ما إن اعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر عن بدء عمليته العسكرية “عملية الكرامة” في 16 مايو 2014، حتى بدأت تتشكل خريطة جديدة من التحالفات على الصعيد الميداني في ليبيا على مرتكز الثورة والثورة المضادة؛ مما أدى لبزوغ عمليات عسكرية واسعة تحت مسميات وأجسام مختلفة.
فجر ليبيا
هي عملية عسكرية واسعة انطلقت في 13 يوليو 2014 أي بعد شهرين من إعلان حفتر عن عمليته العسكرية، وتضم عملية فجر ليبيا تحالفًا واسعًا مبني على أساس مناطقي يضم كل من كتائب ثوار مدينة مصراتة، كتائب ثوار مدينة الزاوية، كتائب ثوار مدينة غريان، كتائب ثوار صبراتة وبعض كتائب الثوار في طرابلس، وكانت تهدف العملية للسيطرة على طرابلس وطرد كتائب القعقاع والصواعق التي كانت قد تشكلت بشكل أو بآخر عن طريق إعادة تدوير ألوية النظام السابق، وقد نجحت عملية فجر ليبيا في السيطرة على العاصمة في وقت وجيز وتأمين مداخلها ومخارجها ونقل المعارك لخارج العاصمة لمطاردة فلول القعقاع والصواعق وبعد ذلك جيش القبائل.
كتائب القعقاع والصواعق وجيش القبائل
الصواعق والقعقاع كتيبتان تم تأسيسهما في طرابلس بعد تحريرها وهي تضم في داخلها مقاتلي مدينة الزنتان وتضم ألوية كانت فيما سبق موالية للنظام السابق وشاركت في قمع الثورة وهي تحت تبعية مباشرة لحزب التحالف التابع لمحمود جبريل، أما جيش القبائل فهو كتيبة عسكرية تتكون من أبناء القبائل الليبية الموالية لنظام القذافي، وبعد طرد الصواعق والقعقاع من العاصمة وإخراجهم منها بدأت تحالف مع جيش القبائل في ضواحي طرابلس العاصمة تحديدًا في مدينة ورشفانة؛ مما أدى لانتقال المعارك هناك وكانت النتيجة تقهقر جيش القبائل والصواعق والقعقاع، ولازالت المعارك مستمرة إلى يومنا هذا في تخوم قاعدة “الوطية” جنوب العاصمة الليبية حيث تحاصر قوات “فجر ليبيا” جيش القبائل.
عملية الكرامة
هي العملية التي أعلن عنها اللواء المتقاعد خليفة حفتر في 16 من مايو العام المنصرم، وكانت تتخذ شعار تخليص بنغازي من الإرهاب والاغتيالات التي كانت مستشرية لمدة عام أو يزيد، وما إن حاول اللواء المتقاعد خليفة حفتر اجتياح بنغازي بقوات مبنية على أساس قبلي تم التصدي لها من قِبل ثوار المدينة وطردها في ساعات وجيزة، حتى تشكل ما عُرف في الإعلام بالجيش الوطني الليبي تحت قيادة اللواء المتقاعد حفتر ليضفي شرعية على عمليته العسكرية التي كان أساسها الدعم الإماراتي المباشر واللوجستيات القادمة من مصر، وقد حظيت عملية الكرامة بدعم كبير من القبائل الليبية في مدينة المرج وطبرق التي لم يُعرف عنها فاعلية المشاركة في الثورة الليبية عام 2011، وقد أعلنت كتيبة الصاعقة عن تأييدها عملية الكرامة ومديرية أمن بنغازي وبعض تجمعات “الجامية”.
مجلس شورى ثوار بنغازي
بعد إعلان حفتر عن عمليته العسكرية للقضاء على الإرهاب؛ وجد شباب الثوار في بنغازي أنفسهم مستهدفين من هذه العملية؛ مما أدى لتجميع قواهم وتشكيل جسم واحد يضم كتائب الثوار تحت مسمى “مجلس شورى ثوار بنغازي” ويضم تحالفًا واسعًا لثلاث قوى رئيسية وهي كتيبة رافالله السحاتي وكتيبة شهداء ليبيا الحرة وكتيبة أنصار الشريعة، وما إن “تأسس مجلس شورى ثوار بنغازي” حتى بدأت عملية عسكرية تستهدف المعسكرات التي أعلنت ولاءها للواء المتقاعد وقد كللت هذه العملية بالنجاح في وقت قياسي، فبعد أن سيطر ثوار بنغازي على معسكر الصاعقة ومعسكر الصاعقة 319 ومديرية أمن بنغازي التي أعلنت ولاءها مسبقًا لعملية الكرامة؛ توجه الثوار لنقل المعركة خارج المدينة إلى الضواحي، حيث يتخذ اللواء المتقاعد خليفة حفتر معسكر الرجمة جنوب بنغازي مقرًا رئيسيًا لعملياته العسكرية.
نقل المعركة داخل بنغازي
ما إن تقدمت قوات ثوار بنغازي؛ قامت قوات اللواء المتقاعد بنقل المعركة داخل أحياء مدينة بنغازي وقد انضمت مجموعات يسميها أنصار عملية الكرامة بشباب المناطق واتفق على تسميتها بالصحوات وكان لها دور كبير في استهداف الثوار وعائلاتهم وحرق بيوتهم وبعد انقضاء ما يزيد عن 300 يوم على عملية اللواء المتقاعد العسكرية لازالت قواته غير قادرة على التقدم والسيطرة؛ فلازالت قوات مجلس شورى ثوار بنغازي تسيطر على مراكز المدينة الحيوية (مصرف ليبيا المركزي – مطاحن الدقيق والقمح – المحطة الرئيسية للطاقة والكهرباء – جامعة بنغازي)، ولكن تأثير نقل العمليات لداخل المدينة أدى بشكل كبير لإرباك الثوار وشل قدرتهم على الحركة بسهولة داخل الأحياء المُسَيطر عليها من قِبل قوات اللواء المتقاعد والسبب يرجع لحملة الإخفاء القسري الواسعة والبطش والقمع الذي يُمارس على مناصري “مجلس شورى ثوار بنغازي”.