يوم الجمعة الثالث من أبريل 2015 أعلنت حركة “الشباب” مسؤوليتها عن أكثر حادث دموي لها منذ مولدها والذي أسفر عن مقتل 147 ضحية في جامعة “جاريسا” شمالي شرق كينيا، 142 منهم من الطلاب، ثلاث من قوات أمن الجامعة، واثنان من العاملين .
دخل المسلحون أرض الجامعة بعد قتلهم لقوات الأمن على البوابة، بدأ القتل العشوائي في حرم الجامعة، هجم المسلحون على الطلاب في فصولهم وقت تأديتهم لامتحاناتهم.
“القتل كان عشوائيًا، لم يفرقوا بين الرجل والمرأة”، أحد الشهود.
“لقد هربت منهم ولم أصدق حتى الآن أنني نجوت، لقد تحول حرم الجامعة إلى حمام للدم”، إحدى الطالبات.
“أطلقوا النار على الرؤوس مباشرة “.
أعلنت “الشباب” مسؤوليتها عن الحادث، مضيفة أنها قامت وستقوم بالعديد من الهجمات لأنها في حالة حرب مع كينيا.
هذا وقد دخلت القوات العسكرية الكينية الصومال عام 2011 محاولة ردع القوات الإسلامية المتطرفة من زعزعة أمن كينيا، ولكن محاولتها باءت بنتيجة عكسية، حيث لم تهدأ “الشباب” في كل عام من إسقاط ضحايا بالعشرات من الجانب الكيني.
حركة الشباب الصومالية
حركة الشباب الإسلامية أو حزب الشباب أو حركة الشباب المجاهدين، هي حركة إسلامية سياسية قتالية صومالية تنشط في الصومال، تتبع فكريًا لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري.
تقوم الحركة بالتضييق على المواطنين؛ حيث قامت بمنع الرقص والموسيقى في حفلات الزفاف وإغلاق المقاهي ودور السينما ومنع مشاهدة الأفلام السينمائية والنغمات الموسيقية في الهواتف المحمولة ولعب مباريات كرة القدم أو مشاهدتها، كما قامت المحاكم التابعة للحركة بتنفيذ عمليات جلد وإعدام وبتر أطراف في عدة مناطق أغلبها في منطقة كيسمايو الجنوبية والأحياء الخاضعة لسيطرتها في مقديشو، وذلك عبر “جيش الحسبة الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر” الذي استحدثته لهذا الغرض.
كما قام تنظيم الشباب بإعدام عدة مئات من المسيحيين الصوماليين (الذين لا يزيد عددهم عن الألف) منذ عام 2005.
توزيع مناطق هيمنة كل من “حركة الشباب” والاتحاد الأفريقي في الصومال
في سبتمبر 2013 ،عاشت كينيا نفس السيناريو في حادثة المجمع التجاري بـ “نيروبي”، حيث اعتدت “الشباب” اعتداءً مسلح على المجمع وأسفرت عن 67 قتيلاً.
ديسمبر 2014، بالقرب من مانديرا بكينيا، فصلت حركة “الشباب” تحت تهديد السلاح المسلمين من غير المسلمين في المقاطعة، وأعدمت أكثر من 30 من غير المسلمين.
أبريل 2015 في جاريسا شمالي شرق كينيا، والتي تبعد بـ 150 كيلومتر عن الحدود مع الصومال، شهدت رحيل 147 ضحية في مشهد دموي عنيف، تحولت جميع ساحات الدراسة من الفصول إلى السكن الطلابي كلها إلى حمامات دم، نجا من الحادث 500 طالب استطاعوا الهروب من سور الجامعة، وخلّف الحادث 104 مصابًا.
“فقدت أعز أصدقائي، لا أستطيع تخيل العودة إلى الجامعة من جديد من غيرها، لا أريد أن أعود إلى الجامعة أبدًا”، أحد الناجين
الصورة من داخل أحد الفصول في الجامعة
مات أربعة من المشاركين في الهجوم المسلح على الجامعة؛ منهم اثنين ماتا على إثر تفجر الحزام الناسف حول خصرهما بالقرب من السكن الطلابي الخاص بالفتيات، والآخران تم قنصهما بواسطة قوات ضبط الأمن الكينية.
ضبطت قوات الأمن خمسة من المشتبه بهم للاستجواب، وقد وجدت بعضهم مختبئ داخل الجامعة.
الصورة في خطاب رئيس كينيا بعد الحادثة
“منذ تلك اللحظة، على الجميع أن يبقى حذرًا، لقد عانينا كثيرًا من نقص قوات الأمن في كينيا، ولكن الحكومة تبذل قصارى جهدها، الشعب لا يستطيع أن ينتظر أكثر”، الرئيس يوهرو كينياتا، رئيس كينيا.
نُقلت جثامين الضحايا من مشرحة “جاريسا” إلي مشرحة “نايروبي”، حيث لم تستطع المشرحة الأولى أن تواكب الأعداد المتزايدة من الموتى، اصطف أهل وأقرباء الضحايا في المشرحة للتعرف علي أولادهم ليعودوا بهم على الأكتاف إلى بلدتهم.
أما جثث القتلى فبقيت في “جاريسا” في توابيت أمام العامة ليشهد الجميع أنه تم قتلهم.
أهالي “جاريسي” وقت رؤيتهم لجثث القتلى
حتى خروج آخر جثة من الجامعة لم يُسمح بالدخول لغير الصليب الأحمر، من بعدها تم غلق الجامعة بالكامل إلى أجل غير مسمى.