الحديد والنار؛ لغة جماعة الحوثي الوحيدة للتنكيل بالتعايش والحرية الدينية في اليمن، ونظرًا للانتهاكات الجسيمة والمجازر المروعة التي ارتكبها مسلحو الحوثي بحق المخالفين لهم فقد رحب الكثير من اليمنيين بعاصفة الحزم رغم آثارها المروعة على أمن المواطنين وحياتهم الاقتصادية وعلى البنية العسكرية التي هي في الأصل ملك للشعب اليمني.
قصص الحصار، الإيذاء، الحروب، القتل، التفجير، النزوح والتشريد، التهجير تحت التضييق، التهجير القسري، الاختطافات، الاقتحامات، السيطرة، والنهب، التي مرت بها دور القرآن ومراكز الحديث وجامعتا الإيمان والقرآن وعلوم الإسلام وغيرها من المؤسسات الفكرية والدينية ومنازل العلماء والدعاة وأئمة المساجد، مشاهد حية توحي بحرب تصفية تسعى الجماعة من ورائها لتنكيل بالآخر ومحو المنارات التي لا تتبعها في بعض أفكارها ومعتقداتها.
فيما يلي نستعرض عدد من الجرائم التي طالت التعايش والحريات الدينية من قِبل ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران والمسنودة بالرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وأنصاره.
من ليس معنا فهو داعشي وعميل
تصرخ الميليشيات في وجه مخالفيها بشعارها “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، وكأنها هي الحصن المنيع للإسلام وسواها عملاء أمريكا وإسرائيل واليهود، وتردد هذا الشعار حتى أثناء تفجيرها للمساجد ودور القرآن ومنازل المخالفين لها لتوحي أنها بهذا الصنيع تنصر الله وأن المساجد ودور القرآن ومنازل المواطنين التي فجرتها كانت مقرات للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية وأن من تقتلهم هم عملاء أمريكا وإسرائيل.
تتعمد جماعة الحوثي انتقاء المصطلحات التي تحمل بريقًا ولمعانًا لتغطي بها وجها القبيح وأعمالها النكرة ففي البدء أطلقت على كيانها الغير مرخص “الشباب المؤمن”، ثم استبدلته بـ “أنصار الله”، ونعتت أتباعها بـ “المجاهدين” وترتكب جرائمها المريعة وانتهاكاتها الجسيمة تحت مظلة أطلقت عليها “المسيرة القرآنية”.
وفي الوقت الذي تتعمد لنفسها اختيار تلك المصطلحات البراقة والمسميات الرنانة فإنها تشن على المنتسبين لغير مدرستها حملات تشويه وتخوين منظمة وتوزع عليهم أبشع الاتهامات وتلصق بهم أنكى المسميات التي زعزعت النسيج الاجتماعي، ولم تكتف الميليشيات باستيراد الأسلحة والمعتقدات الدخيلة على المجتمع اليمني بل استوردت حتى بعض المصطلحات من العراق ولبنان وإيران ووجهتها صوب ملايين اليمنيين الذين لا ينطوون تحت إطارها العنصري الضيق.
من أبرز تلك التهم والمصطلحات التي وصمت بها من يخالف فكرها السلالي “عملاء أمريكا وإسرائيل، أدوات المخابرات السعودية، دواعش، نواصب، أعداء أهل البيت، تكفيريين، قاعدة، مقاتلين أجانب، منافقين، خوارج، حلفاء اليهود والنصارى، حلفاء الظلمة، الخ تلك النعوت التي تلغي الآخر وتؤكد عدم اعتراف الحوثيين بالتعايش والحرية الدينية والفكرية.
ومن التناقضات التي تعج بها الجماعة الحوثية أنها في الوقت الذي تفعل فيه ذلك، وتسيء وتطعن في قيادات ورموز الآخر، فإنها لا تقبل أي مساس بمعتقداتها، أو طعن في قيادتها، وتنكل بمن تستطيع الظفر به كما حصل في العاصمة مع الشاب “خ. م” 20 عامًا – نتحفظ مؤقتًا على ذكر اسمه خشية ملاحقته – إذ تعرض لطعنة بالسلاح الأبيض من قِبل أحد جيرانه الحوثيين الذي لم يتقبل لفظة اللعن التي وجهها ذلك الشاب لشخص زعيم الجماعة الحوثية؛ وكادت تودي تلك الطعنة بحياة الشاب الذي نُقل على إثرها إلى المستشفى وظل فيه لعدة أيام.
في ذات السياق أكد سليم علاو، رئيس منظمة نضال لمناهضة الاعتقالات والاختطافات، أن ميليشيات الحوثي اختطفت أحد المواطنين وأودعوه في منطقة الوحدة بالعاصمة صنعاء وعندما طالبت المنظمة بالإفراج عنه رفضوا بذريعة أنه مدان بالتلفظ على زعيم الجماعة الحوثية ويعتبر التلفظ عليه خط أحمر بحسب المسؤول الأمني التابع لجماعة الحوثي.
من جانبه يضيف أحمد محسن، مختطف سابق على خلفية أنشطته الفكرية، أنه حُذر أثناء التحقيق معه من مغبة استمراره في نقد الجماعة قائلين له بالنص: “المجاهدون خط أحمر؛ لا يجوز لك أن تتحدث عنهم بأي لفظ”.
نسف أُسس التعايش
تبرم جماعة الحوثي من التعايش والحريات الدينية والفكرية راح ضحيته من أبناء وطلاب العلم السلفيين في منطقة دماج محافظة صعدة أكثر من 71 قتيلاً، و170 جريح، وذلك في العدوان والحصار الأول الذي استمر 68 يومًا في أواخر 2011.
وفي الربع الأخير من 2013 شنت عليهم حربًا ثانية راح ضحيتها 207 قتيل منهم 29 طفلاً، و610 جرحى بينهم 72 طفلاً، وأكثر من 100 يتيم، وتدمير 364 منزلاً و6 آبار ومستشفى، وتشريد وتهجير قسري للآلاف بعد حصار دام 100 يوم ..إلخ.
وأما جرائمها في حق طلاب دار الحديث في منطقة كتاف في صعدة فكان 300 قتيل، و500 جريح، و420 أسرة مشردة، ونهب 150 منزل، وتدمير 19.
وكذلك تم نهب وتفجير دار الحديث في آنس محافظة ذمار، و13 دارًا للقرآن الكريم في مناطق متفرقة، واقتحمت في الـ 20 من سبتمبر جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وتعرضت لعمليات نهب فظيعة قدرت بالملايين، ورفضت الميليشا تسليمها إلا بعد أن أجبرت الجامعة على دفع عدة ملايين تحت مسمى حمايتها للجامعة، وكذلك الإمضاء على ورقة تبرئ الميليشيا من نهب الجامعة.
وكذلك اقتحمت الميليشيا جامعة الإيمان، وقتلت 12 من طلابها وموظفيها الذين كانوا يقومون بحراستها، وجرحت 23، ولفقت حينها وجود مصنع متفجرات داخل الجامعة، ونهبت ما يقدر قيمته باثنين مليار ومائتين مليون ريال يمني، وعطلت الدراسة في جميع كلياتها وأقسامها لتحرم أكثر من 5000 طالب وطالبة من حقهم التعليمي والفكري، وكذا حرمت مئات الطلاب ممن كانوا يدرسون في مركز الإيمان لتحفيظ القران الكريم، وتسببت في حرمان أكثر من 540 موظف من رواتبهم، وإحراق قسم الإعلام، وقامت الميليشيات – أيضًا – بإخفاء المئات من وثائق الطلاب، وإحراق البعض، وكذا شردت 1500 طالب من السكن الداخلي للعزاب، و235 أسرة من أسر الطلاب المتزوجين والموظفين، و130 أسرة من أسر العلماء والدكاترة وأعضاء هيئة التدريس، وقامت بتسكين ما يزيد عن 50 عائلة حوثية داخل الجامعة إلا أن هذه العوائل خرجت قبل بضعة أيام تخوفًا من أي قصف جوي قد يحصل عليهم من قِبل قوات التحالف .. إلخ، تلك الجرائم التي كشفها تكتل طلاب وموظفو جامعة الإيمان في مؤتمر صحفي قبل أيام، وماتزال الجامعة إلى اللحظة محتلة من قِبل تلك الميلشيات الحوثية.
ولم يرو غليل جماعة الحوثي كل ما ارتكبته من تلك الجرائم البشعة؛ فقبيل عاصفة الحزم بخمسة أيام اقتحمت منزل رئيس هيئة علماء اليمن الشيخ عبدالمجيد عزيز الزنداني، وكذا منزل الدكتورعبدالرقيب عباد نائب رئيس جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية .. إلخ.
التتار الجدد
في جريمة أخرى ذكرت بما فعله التتار مع المخطوطات والتراث العلمي في بغداد أقدمت الميليشيا على حرق المكتبتين العلميتين في كل من دماج وجامعة الإيمان، واللتين تعدان من كبار المكاتب العلمية في اليمن، وكذا الفيديوهات والتسجيلات للمحاضرات والدروس والمواد العلمية التي كانت تسجل بشكل يومي منذ تأسيس الجامعة في العام 1996، إضافة إلى إحراق البحوث العلمية ورسائل الماجستير التي أنجزها الطلاب طيلة الأعوام السابقة، وكذا إحراق ثلاث مكتبات علمية في أرحب قدرت قيمتها بـ 22 مليون ريال.
صلوات تحت فوهة البندقية
من يضيق من الحريات الدينية والفكرية لا يحترم المقدسات ولو كانت بيوت الله عزوجل، ومنذ الحرب على دماج وإلى اللحظة مارست الميليشيات الحوثية والمدعومة من الرئيس السابق العديد من الانتهاكات التي تتنافى مع حرية العبادة وحرمة الأماكن المقدسة وتهدم أجواء السكينة والروحانية وتروع المصلين كتفجير أكثر من 20 مسجدًا 8 منها في دماج وكتاف، وكذلك التسبب في إغلاق بعض المساجد لأيام أمام المصلين، واقتحام وفرض أئمة وخطباء تحت سطوة البندقية لعشرات المساجد منها 37 مسجدًا في أرحب فقط .. إلخ.
وتعرض العديد من الخطباء والأئمة لتهديدات عديدة، وانتُزع آخرون من على المنابر، وأغلقت مدارس تعليم القرآن من بعض المساجد، و”أصدر مقربون من الجماعة أوامر تحمل ختم وزارة الأوقاف التي احتلوها، وتنص على منع المحاضرات في بعض المناطق”، حسب ما تناقلته الكثير من المصادر.
الدكتور عبدالقادر مريط إمام وخطيب مسجد عاشور في صنعاء أوضح”اقتحمت الميليشيا في سبتمبر الماضي المسجد، وسكن الإمام الذي أعيش فيه مع أسرتي؛ وهددوني بإلحاق الأذى بأطفالي، وأخذوا مفاتيح المسجد عنوة، وأمهلوني 48 ساعة للمغادرة مع أسرتي، وفرضوا على المصلين خطيبًا منهم، وحولوا مصلى النساء ومدرسة التحفيظ إلى محكمة تتبع ما يسمونها اللجنة القضائية التابعة لجماعتهم، وجعلوا من سكني مقرًا لميليشياتهم في الحي، وتمت كل هذه الانتهاكات وسط اعتراض أغلبية المصلين، ودون موافقة أصحاب الوقف، ومايزالون إلى اللحظة يرفضون تسليمه رغم وساطات كثيرة قمنا به”.
من جانب آخر يذكر أنه في شهر رمضان المبارك تمنع الميليشيات المصلين من أداء صلاة التروايح في بعض المساجد وشهدت العاصمة صنعاء خلال شهر رمضان الماضي مقتل شخصين، حيث يرى الحوثيون أن صلاة التروايح بدعة ويمنعون بالقوة المصلين من أدائها في عدد من المساجد.
وقبيل أداء شعائر صلاة عيد الأضحى بساعات اقتحمت الميليشيات عدد من الميادين والساحات العامة التي يصلي فيها المواطنون صلاة العيد وألصقوا شعارات الجماعة وفرضوا بقوة السلاح على المصلين أئمة وخطباء من عناصرهم إلا أن المصلين استفزهم هذا التصرف الأرعن واكتفوا بأداء الصلاة فقط وغادروا على الفور دون استماع خطبة العيد وتركوا الخطباء مع بضعة أفراد من أنصارهم، وكان يومًا استثنائيًا أوصل المصلون فيه رسالة قوية وواضحة مفادها عدم رضاهم عن أفعال الحوثي وجماعته، وتناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل هذه الحادثة بشكل مستفيض ذلك اليوم.
فاشية حوثية
تصرفات فاشية تذكر بجرائم العنصريين البيض بحق السود، إذ وصل الانحطاط بالميليشيا إلى القتل على المظهر كما حدث في الحادثة الشهيرة التي راح ضحيتها الصيدلي الشاب وضاح الهتاري والذي قُتل أمام الصيدلية التي كان يعمل فيها والمقابلة للمستشفى الجمهوري بصنعاء في 16 أكتوبر الماضي لا لشيء إلا لأنه كان لديه لحية طويلة! ومثله بائع “الأيسكريم” جابر الريمي والبالغ من العمر 50 سنة تقريبًا وقد قتلته الميليشيا في محافظة الجوف بتاريخ 14 نوفمبر، لأنه ملتحي ويتحدث عن جرائمهم في المساجد بحسب، عدن بوست وغيرها من المصادر.
كما يضاف إلى جرائم الميليشيا الحوثية بحق الحريات الدينية والفكرية؛ اختطاف الدعاة وطلاب العلم الشرعي، ومطاردة وملاحقة العديد من علماء وفقهاء المدارس الفقهية التي تختلف معهم، والتسبب في هجرة بعضهم إلى الخارج أو إلى مناطق لا تخضع لسيطرة الميليشيا.
ومع انطلاق عاصفة الحزم كثفت من اختطافاتها لطلاب العلم الشرعي وعدد من أئمة المساجد، وأبرز الاختطافات في ظل عاصفة الحزم تلك التي حدثت بعد يومين من عاصفة الحزم وطالت في ساعة واحدة أكثر من 126 من طلاب العلم الذين شردتهم الميليشيات الحوثية سابقًا من دماج في منتصف يناير 2014.
الحوثيون يضيقون من الزيدية
محمد عبدالعظيم الحوثي، من علماء الزيدية وله أتباع، إلا أنه يحمل فكرًا لا يتفق مع فكر جماعة الحوثي، ويتهمهم بالتجني على الزيدية وعلى آل البيت، وتم الاعتداء عليه من قِبل ميليشيات الحوثي في ضحيان، وهدموا منزله، وطردوه من ضحيان، وحصلت مواجهات بينه وبين الحوثيين خلفت عشرات القتلى من أتباعه.
وقام الحوثيون بتفجير مسجد ومدرسة و13 منزلاً في منطقة كدم وقلقة بمديرية حيدان، محافظة صعدة، بحجة موالاتهم لمحمد عبد العظيم، بحسب لقاء أجراه مع صحيفة الجمهورية.
وكذلك الحال بالنسبة للعلامة محمد عزان والذي يحمل فكرًا معتدلاً وينتمي إلى المدرسة الزيدية إلا أنه مُنع مؤخرًا من الخطابة، وقد أوضح في ثنايا حوار أجرته “السياسة” الكويتية معه قبل أيام قائلا: “مسلحي الحوثي هاجموا مسجد العبادة الذي أخطب فيه منذ 15 سنة وأبلغوني بأنه تم استبدالي بخطيب آخر، وتواصلت مع بعض قادة الجماعة فأخبروني أنهم لا علم لهم بذلك فطالبتهم بتصحيح الوضع وكف أيدي أنصارهم ومنذ ذلك الحين وحتى الآن لم يبتوا في الأمر”.
وأضاف “وصولهم إلينا ونحن من مدرسة واحدة وخطابنا معتدل باعتراف الجميع يدل على أنهم وصلوا إلى مساجد أخرى قبلنا وما لم يطالوه اليوم سيطالونه غدًا ما داموا بهذه العقلية”.
وأكد أن “الحوثيين بهذه التصرفات يثيرون حالة من الحقد والسخط سيكون لها تداعيات في المستقبل ويولد حالة من الصراعات التي لا تنتهي ويؤدي إلى حالة من المظالم”.
وحذر من “خطورة سيطرة الحوثيين على المساجد وأنها ستؤدي إلى فرض أحادية الاتجاه بالقوة والغلبة، وهذا لا يصنع قناعات بل يولد حالة من الاحتقان واصطفافات تنشأ في الظل أو في الظلام لتثأر لنفسها بطريقة أو بأخرى”.
ولفت إلى أن “الحوثيين بهذا السلوك يوسعون دائرة الانتقام ضدهم ويعمقون الحقد والكراهية لهم، وصرنا نخشى من ردة فعل لن تجتاح الحوثيين فحسب بل ستجتاح أبناء المذهب الزيدي بشكل عام لأن الحوثيين لا يجنون على أنفسهم فقط بل ويجنون كذلك على الهاشميين والزيود وأبناء المناطق الشمالية”.
مأساة يهود اليمن
لم تضق ذرعًا جماعة الحوثي فقط من السواد الأعظم من اليمنيين الذين لا يوافقونها في بعض آرائها الفكرية والمذهبية؛ بل اعتدت حتى على البقية الباقية من يهود اليمن الذين تشبثوا بوطنهم ورفضوا الإغراءات المقدمة لهم من الكيان الصهيوني.
ولم تفجر جماعة الحوثي منازل يهود اليمن كما فعلت مع آخرين؛ بل فجرت الحرية الدينية التي تمتع بها يهود اليمن لقرون مديدة، وكفلها لهم الشرع والعرف والقانون.
مشاعر العداء والإساءة، مرورًا بتلفيق التهم والافتراءات، وصولاً إلى توجيه رسائل التهديد والوعيد، إحدى صور الاستبداد الديني التي انتهجته جماعة الحوثي إزاء يهود اليمن؛ ففي فبراير 2007، وتحت ذريعة إشاعتهم للفواحش والمنكراًت، قامت ميليشيات الحوثي بإجلاء يهود صعدة البالغ عددهم 45 فردا بعد أن أمهلتهم عشرة أيام للمغادرة.
وبعد سيطرة الحوثي على مدينة عمران في يوليو 2014، بعثوا رسائل تهديد إلى يهود منطقة ريدة نصحوهم فيها بمغادرة المنطقة في أسرع وقت، قبل أن يتعرضوا لما تعرض له يهود آل سالم في صعدة، حسب ما نقلته الشرق الأوسط عن مصادر من يهود ريدة.
وبحسب إحصائية نشرت في 2009 يبلغ عدد اليهود في منطقة ريدة 266 شخص؛ هاجرت 16 عائلة منهم إلى الكيان الصهيوني في نفس العام نظرًا لمشاعر السخط والشحن ضدهم
وبعد أن سُلمت صنعاء للميليشيات المسلحة تفاقم الوضع على اليهود الذين احتضنتهم صنعاء بعد تهجيرهم وطردهم من صعدة وعمران، ونقلت رويترز “أن نحو ستة يهود يمنيين من عائلة واحدة وصلوا إلى إسرائيل في 13 فبراير المنصرم”.
وقال الحاخام يحيى يوسف: “منذ سبتمبر الماضي، أصبحت حركتنا محدودة للغاية خوفًا من الوضع الأمني، وهناك بعض أعضاء المجتمع الذين فضلوا مغادرة اليمن”، وأضاف: “نحن لا نريد المغادرة، ولو كنا نريد لفعلنا ذلك منذ زمن طويل”.
ونقلت بعض المصادر أن من تبقى من يهود اليمن في صنعاء لا يتجاوزون 40-60 فردًا فقط ويبدو أنه سيغادرون حتى يتغير الواقع على الأرض.
يذكر أن يهود اليمن كانت أعدادهم قرابة 50.000 في خمسينيات القرن الماضي إلا أن معظمهم فضلوا الرحيل إلى الكيان الصهيوني وانتقلوا على دفعات بعد بيع منازلهم وأملاكهم، ولم يتبق منهم بعد ذلك سوى المئات ممن رفضوا إغراءات الصهيونية وتشبثوا بوطنيتهم اليمنية إلا أن الحوثيين كما بدا لم يرق لهم ذلك وقاموا بتحقيق ما عجز عنه الكيان الصهيوني.