في ظل الوضع المتراجع للحوثيون وقوات عبدالله صالح على الأض وتقدم المواليين لعبدربه منصور هادي بدعم عشائري وشعبي وانتصار الأخير في معركة مطار عدن يعقبها اقتحام لموقع القوات الخاصة المتاخمة لمطار عدن جعل موازين القوى تتبدل على الأرض.
بعد دخول الحوثيون صنعاء أدرك الكثير من اليمنيون حجم الخطر الذي يشكله الحوثيون إذا استمروا بالتمدد وإن أجندة إقليمية تسير جماعة الحوثي من خارج الحدود لتعبث باليمن.
ومن أهم الذين أدركوا أن الأمر خرج عن السيطرة وأن أحلامهم باستخدام بنادق الحوثي للرجوع للسلطة قد تبدد، خاصةً بعد ما وقع في معسكر الصباحة التابع للقوات الموالية للرئيس اليمني السابق عبدالله صالح، حيث قام الحوثيون بمهاجمته واقتحامه وهي رسالة مفادها أن من يحكم صنعاء هم الحوثيون وليس صالح، الأمر الذي أدركه عدد من قادة الجيش الذين اختاروا صف هادي لعلمهم أنه الصف الوحيد الذي يمتلك شرعية في البلاد.
الحوثيون الذين يسيطرون على صنعاء أدركوا خطر وجود رئيس شرعي مدعوم من طبقة واسعة القبائل المسلحة وجزء من الجيش اليمني في عدن، وأن توسعهم وقدرتهم على تحقيق إنجاز على الارض يعني اقتراب موعد رجوع الرئيس هادي إلى صنعاء، هذه المرة ليست بصناديق الاقتراع وحدها وما يحمله من شرعية، وإنما ببنادق عشائرية وسلاح الجيش، الأمر الذي دفع الحوثيون للتحرك سريعًا.
وجد الحوثيون أنفسهم يختارون خيار التصفية الجسدية لهادي معتمدين على سلاح الجو، بعدما انطلقت طائرة من صنعاء إلى عدن لتقصف القصر الجمهوري في عدن مقر هادي، لكن الرياح لم تجري كما يشتهيها الحوثي، فكانت الضربة دون أي أضرار بشرية لكنها تركت رسالة واضحة جدًا، مفادها أننا نريد قطف رأس الرئيس هادي وإنهاء الشرعية في اليمن.
اليمنيون في حالة ترقب ينتظرون الخطوة الثانية للرئيس هادي فقد منح سلاح القبائل وشرعية الشعب فهل سيحقق طموحات الاثنين؟