بعد بدء العمليات العسكرية في عاصفة الحزم، والتي تقودها السعودية ضمن تحالف عربي – إسلامي ضد الحوثيين في اليمن، تعهدت باكستان بالدفاع عن المملكة العربية السعودية ضد أي تهديد لسلامة أراضيها، إلا أن حليف المملكة القديم توقف بعد فترة قصيرة عن الانضمام إلى العمل العسكري لقوات التحالف، واكتفى بالتصريحات على الأقل في الوقت الراهن.
ترددت باكستان بالمساهمة في حملة سنية ضد الميليشيات الشيعية الحوثية المتحالفة مع إيران في اليمن، بسبب تصدعات محفوفة بالمخاطر خاصة بها؛ بينما باكستان هي بلد أغلبيتها من أهل السنة، فإنه لايزال لديها أقلية شيعية كبيرة بل الأكبر في العالم الإسلامي بعد إيران.
وقال وزير الدفاع الباكستاني آصف خواجة “لا نريد أن نكون طرفًا في توسع النزاع، بل نريد أن نحتويه”، مشيرًا إلى مخاوف من أن تثير الحرب التوتر الطائفي في باكستان والعالم الإسلامي.
كما ذكرت وكالة فرانس برس، أن باكستان شهدت الشهر الماضي تفجيرًا انتحاريًا أسفر عن مقتل 61 شخصًا في مسجد شيعي في منطقة جنوب شيكاربور، وهي جزء من العنف الطائفي الذي تعاني منها باكستان لسنوات، يقوم جيش باكستان بالامتداد العسكري بين محاربة متطرفين طالبان من ناحية، ومن ناحية أخرى حماية أمن الحدود من عدوه المعتاد الهند.
عمران خان رئيس حركة الإنصاف الباكستانية، ثاني أكبر حزب معارضة في البرلمان، من خلال مشاركة له في تويتر قال “بشأن المشاركة في تحالف الولايات المتحدة والسعودية للقتال في اليمن: “ألم تعاني باكستان بما في الكفاية من خلال المشاركة في حروب الاخرين؟”:
On going in for US-Saudi alliance to fight in Yemen: Has Pakistan not suffered enough by participating in others' wars? 1/3
— Imran Khan (@ImranKhanPTI) March 27, 2015
“على باكستان أن تلعب دورًا قياديًا في المفاوضات والمساعدة في محادثات السلام بدلاً من أن تصبح أحد المشاركين في الحرب”:
2/3 Pakistan should be playing a lead role in negotiating/helping in peace talks rather than becoming a participant in the war.
— Imran Khan (@ImranKhanPTI) March 27, 2015
على الرغم من عدم وضوح الحروب التي كان يشير إليها خان في حديثه، فإن مشاركة باكستان سابقًا في دعم البحرين لقمع المحتجين الشيعة، والتحول في سياستها مع سوريا لإسقاط الرئيس الأسد، وإعلانها حاليًا عن دراسة طلب السعودية لإرسال قوات إلى اليمن، قد وضعها تحت ضغوط وانتقادات داخلية شديدة.
الحلفاء القدامى
قال آصف وزير الدفاع الباكستاني “لم تصدر الدولة قرارًا بعد بشأن ما إذا كانت ستساهم في الدعم العسكري لعاصفة الحزم بقيادة السعودية، على الرغم من أن مكتب رئيس الوزراء نواز شريف ذكر أن أي تهديد للمملكة العربية السعودية سوف يثير رد فعل قوي من إسلام أباد”، نقلاً عن وكالة رويترز.
لدى المملكة العربية السعودية علاقات طويلة الأمد مع باكستان، وعلاقة خاصة ووثيقة مع شريف فعندما أُطيح به في انقلاب عام 1999، تم إرساله إلى المنفى في المملكة، باكستان دربت الجيش السعودي عدة مرات، بعد أن استعانت بها المملكة مقابل دفع معونات وأموال واستثمارات كبيرة في باكستان، خلال السبعينات والثمانينات، طار الطيارون في سلاح الجو الباكستاني بطائرات البرق التابعة للقوات الجوية السعودية، والتي صدت التوغل في جنوب اليمن إلى الحدود الجنوبية للمملكة في عام 1969، ثم عمل السعوديون بشكل وثيق مع الاستخبارات الباكستانية، لتمويل أكثر من نصف “الجهاد” ضد السوفييت في أفغانستان،
المملكة العربية السعودية تدرك أن باكستان، والتي تشترك في الحدود مع إيران، لها دور حاسم في المنطقة، لكن باكستان تقيّم المخاطر المحلية الضخمة التي ستنتج من الانضمام إلى عاصفة الحزم قبل أن تخوض فيها، رغم رغبتها الشديدة في تأمين نفسها خوفًا من سيطرة إيران على المشهد في المنطقة، وعدم تصعيد خلاف بالرأي والتوجهات مع حليف قديم كالسعودية.