قصة تونس الزيتونة مدينة السقف والأسواق وقوافل الشرق والغرب، قصة ممتعة، سورها وأبوابها من أمتع فصولها، نتطرق في الإضاءات التالية لأهم الأبواب التي اشتهرت بها الحاضرة والتي لازال جلها موجودًا إلى الساعة شاهدًا على عراقة قرطاجة الحداثة التي تعانق زيتونة العلم في انسجام مع ثورة هزت العالم ولازالت.
1- باب سعدون: باب سعدون الآن مفترق طرق دائري حيوي يفتح على عدة وجهات، يُنسب الباب إلى الولي الصالح سيدي بوسعدون، ويرجع تاريخ إنشائه إلى 1350 في الموجة الثانية التي تم خلالها إنشاء مجموعة ثانية من الأبواب، هو نقطة تيسير التواصل مع جهات باجة والكاف وبنزرت، منه كانت تدخل القوافل القادمة من الشمال والشمال الغربي، ساهم توسيع المدينة في العهد الاستعماري في إعطاء أولوية لهذا الباب الحيوي وزيادة قوسين إلى القوس الأوسط الأصيل ليصبح من أجمل الأبواب وأفضلها.
2- باب الخضراء: سُمي هذا الباب نسبة إلى الخضر الوفيرة التي كانت تفد إليه من منطقة أريانة حيث الفلاحة الخصبة والمنتوجات الطازجة، تم بناؤه في 1320 وإعادة تجديده في 1881 ليكون بالشكل الحالي والارتفاع الذي يسمح بإدخال مختلف المجرورات والعربات بما يتلاءم مع الوضع الجديدة للمدينة العربية التي دخلها المستعمر، يبقى باب الخضراء من أكثر الأبواب خصوصية بمختلف المحلات التجارية التي تُفتح في سائر الأوقات لتقديم مختلف الخدمات والأكلات الشعبية.
3- باب قرطاجنة: تم تدمير هذا الباب في عهد علي باشا الأول وكانت يُفتح على الطريق المؤدي لمدينة قرطاج الأثرية حاليًا، ويمثل مركزًا إستراتيجيًا لكل القوات المرابطة للحراسة.
4- باب سيدي عبد السلام: تسمى الباب باسم سيدي عبد السلام الأسمر، العابد الزاهد الصوفي الذي يقع مقامه في ضاحية تاجوراء بطرابلس الغرب، تم بناء هذا الباب في عهد حمودة باشا الحسيني وكان بجانبه فسقية بُنيت في العهد الحفصي إضافة إلى الرباط الذي تم تشييده لغايات تعبدية ودفاعية في الآن ذاته.
5- باب العسل: سمي هذا الباب باسم عائلة “آل العسال” وهي عائلة ثرية سكنت المكان في فترة تالية على حلول المستعمر الفرنسي.
6- باب سيدي عبد الله الشريف: يقع بجانب قبر الولي الصالح سيدي عبد الله (جنوب غرب الباب الخلفي لقصر الحكومة بالقصبة حاليًا) يُستعمل الباب أساسًا للأغراض العسكرية الدفاعية.
7- باب سيدي قاسم الجليزي: يقع هذا الباب غرب المدينة، ويُطل على شارع 9 أفريل، اكتسب اسمه من زاوية ومقام سيدي أبي القاسم الجليزي، المتوفي سنة 1497 صاحب حرفة صنع الجليز القشتالي الأندلسي.
8- باب سيدي علي القرجاني: سمي هذا الباب تمينُا بأحد أصحاب سيدي أبي الحسن الشاذلي ساكن المغارة، دفن سيدي على القرجاني بالمكان فسمي باسمه يقع شمال بطحاء الخيل ودار المعلمين العليا.
9- باب الفلة: اندثر هذا الباب سنة 1890 ولم يبق منه إلا نهج باب الفلة المنحدر عن باب الجزيرة (سيأتي بيانه لاحقًا)، سقط جزء من السور المحيط بتونس من هذه المنطقة بالضبط فاستعمله السكان في الدخول والخروج “باب الفلاق” تعني باب الخروج غير “الرسمي”، كان ذات الباب ملجئًا هرب منه أهل الحاضرة زمن الاحتلال الإسباني ودخول شارلكان سنة 1535، ومنذ ذلك الوقت اكتسب الباب اسمه الحالي “باب الفلة” كناية عن حالة الخوف والرعب التي غادر فيها التونسيين مرابعهم.
10- باب عليوة: باب الربوة أو الهضبة، كان تحوي برجًا للمراقبة يشرف على أهم الطرق المؤدية إلى الحاضرة من جهتها خاصة طريق الضاحية الذي كانت القبائل ترد منه من الوطن القبلي والساحل محملة بالزيت والحبوب، تم في وقت متأخر تدعيم منصة المراقبة وتسمية الباب المشرف عليها “باب عليوة”.
11- باب الجزيرة: سماه أهل تونس تيمنًا بالوطن القبلي (شبه الجزيرة) لإطلالته مثل باب عليوة على الجهة القبلية، وكونه أيضًا على طريق أهل القيروان كان يُطل على نهج الصباغين، تحول في فترة لاحقة إلى خط الدفاع الأول عن الحاضرة المحروسة.
12- باب المنارة: يرجع البعض تسمية الباب على هذا الشكل للمنارة التي يستعملها بنو خرسان في ذات المكان، فيما يرجعها البعض الآخر إلى المصباح الزيتي الذي كان بعض الحرس يعلقه خارج الباب لإرشاد القبائل المارة وللتواصل مع الهضاب المجاورة ضوئيًا.
13- باب البنات: أمر ببنائه أبو زكريا الحفصي لإعطاء بنات خصمه يحي بن غارية الفرصة للخروج في كنف الستر لبنات ملك ولو كن عوان ولو كان والدهم خصمًا، كان من أدوار الباب أيضًا إيجاد نافذة مع الحي المسيحي في الفترة الحفصية.
14- باب السويقة: تم بناؤه تبركًا “بسيدي محرز بن خلف”، واكتسب الباب اسمه في رواية من تصغير السوق الواقعة إيذاءه، وفي رواية أخرى من السقائيين المنتشرين فيه آنذاك.