الميليشيات المسلحة في اليمن والمكونة من أنصار المخلوع علي عبدالله صالح وأتباع جماعة الحوثي المرتبطة بإيران تواصل ارتكاب العديد من الجرائم والمجازر البشعة بحق الشعب اليمني؛ وتضاعفت مؤخرًا تلك المآسي والانتهاكات والتي توحي بمدى التخبط الذي تعيشه الميليشيا جراء عاصفة الحزم التي لم تحسب لها أي حساب من قبل.
خلال الساعات القليلة الماضية ارتكب مسلحو الحوثي وصالح مجزرة فظيعة بحق 7 من ضباط وجنود اللواء 33 مدرع في محافظة الضالع وقامت بإعدامهم بسبب رفضهم الانصياع لأوامرها بقصف أبناء الجنوب بالصواريخ.
كما واستشهد الأربعاء أربعة أشخاص بقناصة الميليشيات التي اعتلت أسطح بعض المنازل في الضالع، وكان نجل محافظ الضالع ومدير مكتب الثروة السمكية بالمحافظة من بين الضحايا.
أما في العاصمة المؤقتة عدن فهناك استعدادات مكثفة لاقتحامها، ومايزال عدد من القناصين الحوثيين يعتلون مبانٍ سكنية، وقام أحدهم ليلة الأربعاء بقنص الناشطة الجنوبية سالي أحمد اللحجي، أثناء قيامها بإسعاف جرحى أصيبوا بقذيفة وشظايا مضاد طيران سقطت في محطة الهاشمي للسيارات بمديرية الشيخ عثمان شمال عدن.
كما أن القصف المدفعي الكثيف والعشوائي مستمر من قِبل قوات صالح والحوثي على المدن الجنوبية، وقد أطلق السكان نداء استغاثة لإيقاف الجرائم التي ترتكب يوميًا بحقهم.
وقال سكان محليون بخور مكسر والعريش وكريتر والمنصورة إن عدد من القذائف سقطت على منازلهم بصورة عشوائية، الأربعاء، مخلفة عدد من الجرحى، وفقا لـ “عدن الغد”.
ويعيش أهالي مدينة الضالع أزمة خانقة في المواد الغذائية والمياه وحركة نزوح للسكان جراء إعلان الميليشيات المسلحة الحرب عليها واستمرارها بالقصف المتواصل على مساكن المواطنين.
ومنذ أيام تعيش معظم مناطق الضالع في الظلام بسبب انقطاع الكهرباء ومعاناة الناس لا توصف، واضطرت العديد من الأسر النزوح من مدينة الضالع ومنطقة سناح والعديد من القرى بسبب اعتداءات ميليشيا الحوثي وقيامها بالقصف العشوائي نحو القرى المؤهولة بالسكان والذي نتج عنه استشهاد وإصابة عدد من المواطنين.
المؤسسة الطبية الميدانية في عدن ذكرت الأربعاء أن عدد ضحايا المعارك بين اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي ومسلحي الحوثي وصالح، 804 قتيل وجريح سقطوا خلال الأسبوع الماضي.
مصادر في اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي قالت إن عدد من مقاتلي الحوثي من صغار السن يسلمون أنفسهم للجان الشعبية ويشتكون من إرغام الحوثيين لهم للقتال في عدن ويستغيثون باللجان لإنقاذ زملائهم في باقي الجبهات.
يذكر أن عدسات الصحافة نقلت خلال الأشهر الماضية صورعديدة لأطفال جندتهم ميليشيات الحوثي وصالح ولقي العشرات منهم حتفهم في تلك المعارك التي لم تتوقف إلى اللحظة.
من ناحية أخرى يواصل مسلحو الحوثي وصالح نشر المضادات الأرضية في الأحياء السكنية؛ مما يفاقم الهلع والرعب لدى المواطنين خصوصًا الأطفال حيث تستمر تلك المضادات بالضرب طوال فترة الليل، وفي بعض الأحيان يجبرون المواطنين في عدد من الأحياء على الخروج من منازلهم لينصبوا فوقها مضادات طيران، كما فعلوا مع السكان القاطنين جوار إدارة المرور بالحديدة.
مصادر صحفية قالت إنه وبالتزامن مع ضربات قوات التحالف تقوم الميليشيات بإطلاق عدد من قذائف الدبابات على الأحياء السكنية وبشكل عشوائي وهستيري لتحميل طيران التحالف المسؤولية.
الصحفي مجاهد السلالي قال إن “قذيفة من بين خمس قذائف أطلقتها أحد دبابات الحوثيين بمبنى التليفزيون، سقطت الإثنين السابق بحي جدر في العاصمة صنعاء وقتلت اثنين وأصابت العشرات”.
من جهة أخرى نفى الناطق باسم عاصفة الحزم أن يكونوا قد استهدفوا مصنع المشروبات (يماني) في محافظة الحديدة، وحمّل الميليشيات المسلحة المسؤولية الكاملة عن ذلك، وكانت قد تحدثت مصادر خاصة أن مالك المصنع كان قد رفض الانصياع للميليشيات خلال اليومين الماضيين وأعلن تأييده للحراك التهامي وما جرى نكاية من الميليشيات لهذا الموقف ولتحميل عاصفة الحزم المسؤولية، هذا وقال مدير مكتب الصحة بالحديدة إن 25 قتيلاً سقطوا بقذائف استهدفت المصنع، ومايزال عدد من الجرحى في المستشفيات.
وكذلك الحال بالنسبة لمجزرة مخيم النازحين؛ فقد حمّل وزير الخارجية اليمني المكلف رياض ياسين الحوثيين المسؤولية عن قصف مخيم المزرق للنازحين في محافظة حجة شمال غربي اليمن، وقد أودى القصف بحياة 45 شخصًا، وأكثر من 200 جريح، في حين قال الحوثيون إن طائرات تحالف عاصفة الحزم هي التي قصفت المخيم.
وأوضح ياسين أن الانفجار في المخيم لم يكن ناتجًا عن قصف لقوات التحالف العربي، وإنما هو قصف مدفعي من المقاتلين الحوثيين.
ومنذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم الخميس الماضي نزحت قرابة 750 أسرة إلى مخيمات في محافظة صعدة، وذكرت منظمات حقوقية أن أكثر من خمسمائة أسرة نزحت في اليومين الماضيين.
وأما في محافظة الحديدة غرب اليمن فأطلقت الميليشيات الرصاص الحي من أسلحة الكلاشنكوف والمعدلات وقامت بتفريق المسيرة الرافضة لوجود المليشيات المسلحة المهددة لأمن واستقرار المحافظة وقتلت القيادي جمال عياني عضو الدائرة السياسية للإصلاح وأصابت بالرصاص الحي سبعة آخرين، ثم اقتحمت المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح واختطفت ستة ممن كانوا موجودين بداخله ونهبت محتوياته ومايزال محتلاً إلى ساعة كتابة التقرير.
ولم تكتف المليشيات بذلك بل قامت كعادتها بملاحقة المتظاهرين والناشطين والمصورين واعتدت عليهم بالضرب واختطفت بعضهم.
على صعيد الاختطافات كثفت الميليشيا من عمليات الاختطاف وبلغ عدد المختطفين خلال الأسبوع الجاري قرابة 150 مختطف، واقتحمت منزل الناشط مانع سليمان وروعت أسرته وأطفاله، كما يفرضون حصارًا وإقامة جبرية على القيادي الإصلاحي محمد قحطان، وكذا منزل الشيخ غالب الأجدع في العاصمة صنعاء، ويطالبونه بتسليم نجله رهينة، وفتح الطريق لهم إلى مأرب.
وبالمقابل فقد اقتحمت الميليشيات عدد من السجون وأطلقت سراح أكثر من 1800 سجين بمن فيهم القتلة والمجرمين وأصحاب السوابق الخطيرة.
وأما في محافظة تعز فأكدت مصادر مطلعة أن “المليشيات قامت بنقل كافة الأسلحة من القصر الجمهوري إلى بعض المدارس”.
يأتي ذلك في وقت نزح فيه بعض الأهالي من منطقة الجينات المطلة عليها قلعة القاهرة إثر نصب الحوثيين لمضادات الطيران في القلعة، وكانت الميليشيات قد قمعت عدد من المظاهرات في تعز خلال الأسبوع الفائت وقتلت وجرحت واختطفت العديد من المتظاهرين.
من ناحية أخرى سلم قائد اللواء 17 مشاة بذباب باب المندب قيادة اللواء للميليشيات المسلحة.
وفي سياق حربها الإعلامية اقتحمت الميليشيات مكاتب القنوات الفضائية (سهيل، السعيدة، معين، يمن شباب) وحجبت العديد من المواقع الإخبارية وأوقفت إصدار صحيفة المصدر اليومية بعد اقتحام مقرها واختطاف بعض موظفيها، وكثفت من تهديداتها للصحفيين واختطفت عددًا منهم.