أصدرت كل من السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت (أعضاء مجلس التعاون الخليجي بدون سلطنة عُمان) بيانًا مشتركًا في ساعات مبكرة من اليوم مفاده أن هذه الدول قررت “ردع الحوثيين في اليمن” استجابة للسلطة الشرعية في اليمن ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي.
جاء في البيان: “تابعت كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، ودولة قطر، ودولة الكويت، بألم كبير وقلق بالغ تطورات الأحداث الخطيرة في الجمهورية اليمنية، والتي زعزعت أمن اليمن واستقراره جراء الانقلاب الذي نفذته المليشيات الحوثية على الشرعية، كما أصبحت تشكل تهديدًا كبيرًا لأمن المنطقة واستقرارها، وتهديدًا للسلم والأمن الدولي”.
وتابع البيان: “لقد سارعت دولنا إلى بذل كافة الجهود للوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق في محاولاته لاسترجاع أمنه واستقراره من خلال البناء على العملية السياسية التي أطلقتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ولحماية المنطقة من تداعيات هذا الانقلاب”.
أتى هذا البيان على وقع إعلان عشر دول المشاركة فيما سمي بعملية “عاصفة الحزم” في اليمن وهم الخمس دول الخليجية بالإضافة إلى مصر والسودان والأردن والمغرب وباكستان ضد جماعة أنصار الله “الحوثيين” التي سيطرت على أجزاء كبيرة من اليمن عبر مليشياتها المسلحة التي اجتاحت العاصمة وأجبرت عبد ربه منصور هادي الرئيس اليمني على الاستقالة ثم الهروب إلى عدن، ومن ثم دارت عدة معارك بين الحوثي وأنصار هادي إلى أن توجه الحوثيون لحصار عدن.
أكدت المملكة العربية السعودية قصف عدة أهداف للحوثيين عبر سلاحها الجوي من خلال عدة غارات أعلنت بعدها السعودية أن الأجواء اليمنية منطقة محظورة، فيما أعلنت واشنطن دعم الخليج في هذه العملية.
جاءت الاستغاثات من الداخل اليمني بعد تضارب الأنباء حول مصير الرئيس اليمني الفار من الحوثيين إلى عدن، وإعلان جماعة الحوثي عن مكافأة مالية لمن يلقي القبض عليه، وذلك بعد تصاعد وتيرة الأحداث أمس عقب سيطرة الحوثيين على محافظة “لحج الجنوبية”، وقاعدة العند الجوية، بذلك أصبحت عدن محاصرة من قِبل قوات الحوثي وعلى وشك السقوط دون مقاومة تذكر.
على إثر هذا حشد الجانب السعودي قواته على الحدود مع اليمن، حيث قالت وكالة رويترز للأنباء عن هذا الحشد العسكري السعودي: “إن حجم الحشد العسكري السعودي على حدود اليمن كبير، وإن السعوديين ربما يستعدون لشن ضربات جوية للدفاع عن هادي، إذا هاجمه الحوثيون في مدينة عدن بجنوبي البلاد”، وهو ما قد كان.
الضربة الجوية التي قادتها السعودية في بداية عملية “عاصفة الحزم” أعلنت الوكالة الإخبارية السعودية الرسمية أنه قد نتج عنها تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل، وقاعدة الديلمي، وبطاريات صواريخ سام، وأربع طائرات حربية، كما تم استهداف مقرات الشرطة العسكرية، القصر الرئاسي، الفرقة المدرعة الأولى، القوات الخاصة، قيادة قوات الاحتياط في صنعاء، قاعدة العند الجوية في لحج جنوبي اليمن، ومواقع عسكرية في صعدة (معقل الحوثيين شمال) دون أي خسائر تذكر في القوات الجوية السعودية.
بلغ حجم إجمالي المشاركة المعلنة في العملية 185 مقاتلة، من بينها 100 من السعودية، و150 ألف مقاتل من السعودية، ونحو 30 مقاتلة من إماراتية، و15 من الكويت، و15 من البحرين، و10 من قطر، و6 من الأردن، و6 من المغرب، و3 من السودان، بينما أبدت مصر والأردن وباكستان تمام الاستعداد في التدخل البري داخل اليمن.
الولايات المتحدة أعلنت استعدادها لتقديم دعم لوجستي واستخباراتي لعاصفة الحزم الخليجية في اليمن، مشيرة إلى أن دول الخليج، ستقوم بعمليات عسكرية في اليمن “لحماية حدود السعودية والحكومة الشرعية لليمن”، بحسب بيان للمتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي برناديت ميهان.
أما عن الدولة المصرية التي أعلنت كامل تأييدها للعملية في بيان صادر عن وزارة الخارجية جاء فيه “أن مصر تعلن دعمها السياسي والعسكري للخطوة التي اتخذتها الدول الداعمة للحكومة الشرعية في اليمن استجابة لطلبها”، مضيفة أنه جار التنسيق مع المملكة العربية السعودية بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية، وقوة برية إذا ما لزم الأمر، في إطار عمل الائتلاف، وذلك حفاظًا على وحدة أراضي اليمن وصيانة لأمن الدول العربية، حسب البيان.
وفي أول رد فعل للحوثيين على هذه الضربات الجوية صرح أحد أعضاء المجلس السياسي لجماعة أنصار الله، على العماد، لفضائية السي إن إن” أن السعودية ستدفع الثمن باهظًا ردًا على ذلك العدوان”، مضيفًا أن هذه الدول المشاركة في العدوان على اليمن تقف في وجه الإرادة الشعبية.
وردًا على سؤاله عن إمكانية تطور الأمور حاليًا نحو عمل بري مشترك قال العماد: “السعودية وسائر الدول على علم بأن ذلك سيكون خطيرًا جدًا، منطقيًا لا أتوقع التدخل البري السعودي، ولكن بحال فكرت الرياض بذلك فستدفع الثمن غاليًا جدًا”
أما عن رد فعل الإيرانيين الرسمي فقد جاء باهتًا، لكن على المستوى الإعلامي فقد شنت وسائل الإعلام الإيرانية هجومًا شرسًا على المملكة العربية السعودية وعملت على إبراز المشهد اليمني بأنه مستنكرًا لما وصفته “بالعدوان السعودي” على اليمن، فيما حاولت وسائل الإعلام الإيرانية التركيز على أمر وجود ضحايا مدنيين جراء هذه الضربات الجوية من خلال أخبار تذاع عن انتشال عدد من الضحايا جراء الغارات السعودية.
كما أذاعت وسائل إعلام موالية لإيران أيضًا أنباء عن نجاح الحوثيين في إسقاط طائرات سعودية مشاركة في الهجمات على صنعاء بينما لم يتسن التأكد من هذه الأنباء، ومن المنتظر أن يأتي الرد الإيراني على أكثر من صعيد في الفترة القادمة أبرزه سيكون دبلوماسيًا وعسكريًا واستخباراتيًا لجماعة أنصار الله الحوثي.