نشرت “وحدة القوات الخاصة” في الجيش اليوناني بياناً مكتوبا على أحد مواقع الانترنت طالبت فيه الحكومة اليونانية بالاستقالة، وذلك بعد إعلان الحكومة عن تقديمها لأدلة على نجاح حزب “الفجر الذهبي” المنتمي إلى أقصى اليمين في اختراق أجهزة الأمن اليونانية بشكل واسع، واتهامات أخرى نشرت على صحيفة الجارديان البريطاني تؤكد قيام عسكريين يونانيين بتدريب 3 آلاف فرد من أعضاء الحزب نازي التوجه.
وفور انتشار البيان، بعد منتصف ليلة البارحة، ترأس “أفتربي كوكاماني” النائب العام اليوناني، اجتماعا طارئا للمحكمة اليونانية العليا بحضور النواب العامين ورؤساء المحكمة الإدارية العليا لمناقشة التطورات الأخيرة بما فيها بيان القوات الخاصة وإدعاءات اختراق الفجر الذهبي لأجهزة الأمن، تقرر بعده حسب ما ذكره مراسل وكالة الأناضول في العاصمة اليونانية أثينا، أن تقوم أجهزة “المحكمة اليونانية العليا” بتحريات وتحقيقات إضافية واسعة النطاق حول التطورات الأخيرة، حتى يتم إصدار قرار نهائي استناداً إلى النتائج التي ستفرزها تلك التحقيقات.
نيكوس ميكالولياكوس، زعيم الحزب، صرح يوم أمس بأن الحكومة “ستفتح على نفسها أبواب جهنم” بمضيها في ترويج هذه الاتهامات، نافيا الاتهامات الموجهة للحزب من قبل الحكومة، مشيرا إلى أن صحف ووسائل إعلام وصفها بالتابعة للرأس مالية العالمية هي التي تقوم بالتحريض على الحزب، مؤكدا أن سفارات أجنبية تقف خلف حملة منظمة تهدف إلى “حلّ الحزب”.
وكان الآلاف من اليونانيين قد شاركوا يوم أمس في مسيرة ضخمة مناهضة للنازية والفاشية، اتهم منظموها والمشاركون فيها حزب الفجر الذهبي بالنازية وبالتورط مباشرة في مقتل أحد مغني موسيقى “الراب” المعروف بمناهضته للنازية والفاشية والذي قتل طعنا يوم الثلاثاء، والذي اعترف أحد أعضاء “الفجر الذهبي” بمسؤوليته عن عملية القتل، كما وجه المتظاهرون تهما لقوات الأمن بالتقاعس عن القيام بواجباتها تجاه “التطرف المتنامي” للحزب وأنصاره.
ويعتبر حزب الفجر الذهبي، الذي نفى تورطه في عملية قتل مغني الراب، من أسرع الأحزاب اليونانية توسعا، ب18 نائبا في البرلمان اليوناني حاليا، وبنتائج سبر آراء حديثة تشير إلى قدرة الحزب على الحصول على ما لا يقل عن 15 بالمائة في الانتخابات القادمة، ويعرف الحزب بعدائه الشديد للمهاجرين الأجانب.