ترجمة من الفرنسية وتحرير نون بوست
أعلنت اللجنة الانتخابية النيجيرية فوز المرشح الرئيسي للمعارضة “محمدو بخاري” في الانتخابات الرئاسية، ليكون بذلك خلفًا للرئيس السابق جودلاك جوناتان. يوضح هذا المقال خمس نقاط محورية حول مسيرة مَن سيتقلد حكم البلد الأكثر سكانًا في أفريقيا لمدة أربع سنوات.
مسلم أصيل الشمال
ولد محمدو بخاري في الـ 17 من ديسمبر سنة 1942 بدورا من ولاية كاتسينا شمال نيجيريا على الحدود مع التشاد، وينحدر من عائلة كبيرة العدد إذ إنه الأخ الأصغر لـ 23 أخًا وأختًا، وأب لـ 10 أبناء أنجبهم من زواجين اثنين.
وكان محمدو بخاري، مرشح حزب “كل شعوب نيجيريا” قد أعلن في ندوة عُقدت سنة 2011 عن تأييده للتطبيق الكلي للشريعة الإسلامية في كافة أرجاء البلد، ليعلن في حملته الانتخابية هذه السنة عن دعمه لحرية المعتقد، مذكرًا بعدم لجوئه إلى فرض الشريعة إبان سنتي حكمه الموافقتين لـ 1983 و1985.
عسكري ورئيس كتيبة لمدة عشرين شهرًا
التحق الرئيس النيجيري المُنتخَب بالجيش في سن التاسعة عشر، وخضع لسنوات من التدريب والتكوين في بريطانيا ليتقلد منصب ضابط بالقوات المسلحة سنة 1980، هذا وقد ساهمت مشاركته في انقلاب سنة 1966 الذي قاده المقدم مورتالا محمد للإطاحة بنظام آغي إيرونسي، في تسريع نسق تطور مسيرته المهنية.
وفي ديسمبر 1983، تسلم محمدو بخاري مقاليد الحكم إثر إطاحته بالرئيس المنتخب سنة 1979 شاهو شاغاري، لتتم إزاحته عن منصبه بعد سنتين على يد إبراهيم بابانجيدا، يُذكر أن فترة حكمه قد شهدت اعتقال العديد من الأفراد من قبيل فيلا كوتي، المخترع الأسطوري للموسيقى النيجيرية “إفروبيت” والناشط البارز في مجال حقوق الإنسان.
هذا وتعتبر قضية أومارو ديكو هي الأشهر في فترة حكم بخاري، حيث أقدم عملاء سريون نيجيريون على اختطاف وزير النظام المخلوع في لندن، ليعثر عليه موظف ديوانه بمطار ستانستيد فاقدًا للوعي في حقيبة سفر ديبلوماسية متجهة نحو لاغوس، وقد أثارت هذه الحادثة أزمة ديبلوماسية كبرى بين نيجيريا وبريطانيا، كما تم اعتقال العملاء الأربعة بتهمة الاختطاف.
ولطالما تمت الإشارة إلى غلظة أسلوب حكم بخاري في مجالات عدة، على غرار إقراره لعقوبة قد تصل إلى السجن لمدة عشرين سنة في حالة الغش بالجامعة، ناهيك عن إلحاق عقوبات جسدية بالموظفين المتأخرين عن مواقيت عملهم.
هذا وقد أقدم الرئيس النيجيري على طرد مئات الآلاف من المواطنين النيجيريين إبان المجاعة التي ضربت غربي أفريقيا سنتي 1984 و1985، لتلقب هذه المجاعة، إلى الآن، بـ “البخاري” شرق النيجر.
فشله في الفوز بثلاث رئاسيات
إثر تمكنه من حيازة 3430 صوت مقابل 954 لآتيكو أبو بكر، نائب الرئيس السابق، تم ترشيح محمدو بخاري عن “المؤتمر التقدمي”، هذا وقد سجل بخاري عودته للساحة السياسية سنة 2003 حين خسر الانتخابات الرئاسية لصالح الجنرال السابق أوليساغون أوباسانجي الذي لطالما تفوق عليه، ولم تكن حظوظه أوفر في مواجهة أومارو يارادا وجودلاك جوناتان سنتي 2007 و2011، اللتان شهدتا خلال خسارته أحداث عنف راح ضحيتها آلاف النيجيريين.
الجنوبي ييمي أوسيمباجو، الورقة الرابحة
لم يكن محمدو بخاري قادرًا على منافسة الرئيس السابق جودلاك جوناتان سنة 2014، لذا قام بترشيح ييمي أوسيمباجو، أصيل قبيلة اليوروبا جنوبي نيجريا في منصب نائب الرئيس، يُذكر أن هذا الأخير يشغل رئاسة قسم القانون العام بجامعة لاغوس، علاوة على كونه المستشار الخاص للنائب العام النيجيري، وعضوًا في بعثة الأمم المتحدة في الصومال، وهو مسيحي مبشر ساهم في صياغة البيان الرسمي لحزب المؤتمر التقدمي.
تحالف مع الرئيس السابق أوليساغون أوباسانجي
تربط محمدو بخاري علاقة جد طيبة مع الرئيس السابق والجنرال بالجيش النيجيري أوليساغون أوباسانجي، الذي خسر ضده الانتخابات سنة 2003، منذ أن قام هذا الأخير بتمزيق ورقة عضويته بالحزب الديمقراطي الشعبي فبراير الماضي.
يذكر أن أوباسانجي قد قام بتعيين بخاري في منصب إستراتيجي في وزارة البترول والموارد الطبيعية سنة 1976، هذا وقد ساهمت العلاقات المتوترة بينه وبين الرئيس السابق في دعم محمدو بخاري في الجولة النهائية بينه وبين جودلاك جوناتان.
المصدر: مجلة جون آفريك