المصريون على تويتر يسخرون من دعوات تقنين الحشيش

resize

فكرة طرحها أسامة سلامة، رئيس رابطة “تجار السجائر المصرية” بالغرفة التجارية، تدور حول تقنين مخدر الحشيش بدعوى توفير مليارات الجنيهات لميزانية الدولة، وذلك للسير في طريق عدد من دول العالم التي خاضت تجربة تقنين المخدر منذ سنوات.

يقول سلامة بأنه تقدم إلى رئيس الوزراء إبراهيم محلب بطلب رسمي لتقنين تجارة مخدر الحشيش في مصر أسوة بعدة تجارب عالمية أخرى، حيث برر طلبه هذا بأن مخدر الحشيش في مصر منتشر بكميات ضخمة ولكن بشكل غير شرعي رغم مكافحة السلطات الأمنية لتجارته وتعاطيه، حيث يؤكد أنه يمكن من خلال تقنين تجارته وتعاطيه بدلًا من مكافحته أن يوفر للدولة أكثر من 45 مليار جنيه سنويًا.

سلامة تقدم باسم الرابطة التي يمثلها بالمقترح الذي وصفه بالعلمي والاقتصادي للاستفادة من إمبراطورية تجارية ضخمة لا تعلم عنها السلطات سوى القليل التي تقوم بضبطه والبقية لا تعرف عنه شيئًا.

القانون المصري يجرم حيازة وتعاطي والإتجار في المخدرات بكافة أنواعها ومنها بالطبع مخدر الحشيش، ورغم هذا الأمر فإن الإحصاءات تشير بأن 9.8 من إجمالي عدد سكان مصر تعاطوا المخدرات أو اختبروا تناولها لأسباب مختلفة، من بين هذه النسبة 4.8 يتعاطون المخدرات بشكل منتظم، فيما جاء مخدر الحشيش في مقدمة قائمة المواد المخدرة الأكثر تداولًا في مصر من جانب المتعاطين.

إقبال بعض المصريين على تعاطي الحشيش بانتظام يرجع لكونه موروثًا ثقافيًا موجودًا منذ مئات السنين، بالإضافة إلى رخص ثمنه وغزارة إنتاجه المحلي وسهولة شرائه بينما ينخفض الإقبال على المواد المخدرة الأخرى كالهيروين وغيره لارتفاع ثمنها.

الفكرة طُرحت أثارت جدلاً واسعًا بين قطاعات عديدة من الشعب المصري، حيث تقدم بعض المحامين ببلاغ إلى النائب العام المصري ضد رئيس رابطة تجار السجائر يتهمونه بالتحريض على الإتجار في المخدرات، من خلال مطالبته بتقنين تجارة الحشيش في مصر، وهو ما يعد جريمة مخالفة للقانون.

أما البعض الآخر فقد سمح بمناقشة الفكرة استنادًا على تجارب بعض الدول الأوروبية التي تقنن بالفعل تجارة الحشيش وتسمح بالتعاطي مثل دول هولندا وفنزويلا والإكوادور وإسبانيا والبرتغال وهولندا، ودول أوروبية أخرى تسمح أيضًا بحيازة كميات صغيرة للاستهلاك الشخصي بالإضافة إلى بعض الولايات الأمريكية مثل ولاية فلوريدا وكذلك دولة المكسيك التي شهدت مؤخرًا تحركات تهدف لإلغاء تجريم حيازة كميات صغيرة من الحشيش للاستهلاك الشخصي، بيد أن هذه الدول بدأت تتراجع وتفكر جديًا الآن في التجريم خاصة وأن السماح بالتعاطي مكّن كبار تجار المخدرات في هذه البلاد من تحقيق ثروات خيالية وأدى ذلك إلى ارتفاع معدلات العنف والجريمة في مدن العالم الرئيسية.

الجدل وصل إلى الأوساط السياسية المصرية حيث دافع الدكتور أسامة الغزالي حرب، أستاذ العلوم السياسية عن الفكرة قائلًا: إنه يجب تناولها بموضوعية، لأنها تهدف للصالح العام وليس إباحة تعاطي الحشيش.

انتقل هذا الجدل المثار حول هذه القضية إلى أوساط مواقع التواصل الاجتماعي التي سخرت من الأمر وطرحه، ظهر ذلك الأمر في تغريدات المدونين على موقع تويتر على هاشتاج #قننوا_الحشيش الذي انطلق بعد هذه الدعوة.

فقد تدوال النشطاء دعوات تقنين الحشيش وعلقوا على التبريرات التي خرجت في وسائل الإعلام لهذه الدعوة كالتي تقول إن السجائر أخطر من مخدر الحشيش وعليه يجب القبول بتقنين الحشيش:

فيما سخر البعض بطريقة أخرى حين تحدثوا عن صغار تجار الحشيش الذين سيفتحون 24 ساعة بدلاً من الخوف من مطاردات الشرطة:

ذهب بعض المدونون إلى القول إن مخدر الحشيش سيصبح ورقة في يد الحكومة للضغط على الشعب بعد ذلك، حيث ستسخدمه الحكومة للتحكم في الشعب عن طريق السماح بانتشاره أكثر لتغييب المواطنين بصورة أكبر:

كما تداول النشطاء صورًا كوميدية معبرة عن السخرية من هذه الدعوة للتعبير عن رفضهم لمثل تلك الدعوات الصادرة من رئيس رابطة تجار السجائر، مؤكدين أنها تلقى هوى البعض من المتعاطين ولا يمكن تصوير الأمر بأنه عام في الشعب بأكمله:

  وعن إجراءات التقنين أكد المدونون المصريون أن تجار المخدرات عليهم أن يستخرجوا سجلات تجارية وبطاقات ضريبية لأن الحكومة ستقوم بجمع ضرائب منهم لصالح الدولة لأن البعض يريد أن يجعل التجارة في الحشيش مصدرًا من مصادر الدخل القومي في مصر:

وفي صدد مجاراة الأمر بالتهكم تحدث بعض ممن كتبوا على الهاشتاج أن تقنين الحشيش وتعاطيه سيقضي على جميع الأمراض النفسية لدى الشعب المصري لما يروجه المتعاطون من أنه يجعلهم في حالة مزاجية جيدة:

لم يخل الأمر من إسقاطات سياسية، فقد تحدث المتابعون عن التحاق متعاطين للمخدرات بجهاز الشرطة والكليات الحربية والبرلمانات عن طريق الفساد والوساطات وإنه يجب على الحكومة أن توزع المخدر بجانب التموين حتى يتساوى المواطنون في الدولة:

وأكد البعض أن مثل هذا التقنين سيكون لإلهاء الناس عن الأوضاع المعيشية المتردية والحالة السياسية القمعية في البلاد بإلهائهم في تعاطي المخدرات حتى يتمكنوا من تناسي قضاياهم اليومية مع الحكومة:

على النقيض الآخر تناول بعض المغردون الفكرة المطروحة بنوع من الجدية التي تتحدث بالفعل عن فوائد تقنين الحشيش باعتباره أمر واقع في مصر ما سيدر دخلا للدولة عن طريق الضرائب وتنشيط السياحة، فيما دللوا على كونه أمر واقع بقولهم بأنك تستطيع الحصول عل الحشيش بمساعدة الشرطة المصرية نفسها من داخل الأقسام.

الأمر بالتأكيد تم وأده بالسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي بعيدًا عن الحديث في الجانب الديني للأمر، ولكن قد يكون الواقع مختلفًا بالفعل لأن هناك من يتمنى أن تُقدم السلطات على مثل هذا الأمر، فهذه الدعوة تعبر عن حالة سيولة مجتمعية ونمو لأفكار شاذة، فليست هذه الفكرة الشاذة الأولى التي تخرج إلى النور، فسابقًا تم إطلاق دعوة بتقنين دور البغاء في مصر من أجل مصلحة الدولة أيضًا والآن تقنين الحشيش، لتصبح مصادر الدخل القومي في مصر بهذه الصورة من أعمال غير مشروعة، لم يسلم هذا الأمر من التندر عليه أيضًا حيث عبر عن ذلك مغرد على موقع التواصل الاجتماعي بقوله “الدولة هتصرف علينا من فلوس حرام”: