الأربعاء 3 يوليو
القاهرة 11 مساءً
ميدان التحرير
ليل القاهرة تحول الى ظلام دامس , و البشر في الشوارع أشبه بموتى يتراقصون
أهرول أسفل سلم العمارة ذات الطوابق الستة , الظلام يملأ العتبات و أنفاسي تتلاحق. أخرج من البوابة وأنظر الى فيضان البشر الموجود في التحرير , حالة من النشوة وكأن الكل قد دخل في غيبوبة واسعة. هاتفي المحمول بلا بطارية , و أحث الخطى عائداً الى المكتب حيث جائتني منذ قليل معلومات بأن مكتب الجزيرة قد اقتحمته الشرطة , أصل الى هناك فأجد حارس البناية يطلب مني الرجوع لكي لا يصيبني أذى. أتجول حول المكان فأجد بعض الزملاء وأنصح بالذهاب بعيداً في هذه الأجواء فلربما يكونون على آثارنا بعد أن أغلقوا 7 قنوات في تلك الليلة بينما كانت الحناجر تهتف باسم قائد الانقلاب.
الطريق من رمسيس هيلتون في ميدان عبدالمنعم رياض الى فندق كونراد على كورنيش النيل كأنه طويل لا ينتهي , أحادث زوجتي بمكاني لكي تلحق بي , المارة ملأوا الطريق مع السيارات التي يهتف بعضها فرحاً , والآخر يصمت خشية أن تغتاله يد طائشة في لحظات لا يحاسب فيها أحد على ما يفعل. قرب بولاق أبو العلا يرقص شباب بأجساد نصف عارية على نغمات أغان شعبية , و آخر يقف على الرصيف يطلق النيران في الهواء , وترى الناس سكارى و ماهم بسكارى.
في الفندق ألاحظ كثرة رجال الأمن , يأتي أحدهم قرب مصور و زميله سائلاً:
-من أي قناة أنتم؟
– سكاي نيوز عربية.
-حسناً كنتم جيدين اليوم , شكراً لكم.
أخاطب موظف الفندق أني فقدت جواز سفري للتو في التحرير , وأنني أملك نسخة منه في بريدي الاليكتروني , لا يمكنني أن أخبره بأنني نسيته في المكتب أو أفصح له عن طبيعة عملي في مثل هذه اللحظات. أحادث زوجتي من خلال جهاز آي باد موضوع للزبائن أخبرها أني وصلت , وأنني في انتظارها. في الأثناء أقرأ على صفحات الفيس بوك حول ردود فعل الناس. أكلم صديقين لي عن مكاني وأخبرهما بأنني في حاجة الى بعض الأشياء. بعد وقت قصير تصل زوجتي الى الفندق و نكمل الاجراءات.
نشاهد القاهرة من النافذة تمتلئ سماءها بالألعاب النارية و أصوات الموسيقى , بينما النجوم و القمر و النيل كلهم حزنى على ما آلت اليه الأمور .. هل سنعود الى حكم العسكر مرة أخرى؟