بعد أربعة أيام من الاشتباكات المتواصلة بين فصائل المعارضة السورية المسلحة وقوات تابعة للنظام السوري، تمكنت عناصر المعارضة المسلحة خلال هذه الأيام من تحرير عدد كبير من ثكنات النظام العسكرية التي تطوق المدينة.
كانت فصائل المعارضة المسلحة في سوريا قد أطلقت معركة لتحرير مدينة إدلب تقودها غرفة عمليات مشتركة بين عدة فصائل تحت اسم “جيش الفتح” تضم حركة أحرار الشام وألوية صقور الجبل وجند الأقصى وجبهة النصرة وعدد كبير من كتائب الجيش السوري الحر وفيلق الشام.
حيث أعلنت كتائب المعارضة عن معركة للسيطرة على قرية معترم في أريحا بريف إدلب، بينما قامت مروحيات النظام بإلقاء براميل متفجرة على مدينة خان شيخون بريف إدلب، لوقف زحف تقدم كتائب المعارضة، التي واصلت التحرك حتى سيطرت على حاجز البريد الذي يبعد ربعمائة متر عن مبنى المحافظة والمربع الأمني.
ليأتي بعدها إعلان الهيئة العامة للثورة السورية التابعة للمعارضة، بأنه تمت السيطرة بالكامل على مدينة إدلب مركز المحافظة التي تحمل نفس الاسم (شمال غرب سوريا)، حيث تمت السيطرة على جميع المقار الأمنية للنظام داخل المدينة، لتصبح إدلب ثاني مركز محافظة خارج سيطرة قوات النظام بالكامل بعد مدينة الرقة القابعة تحت سيطرة “تنظيم الدولة”.
من جهة أخرى أنكر النظام هذه الأنباء عبر وكالة أنبائه “سانا” التي أوردت على موقعها الإلكتروني، أن وحدات من جيش النظام قامت بتوجيه ما أسمتها بـ”الضربات المركزة” على تجمعات “الإرهابيين” (في إشارة إلى قوات المعارضة) الذين تسللوا إلى محيط المتحف الوطني وأطراف المنطقة الصناعية عند المدخل الشرقي لمدينة إدلب، بينما بث ناشطون مقاطع مصورة تفيد السيطرة لقوات المعارضة على أغلب مناطق المدينة بما فيها السجن المركزي الذي تم تحرير ما فيه من سجناء.
كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي “جبهة النصرة” مدعومين بفصائل إسلامية أخرى تمكنوا من السيطرة الكاملة على مدينة إدلب، حيث أعلنت الجبهة على حسابها في موقع تويتر عن “تحرير كامل المدينة”.
أسفرت الاشتباكات فجر اليوم عن أسر وقتل عدد كبير من عناصر قوات النظام، إضافة لاستشهاد ومصرع 7 من عناصر المعارضة بحسب المرصل، لتصل حصيلة الضحايا إلى 130 قتيل من الطرفين منذ بدء الهجوم الثلاثاء.
يذكر أن مدينة إدلب هي أهم معقل من معاقل النظام حيث تحوي الدوائر الحكومية والأفرع الأمنية للنظام، وبسيطرة المعارضة على هذه المدينة تكون قد سيطرت على أكثر من 80 بالمئة من مساحة المحافظة التي تعتبر المحافظة الثامنة من حيث المساحة والخامسة من حيث عدد السكان في سوريا.
فيما ذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن عددًا من مناطق ريف إدلب أقامت احتفالات تعبيرًا عن فرحتها بتحرير المدينة من قوات النظام، حتى وصلت الاحتفالات حتى إعزاز في ريف حلب الشمالي، إلا أنه من المنتظر صدور إعلان رسمي من “غرفة عمليات جيش الفتح” التي قادت عمليات تحرير المدينة يفيد بالسيطرة على إدلب وإعلانها محررة بالكامل بعد الانتهاء من مطاردة بقايا جنود النظام بها.