بعد أن تقدم الحوثيون في اليمن وانتشروا فيها كما تنتشر النار في الهشيم، لدرجة أن رئيس البلاد عبد ربه منصور هادي أصبح يتنقل من بلدة لأخرى لحين وصوله اليمن وانطواءه على نفسه في أحد المخابئ؛ قررت دول الخليج أن تتحرك لوقف هذا التمدد، والذي يهددهم في المقام الأول كون الحوثيون في اليمن أشبه بحزب الله في لبنان بتبعيته لإيران.
100 طائرة حربية و150 ألف جندي، حسبما ذكرت قناة العربية، يشاركون في وقف تقدم الحوثيين نحو الجنوب (آخر المعاقل التي لجأ إليها هادي)، دول أخرى أبدت استعدادها للمشاركة بريًا في العملية العسكرية التي سُميت بـ “عاصفة الحزم”، من بينها مصر والأردن والسودان وباكستان، لتنضم بذلك إلى التحالف القائم بين السعودية وبقية دول الخليج التي ذكرت رويترز أن “طائرات من المغرب” تشارك به.
مما لا شك فيه أن العملية جاءت بإذن الولايات المتحدة الأمريكية التي لولا إذنها لما تحرك التحالف الخليجي، والتي بدورها قدمت دعمًا اقتصر على الجانب اللوجستي والاستخباراتي للتحرك العسكري، الذي أدى بضرباته الجوية لاستهداف صعدة أهم معقل للحوثيين في اليمن.
هذا التحرك أو التحالف الذي تقوده السعودية في هذه المرحلة جاء بعد سكوت طويل ومشاهدة صامتة من قِبل دول الخليج لليمن وهو يتآكل شيئًا فشيء، الأمر الذي يجسد ردًا قاسٍ لإيران التي تدير كل عملياتها من بعيد في سوريا واليمن ولبنان والعراق، ولربما تحمل هذه العاصفة في الأيام الأخرى موجات تطال تلك الحركات التي تتبع لإيران في الدول العربية، في حال أخذ التحالف العربي الموافقة من دول الغرب على ذلك.
الرد الإيراني بدوره أتى سريعًا بعد العملية التي لم يمض عليها إلا 11 ساعة، إذ أعلن رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس شورى إيران، علاء الدين روجردي أن “نار الحرب على اليمن سترتد على السعودية”، مشيرًا إلى أن عواقب خطيرة سيتعرض لها العالم الإسلامي جراء هذه العملية، وفق لوكالة الأنباء الإيرانية “فارس”.
هل تحمل الأيام القادمة تحرك مماثل في سوريا؟ بعد تمدد قوات وميليشيات أجنبية تتبع لطهران والتي تقاتل في درعا وحلب، وبعد أن اقتصرت عمليات التحالف الغربي والعربي الذي تشارك فيه ذات الدول على استهداف تنظيم “الدولة الإسلامية” دون النظام السوري، وبعد التحرك الخليجي، هذا الجواب سيأتي في المرحلة القادمة.