كنديان مضربان عن الطعام احتجاجا على استمرار اعتقالهما وتعذيبهما في مصر

cropped-johnandtarek51

ترجمة وتحرير: نون بوست

في خطاب مرسل من زنزانة ضغيرة في القاهرة، أرسل مواطنان كنديان تم اعتقالهما بواسطة الجيش بعد يومين من مذبحة فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة. من الزنزانة حيث قضيا ستة أسابيع محبوسين بلا تهم ولا محاكمة أرسلا رسالة يصفان فيها الظروف الوحشية التي يتعرضون لها على يد جلاديهم في مصر.

الرجلان، د. طارق لوباني، وجون غريسون اعتقلا في القاهرة يوم ١٦ أغسطس بعد أن توقفا ليسألا ضباط من الجيش عن طريق الفندق الذي يقطنان فيه في الساعة السابعة مساء، بعد قرابة الساعة من سريان حظر التجول الذي فرضه الجيش عقب المذبحة التي راح ضحيتها الآلاف من المصريين خلال ساعات نهار يوم الأربعاء ١٤ أغسطس.

وبحسب الصحفي في نيويورك تايمز ليام ستاك، فالرجلين كانا في طريقهما إلى قطاع غزة. كان الدكتور طارق لوباني، وهو أستاذ طب الطوارئ في جامعة “ويسترن” في لندن، في طريقه لإعطاء بعض الأطباء الفلسطينيين دورة تدريبية في القطاع، وكان معه الأستاذ في جامعة يورك في تورنتو الكندية جون غريسون الذي جاء ليوثق الرحلة إلى غزة كجزء من المهمة الإنسانية التي يقومان بها.

المتحدث باسم الخارجية المصرية برر اعتقالهما بأنه ستصدر ضدهم اتهامات قريبا، حيث قال أنهم وجدوا شريحة ذاكرة كانت معهما تحتوي على تسجيلات لبعض تجاوزات الشرطة في مصر.

وفي خطابهما الذي نشرته حملة المطالبة بالإفراج عنهما التي نظمها بعض الأصدقاء والأقارب، قال الدكتور طارق لوباني، وجون غريسون أنهما “في يومهما الثاني عشر من الإضراب عن الطعام، في سجن طرة، أحد أكبر سجون القاهرة، والذي يقع في ضاحية المعادي على ضفاف النيل، يشاركان ٣٦ سجينا سياسيا زنزانة مساحتها ٣ أمتار X ١٠ أمتار، حيث يناما مثل السردين على الأرض الخرسانية مع الحشرات، ويتشاركون جميعا في صنبور مياه واحد من المياه الملوثة القادمة من النيل.”

“لم نكن مقررين أن نبقى في مصر أكثر من ليلة واحدة، لقد وصلنا إلى مصر في ١٥ أغسطس حيث كان معنا تأشيرة الدخول، وكل الأوراق اللازمة للبقاء في مصر لحين الدخول لغزة.
ولكن مع الانقلاب العسكري، كان معبر رفح يُفتح ويُغلق بشكل عشوائي، ولذلك اضطررنا للبقاء في مصر ذلك اليوم، وبسبب المظاهرات العارمة في كل مصر عقب فض الاعتصام، فلم نستطع الذهاب بالسيارة إلى غزة ذلك اليوم، فقررنا أن نظل في القاهرة، وبعد قليل قررنا أن نتفقد الميدان، الذي يبعد عنا بخمس بنايات سكنية، حاملين معنا كاميرا جون، وجوازات سفرنا”

“أثناء وجودنا بالميدان، ومع بدء إطلاق الغاز المسيل للدموع، فجأة بدأ المتظاهرون بالصياح “طبيب”، وتقمص طارق دور الطبيب سريعا، وبدأ في إجراء إسعافات الطوارئ للمصاب، وبدأ جون في توثيق الحدث، ومع وجود “الطبيب” لم تتوقف حالات الإصابة والقتل عن القدوم عنده، أكثر من خمسين مصريا قضوا أمام أعيننا: طلاب، عمال، أساتذة جامعات، موظفون، كل الأشكال، وكل الأعمار والمؤكد أن كلهم مدنيون غير مسلحين، علمنا لاحقا أن ضحايا اليوم بلغوا ١٠٢ قتيلا.”

“غادرنا الميدان في المساء، عندما كان آمنا لنا العودة إلى فندقنا، توقفنا لتناول آيس كريم، ولم نستطع العودة إلى فندقنا وعندها سألنا نقطة تفتيش تابعة للشرطة المصرية.
وعندها: تم اعتقالنا، تفتيشنا، حبسنا، التحقيق معنا. وصورونا مع “إرهابيين سوريين”، صفعونا على وجوهنا، ضربونا بشكل عنيف، رفضوا السماح لنا بمكالمات هاتفية، حلقوا لنا رؤوسنا تماما، واتهمونا بأننا جواسيس أجانب، لقد كانوا يصرخون “كنديين!!” في الوقت الذي كانوا يقومون فيه بركلنا وضربنا.”

“لقد كنا اثنين من ضمن ٦٠٢ معتقلا في ذلك اليوم، كلهم واجهوا نفس التهم في الغالب، التآمر والإرهاب وحيازة أسلحة ومتفجرات والهجوم على مراكز شرطة، جميع القصص لزملائنا في الزنزانة كانت شبيهة بشكل كبير بقصتنا”

“لقد مر علينا ٦ أسابيع، نحن الآن في زنزانة “جديدة”، نشارك زنزانة مساحتها ٣.٥ متر X ٥.٥ متر مع -فقط- ستة أشخاص، ما زلنا ننام على الأرض الخرسانية، وما زلنا بصحبة الصراصير، وما زلنا نشرب من نفس المياه الملوثة، لكننا نحصل الآن على السماح بتمرينات رياضية يومية، واستحمام يومي -غالبا-، لكنهم لا يسمحون لنا بإجراء مكالمات هاتفية”

“المحقق لا يريد أن يخبرنا أي شيء بخصوص الأشياء العالقة، الكاميرا والمواد الفيلمية، وصور طارق أثناء علاجه المصابين، لا نعرض مصير تلك الأشياء، نحن ننتظر وسنرحب بوقوفنا أمام محكمة حقيقية بأدلة حقيقية، لأن تلك الصور والمواد الفيلمية ستوفر لنا معاملة لائقة بنا كشاهدي عيان على المجزرة
نحن نستحق الإجراءات القانونية الواجبة، وليس الصراصير على الأرض الخرسانية. نحن نطالب بالإفراج عنا
والسلام
جون وطارق”