في لقاء الثلاثاء بتاريخ 14 أبريل الذي جمع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال زيارته لواشنطن بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، أكد المحللون نية العبادي طلب تسليح القوات العراقية بطائرات مسيرة وطائرات F16 وآليات ومدرعات لمساعدة الجيش العراقي في معاركه ضد تنظيم الدولة، حيث كان من المفترض أن تكون هذه الطلبات هي الملف الأبرز خلال زيارة العبادي لواشنطن، ولكن هذا الأمر تبدد بعد نقل رويترز نفي البيت الأبيض أن يكون رئيس الوزراء العراقي قد تقدم بطلبات تسليح محددة خلال زيارته لواشنطن ولقائه بالرئيس أوباما، لاسيما أن العبادي صرح بنيته تقديم الطلب بذلك قبل توجهه إلى أمريكا.
وفي نفس السياق ظهرت تسريبات عن طلب أوباما لـ 9 مليات دولار من الكونجرس الأمريكي لغرض تعزيز الدفاع الخارجي الأمريكي والأمن القومي، حيث بيّنت مصادر مطلعة في البيت الأبيض أنها ستكون مقتصرة بشكل كبير على جانبين: الأول هو الضربات الجوية التي سيتم تنفيذها على مواقع تنظيم الدولة في سوريا والعراق، والثاني هو تدريب القوات العراقية والسورية لتعزيز قوتها في مواجهة خطر تنظيم الدولة الذي تبين أنه أكثر قوة واحترافية من القوات العراقية والسورية، ولم يتم التطرق لموضوع تسليح تلك القوات خاصة في مجال الطائرات أو الآليات والأسلحة الثقيلة التي تفضل الولايات المتحدة عدم إعطاء هذه التقنية الحربية للسوريين والعراقيين.
كل هذه الأمور تبين أن التسليح لم يكن المحور الأساسي في لقاء العبادي، حيث تكشف فيما بعد من خلال التصريحات أن الملف الأبرز هو حجم ودور النفوذ الإيراني في العراق وكيفية تعامل حكومة بغداد ووجهة نظر الأمريكان حول هذا النفوذ، كذلك ملف آليات وطرق محاربة الدولة الإسلامية وكيفية مساهمة أمريكا في هذه الحرب مع حكومة بغداد.
كما كشف أوباما عن مبلغ 200 مليون دولار مساعدات أمريكية تبين أنها ستكون للملف الإغاثي والإنساني لمن تم تهجيرهم من مناطق النزاع.
ولكن النقطة الأبرز التي ذكرها أوباما خلال اللقاء هي عن ضرورة احترام إيران للسيادة العراقية وأن أي دعم لقتال تنظيم الدولة يجب أن يكون عن طريق حكومة بغداد، ولم ينتقد التدخل الإيراني بالعكس برر ذلك التدخل بأن إيران دولة جار للعراق؛ الأمر الذي يجعل الجميع يتساءل: هل أمريكا موافقة على التدخل العسكري الإيراني في العراق؟ أم أن الأمر تحصيل حاصل وأمر واقع فرضته طهران على واشنطن ودليل خوف الأخيرة من التدخل البري في العراق فكان البديل التدخل الإيراني بدلاً من الأمريكي.
أعتقد أن الأيام ستجيب عن هذا السؤال وعن مستقبل الشرق الأوسط الغامض الذي يحوي بجعبته الكثير من هذه الأسئلة.