أفادت مصادر طبية بمحافظة لحج (جنوب اليمن) أن عشرات القتلى سقطوا في قصف عنيف لجماعة الحوثي على مصنع للأسمنت تابع لإحدى الشركات التجارية باليمن أول أمس الإثنين.
وذكرت المصادر أن المسلحين الحوثيين المتمركزين داخل قاعدة العند الجوية، قصفوا بالدبابات وصواريخ الكاتيوشا مصنع أسمنت الوطنية التابع لمجموعة هائل سعيد أنعم كبرى الشركات التجارية في اليمن، وأسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى المدنيين، أغلبهم موظفين داخل المصنع، وأكدت وصول تعزيزات طبية من محافظة تعز إلى مكان الحادث لإنقاذ المصابين بعد ارتفاع عدد الضحايا، وعجز المستشفيات المحلية في المدينة عن استيعابهم، ولم تتضح بعد أسباب وملابسات الحادث.
وقال بيان صادر عن مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه إن تعرض المصنع للقصف خلف الكثير من الأضرار والضحايا، الذين جرى إنقاذهم وإسعافهم إلى المستشفيات المجاورة، وأكد بأن المصنع منشأة صناعية وليست عسكرية، ويضم مئات العمال المدنيين العزل، وليس له أي علاقة بالصراع الدائر حاليًا في تلك المنطقة أو غيرها.
وتعد هذه الحادثة هي الثانية من نوعها خلال الـ24 ساعة الماضية بعد سقوط 45 قتيلاً وإصابة 65 آخرين بجراح، جراء سقوط قذائف على مخيم للنازحين في منطقة حرض بمحافظة حجة (شمال اليمن) بينهم أطفال ونساء.
وسارعت جماعة الحوثي لاتهام قوات التحالف العربية بقصف المخيم، لكن وزير الخارجية اليمني رياض ياسين نفى تلك الادعاءات، واتهم المسلحين الحوثيين بارتكابها، من خلال قصف مدفعي تعرض له المخيم.
وفي محافظة شبوة (شرق اليمن) لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأُصيب 10 آخرين، بغارة جوية لقوات التحالف استهدفت تجمعًا لقبائل المحافظة المناهضين لجماعة الحوثي عن طريق الخطأ.
من جهة أخرى، واصلت قوات التحالف المشاركة في عاصفة الحزم غاراتها الجوية لليوم السادس، مستهدفة مواقع عسكرية تسيطر عليها جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في اليمن، وشنت الطائرات غارات جوية مكثفة في العاصمة صنعاء استهدفت مخزن لصواريخ الكاتيوشا والذخائر في منطقة فج عطان (جنوب العاصمة)، وشوهدت ألسنة النار وحطام الصواريخ تتقاذف حتى مسافة بعيدة جرّاء عملية التفجير.
وتعرض معسكر الصمع في مديرية أرحب (شمال صنعاء) إلى غارات متواصلة استمرت حتى فجر اليوم الثلاثاء، وطال القصف أيضًا الدفاعات الجوية لمعسكر اللواء 22 حرس جمهوري في جبل عومان شرق مطار تعز (وسط اليمن)، كما قصفت طائرات التحالف مواقع لمسلحي الحوثي في منطقة الحسيني بمحافظة لحج، وتجمعات أخرى في موقع اللواء 115 غرب زنجبار عاصمة محافظة أبين (جنوب اليمن).
وفي محافظة صعدة، الواقعة على الحدود الجنوبية للملكة العربية السعودية، شنت غارات التحالف ضربات جوية استهدفت المطار في المحافظة، ومعسكر حرض الحدودي، واللواء 131 مشاة جبلي، بعد إطلاق مسلحو الحوثي قذائف قرب سوق بمديرية رازح، وشهدت محافظة عدن (جنوب اليمن) غارات كثيفة استهدفت قوة عسكرية تابعة للحوثيين في منطقة قريبة من صالة التشريفات بمطار عدن الدولي.
وأكدت مصادر مطلعة اكتشاف نفق أرضي تحت المطار ومعسكر بدر القريب منه، تؤدي إلى المدينة الخضراء التي تشهد اشتباكات عنيفة منذ 4 أيام، وقال شهود عيان في اللجان الشعبية التي تخوض معارك عنيفة للدفاع عن المدينة، إنهم فوجئوا الإثنين بالعثور على النفق بعد أن ظلوا في اشتباكات متواصلة مع المقاتلين الحوثيين، الذين كانوا يعاودون ظهورهم في المكان رغم محاصرته من مختلف الاتجاهات.
ولقي أكثر من عشرة أشخاص مصرعهم في قذيفة استهدفت حافلة للركاب بخور مكسر وسط مدينة عدن، وقال شهود عيان إن قذيفة مجهولة المصدر أصابت حافلة كانت تسير بالقرب من القنصلية الروسية ودمرتها بشكل كامل، وبحسب الشهود فقد أسفر سقوط القذيفة عن مقتل وجرح من كان داخل الحافلة التي اندلعت فيها النار لاحقًا، ونقل موقع عدن الغد عن مصادر محلية، تأكيدهم أن القصف جاء من قوات متوقفة بالقرب من منطقة العريش تابعة لصالح والحوثيين.
وكان مسلحو جماعة الحوثي والقوات العسكرية التابعة للرئيس السابق شنت عدة هجمات على منزل الرئيس هادي، نتج عنها مقتل 7 من الاشخاص القاطنين في المنازل المجاورة للقصر، وذكرت مصادر محلية أن شابًا لقي حتفه بمنطقة الشيخ عثمان برصاص قناص مجهول، وقالت إن شبانًا غاضبين أطلقوا قذيفة أر بي جي على إحدى المدرعات التابعة للحوثيين وأعطبوها في الحال.
قال المتحدث باسم قوات التحالف أحمد عسيري في بيانه الأخير إن الغارات الجوية لعاصفة الحزم خلال اليومين الماضيين استهدفت بدرجة أساسية حركة التنقلات لقوات الحوثي وصالح في عموم اليمن، ونتج عن ذلك تدمير جزء كبير من معدات اللواء ٣٣ مدرع بمحافظة الضالع (وسط اليمن)، وعدد كبير من الدبابات والمركبات العسكرية التي حاول الحوثيون تحريكها في أكثر من مكان، إضافة إلى استهداف مخازن ومستودعات للذخيرة تم قصف بعضها، ويجري العمل لتحديد بقيتها واستهدافها بشكل مباشر.
وكشف عسيري عن قيام مسلحو جماعة الحوثي وقوات صالح المتحالفة معها بإطلاق صاروخ باليستي من ضواحي صنعاء، لكنه فشل وسقط على بعد 56 كم جراء تدمير المقاتلات لمنصة الإطلاق، كما حاولوا إطلاق قنابل هاون على أحد النقاط الحدودية، “ونحن رددنا واستهدفنا منطقة القصف”.
وقال عسيري إن الحوثيين لن يكون لهم مكان آمن خلال الفترات المقبلة، وأشار إلى أن قوات التحالف تركز في هذه المرحلة على تحركات القادة الحوثيين ومنع مليشيات الحوثي من التحرك نحو محافظة عدن (جنوب اليمن) أو الحدود السعودية، وإعاقة نقلها للإمدادات بين المدن، وأضاف بأن العمل جاري لاستهداف جميع التحركات في ضواحي عدن لقطع التقدم إلى داخل المدينة
وفيما يتعلق بالتقدم البحري، قال المتحدث باسم عاصفة الحزم إن القطع البحرية اكتملت لتنفيذ خطة الحصار البحري للموانئ ولن يسمح لأحد بمغادرة الموانئ دون تفتيش، مؤكدًا استكمال وصول جميع القطع البحرية لجميع المناطق المائية اليمنية ولن يسمح لأي سفينة بالدخول أو الخروج إلا بعد تفتيش دقيق لها، أما عن القوات البرية فقد علق بالقول: “القوات البرية جاهزة ومدربة وستقوم بدورها في الوقت المناسب”.