تشهد صنعاء والعديد من المحافظات اليمنية عمليات نهب واسعة للأسلحة من المعسكرات ومخازن الجيش والأمن وذلك من قِبل الميليشيات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي والموالين للرئيس السابق، واستنأنفت تلك الأطراف مجددًا عمليات النهب عقب الضربات الواسعة التي قامت بها قوات التحالف العشري على المواقع ومخازن الأسلحة والمعسكرات التي رفضت الانصياع للشرعية.
شهود عيان أكدوا استقدام الميليشيات لعدد من أنصارها إلى عدة معسكرات، وأنهم بدأوا بنهب الأسلحة وإخراجها عبر سيارتهم التي تحمل شعارات جماعة الحوثي، معسكرات القوات الخاصة (الحرس الجمهوري سابقًا) والأمن الخاص والنجدة هي أهم المعسكرات التي يتم نهبها في هذه الأثناء، وقد تم تفريغ معسكر الضحي شمال الحديدة بشكل نهائي قبل ساعات.
يوسف الرخمي، من أبناء محافظة ذمار ويسكن بجوار معسكر “باصهيب” التابع للحرس الجمهوري والذي تم قصفه ليلة البارحة، أكد توافد العديد من الحوثيين وأنصار صالح إلى المعسكر وقيامهم بنهب ما تبقى فيها من أسلحة وإخراجها على متن سيارات تحمل شعارات الجماعة إلى جهة مجهولة، حسب قوله.
أما في العاصمة المؤقتة عدن، فشهدت مخازن معسكر جبل حديد عمليات نهب ولكن من قِبل عدد من المواطنين، وذلك في ظل غياب تام لأجهزة الدولة، كما حدث تفجير اليوم داخل المعسكر أدى إلى مقتل وجرح عدد من المواطنين.
هذا وقد أدت عمليات النهب المريعة إلى انخفاض سعر الأعيرة النارية والتي تُباع بصورة عفوية في أسواق يمنية مخصصة لبيع الأسلحة، المواطن منير المدي، علق في هذا الصدد قائلاً “يعتبر النهب صفة لصيقة بالميليشيات المسلحة، وأحد الدوافع المهمة التي جعلت العديد من العاطلين والفقراء يلتحقون بصفوفها، حيث يعتبرون النهب غنيمة”.
من جانب آخر تحدثت مصادر خاصة أن جناح صالح في المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثي وبتعاون مع عقال الحارات الموالين لهم بدأوا بتوزيع العديد من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة على عناصر الحزب والجماعة في العديد من المدن والقرى اليمنية، ويأتي هذا التطور في ظل تواصل حملات التعبئة والتحريض على المملكة العربية السعودية من قِبل الرئيس السابق صالح وجماعة الحوثي.
يذكر أن ما يجري حاليًا إنما هو استكمال لعملية النهب؛ حيث قامت ميليشيات الحوثي في يونيو الماضي بنهب جميع أسلحة ومعدات اللواء 310 مدرع في محافظة عمران وسحبها إلى محافظة صعدة، وفي سبتمبر اجتاحت العاصمة اليمنية صنعاء ونهبت أسلحة ومعدات المنطقة السادسة واللواء الرابع والقيادة العامة للقوات المسلحة، ونقلت الكثير منها إلى محافظة صعدة أيضًا، ثم سلمت لها معسكرات الحديدة وعدة معسكرات في محافظات أخرى، يذكر في هذا السياق أن الميليشيات المسلحة قد مارست النهب بشكل غير مسبوق خلال العامين الأخيرين ونهبت الكثير من الأملاك العامة والخاصة.
مصادر ومنظمات حقوقية تحدثت عن أعمال نهب مروعة قامت بها ميليشيات الحوثي خلال العامين الأخيرين وقدرت المنهوبات من الأملاك الخاصة بمليارات الدولارات.
من أوائل جرائم نهب الميليشيات الحوثية للأملاك الخاصة نهب محتويات المراكز السلفية في دماج وكتاف بمحافظة صعدة إضافة إلى ما يزيد عن 470 منزل وشقة سكنية خاصة بالطلاب والمدرسين والعاملين وبعض أبناء دماج وكتاف، وكذلك نهب أكثر من 53 منزلاً و14 مؤسسة مدنية و6 محلات تجارية و14 سيارة من موديلات مختلفة و15 دراجة نارية وجرافة “شيول” وبوكلين، وذلك في محافظة عمران، بحسب تقرير فريق الهيئة الشبابية لمراقبة مخرجات الحوار الوطني، وتواصلت عمليات النهب أيضًا في صنعاء، ففي 21 سبتمبر الماضي – تاريخ تسليم صنعاء للميليشيات – تم نهب المحتويات الكاملة لأكثر من 30 مقرًا حزبيًا تابعًا لحزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يعد أكبر الأحزاب اليمنية المعارضة، وكذلك نهب مئات المنازل لقيادات في الحزب، وقيادات عسكرية ومدنية ممن انحازت إلى صف الثورة الشبابية في 2011، وعشرات السيارات الخاصة و18 مؤسسة وجمعية خيرية، و8 مساكن طلابية … إلخ.
مصدر رسمي في جامعة الإيمان كان قد أعلن قبل أيام أن إجمالي ما نهبته الميليشيات المسلحة التي ماتزال تحتل الجامعة إلى اللحظة بلغ اثنين مليار ومائتين مليون ريال يمني، ونهبت كذلك ممتلكات جامعة القرآن الكريم في صنعاء وجامعة القلم في إب وعشرات المنازل والمؤسسات الخاصة ومقرات الأحزاب في مديريات همدان وأرحب ومحافظات إب والبيضاء، وكذلك نهب محتويات 13 من دور ومدراس القرآن الكريم قبل أن يتم تفجيرها، يضاف إلى ذلك مصادرة الميليشيات وتجميدها ونهبها لما يقدر بالمليارات من أملاك وشركات تتبع رجل الأعمال الملياردير الشيخ حميد الأحمر وأسرته، أما المنهوبات من أسلحة الدولة فقد نشر مركز أبعاد للدراسات الإستراتجية تقريرًا قبل شهرين أكد فيه أن الحوثيين باتوا يملكون أكثر من 70% من أسلحة ومعدات الجيش اليمني.