اليوم الثاني لـ “عاصفة الحزم” ونزوح للسكان بالعاصمة
تستمر لليوم الثاني على التوالي الهجمات العربية الخليجية ضد مواقع لمسلحي جماعة الحوثي الموالية لإيران، في الوقت الذي تشهد فيه العاصمة صنعاء نزوحًا كبيرًا وجمود في الحركة التجارية.
وشنت المقاتلات الحربية أعنف هجوم جوي لقوات التحالف العربي منذ بدء عاصفة الحزم ضد مواقع الحوثي وصالح قبل يومين، استهدف عدة مواقع عسكرية في قلب العاصمة، وشوهدت طائرات وهي تحوم فوق معسكرات ومواقع لمسلحي صالح والحوثي بعلو منخفض في جنوب العاصمة ووسطها، والأماكن التي استهدفها طيران عاصفة الحزم، هي معقل القوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، معسكر السواد بحزيز، دار الرئاسة، الفرقة الأولى مدرع التي سيطر عليها الحوثيون، جبل نقم الذي تقع فيه مضادات جوية، وكلية الطيران المجاورة لمنزل الرئيس هادي وسط صنعاء، واستهدفت الغارات معقل جماعة الحوثيين في صعدة، حيث قامت بقصف معسكر 131 في كتاف، كما تم استهداف مخازن ذخيرة يستخدمها الحوثيون في تمويل عملياتهم العسكرية كما استهدفت المقاتلات الحربية معسكرات في الحديدة غرب اليمن، حيث تم قصف معسكر الدفاع الجوي بمنطقة الصليف ومعسكر أبو حلفة ومعسكر للقوات الخاصة سيطر عليه الحوثيون، فيما أشارت مصادر محلية أن الحوثيين قاموا بعملية نهب للواء الدفاع الجوية خشية قصفه.
وتشهد صنعاء التي يقطنها أكثر من 2 مليون نسمة، حالة من الذعر وسط السكان عقب انطلاق عملية “عاصفة الحزم”، حيث أغلقت المؤسسات الحكومية والخاصة والمدارس أبوابها، وشوهدت حالة من الشلل في شوارع رئيسية.
من الناحية الإنسانية، تشهد المدينة أزمة خانقة في الغاز المنزلي وغاز السيارات، حيث شوهدت طوابير طويلة للمركبات أمام محطات الغاز والبترول، فيما قال مسؤولون إن الأوضاع التي تشهدها البلاد ربما تدفع بكارثة إنسانية إذا استمرت المعارك.
استمرار معارك الحوثيين ورجال القبائل
تستمر المواجهات العنيفة بين رجال القبائل ومسلحي الحوثي في جنوب ووسط اليمن، حيث سقط عشرات القتلى بالمعارك الدائرة في عدن ولحج “جنوب” والبيضاء وسط البلاد.
وذكرت مصادر مطلعة أن كمينًا أعترض مدد للحوثيين صباح اليوم الجمعة بمفرق “الوهط بلحج”، أدى إلى عشرين قتيلاً وتدمير آليات عسكرية كانت في طريقها إلى عدن، واعترض المقاتلون الموالون للرئيس هادي قافلة عسكرية للحوثيين تحمل أسلحة على متن ناقلات جند ومدرعات؛ مما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى.
وتدور في مدينة عدن مواجهات مستمرة بين اللجان الشعبية الموالية لهادي ومسلحي الحوثي المدعومين بوحدات عسكرية تابعة للرئيس السابق علي صالح، كما تم استعادة معسكر بدر من سيطرة الحوثيين بعد معارك ضاريه استخدمت فيها مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة انتهت بطرد مسلحي الحوثي.
وفي البيضاء وسط البلاد، يتزعم الشيخ عبدربه العواضي، حلفًا قبليًا عسكريًا لمواجهة الحوثيين، حيث قالت مصادر طبية إن ما يقارب عشرة قتلوا في المعارك بين الطرفين في مديريتي نعمان بين قوات عسكرية كبيرة موالية للحوثيين وقبائل آل عواض التي يتزعمها.
صلاة لـ “إنهاء التمرد”
شهدت عدة مدن يمنية، اليوم الجمعة، تظاهرات وصلوات طالبت مليشيا الحوثي بتسليم السلطة وتجنيب البلاد معارك محتملة، فيما رفع متظاهرون يافطات مؤيدة للضربات العسكرية لقوات التحالف العربي.
وشهدت مدينة تعز، كبرى مدن البلاد، صلاة جمعة “إنهاء التمرد”، حيث شيعوا قتلى سقطوا برصاص مسلحين موالين للجماعة في المدينة التي يقطنها أكثر من 3 مليون نسمة.
واحتشد المحتجون في ساحة الحرية وسط المدينة، استمرارًا لرفض أبناء المحافظة دخول الحوثيين إلى المحافظة وتأييدًا للضربة العسكرية ضد المعسكرات الحوثية، أما مسلحي الحوثي فقد احتشدوا بالعشرات أمام معسكر القوات الخاصة الموالي لهم ورفعوا يافطات منددة بالقصف.
خطيب الجمعة عبد الواحد النجار اعتبر “عاصفة الحزم” عملية جراحية عاجلة لإنهاء مرض التمرد والانقلاب، وشكر دول الخليج ودعاهم إلى أخذ اليمنيين إلى طاولة الحوار.
وفي مدينة الحديدة الساحلية، أدى الآلاف من المحتجين صلاة “الإرهاب والمليشيات وجهان لعملة واحدة”، مؤكدين دعمهم شرعية الرئيس منصور هادي.
وفي خطبة الجمعة، شكر الخطيب قادة الخليج والدول العربية الذين تصدوا لما أسماها آلة الدمار الإيرانية، في الوقت الذي انتشر فيه مسلحو الحوثي بالمدينة التي يسيطرون عليها منذ سبتمبر المنصرم.
صالح يتهم هادي والخليج بمساندة القاعدة
قدم الرئيس السابق ورئيس حزب المؤتمر، علي صالح، مبادرة لوقف العمليات العسكرية من قِبل دول التحالف العربية ومن أطلق عليهم أنصار الله ومليشيا هادي وتنظيم القاعدة، وهذا هو التصريح الأول لصالح الذي يتحالف مع الحوثيين، واتهم فيه ضمنيًا دول الخليج بالحرب مع من أسماهم مليشيا هادي والقاعدة، حيث حمل صالح الرئيس هادي المسؤولية نتيجة عدم التزامه بالمبادرة الخليجية ومن أسماها “قوى أخرى” بالوصول إلى المواجهة العسكرية.
وقال إن السعي للسلطة أو الحفاظ عليها قد أدى في نهاية المطاف إلى جلب التدخل الخارجي العسكري في مواجهة أزمة هي في طابعها ووجودها أزمة سياسية داخلية، كان من الواجب على القوى الوطنية حسمها على طاولة الحوار، وكان يمكن للأشقاء الإسهام في حلها بدلًا من استخدام القوة.
وهاجم صالح أحزاب المشترك وهادي وقال إن الأوضاع التي تشهدها البلاد “حصاد لتراكم الأخطاء التي حدثت أثناء المرحلة الانتقالية منذ عام 2011 والتي ساهم في الوصول إليها مؤسسة الرئاسة بقيادة عبدربه منصور هادي والحكومة وبعض الأحزاب والقوى السياسية والتي غلبت المصالح الحزبية والشخصية على المصالح العليا للوطن والشعب اليمني العظيم.
واقترح صالح “العودة إلى طاولة الحوار برعاية الأمم المتحدة ونقل مقره إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، أو في أي مقر من مقرات الأمم المتحدة، واستكمال ما تبقى من قضايا لم يتم بعد التوافق عليها.