنظيمية الإدارية والعسكرية التي يشرع هادي في تنفيذها هذه الفترة لترتيب البيت في عدن من الداخل، وذلك لتنظيم العمل الإداري والعسكري في الأقاليم الستة البعيدة عن سيطرة الحوثيين، هذه الإجراءات كان أبرزها إقالة محمد حيدرة فارخ قائد الحرس الشخصي السابق الخاص به وتعيين محمد هادي منصور بدلاً منه؛ ما أثار غضب عدد من الجنود والضباط الموالين للقائد السابق، وذلك ضمن قرار شمل تعيين محمد علي عبد الله مديرًا جديدًا لمكتب الرئاسة، خلفًا لأحمد عوض بن مبارك، كما أشارت مصادر مقربة من منصور هادي أنه بصدد إصدار قرارات بتعيين نائبين للرئيس أحدهما عسكري والآخر سياسي ويمتلكان كامل الصلاحيات لوضع حلول للأزمة الحالية دون الرجوع للرئيس.
هذه الضربات المتلاحقة من الرئيس اليمني المتراجع عن استقالته عبدربه منصور هادي بدعم من السعودية تشكل أحجار عثرة في طريق الحوثيين وحليفتهم إيران، حيث إن الرجل يحاول استخدام كافة أوراقه للضغط على جماعة الحوثي لفرض شروطه في الحوار بعد ذلك، فالخيارات التي تمكنه من كسر سيطرة الحوثيين أهمها: سلاح النفط والغاز الذي لايزال يقع ضمن نطاق سيطرة هادي في مأرب ومحافظات الجنوب، إضافة إلى تنامي حالة الغضب الشعبي والرفض لممارسات الحوثيين.
بناءً عليه فإن الوضع متجه إلى التصاعد المسلح في اليمن خاصة مع فشل كل المحاولات لجعل جماعة الحوثيين تقدم تنازلات لبناء مصالحة كما يروج البعض، وستكون الخيارات جميعها حينئذ متاحة أمام هادي في عدن بتضييق الخناق على جماعة الحوثي ثم اللجوء لأكثر الخيارات حسمًا والتي ربما يكون في مقدمتها المواجهات المسلحة.