قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية أن بلادها أبلغت تركيا عن قلقها الكبير من “مناقشات الحكومة التركية للتعاقد مع شركة تفرض الولايات المتحدة عقوبات عليها للحصول على نظام للدفاع الصاروخي لن يكون قابلا للتشغيل مع أنظمة حلف شمال الأطلسي أو الإمكانيات الدفاعية الجماعية”، وذلك بعد أن أعلنت تركيا الأسبوع الماضي أنها فضلت التعاقد مع نظام دفاع إف دي-2000 الصاروخي من شركة “تشاينا بريسيشنماشينري” على أنظمة منافسة من شركات روسية وأمريكية وأوروبية.
وتبلغ قيمة الصفقة التي عقدها نائب الأمين العام للصناعة الدفاعية التركية مع الشركة الصينية 4 مليار دولار، في حين كان حلفاء تركيا داخل الناتو يتوقعون أن تذهب هذه الصفقة إلى إحدى الشركات الأمريكية أو الفرنسية على غرار شركة ريثيون الأميركية المصنعة لصواريخ باتريوت أو للأمريكية الأخرى “لوكهد مارتين” أو لإحدى الشركات الفرنسية مثل “ام ب يدي أيه” و”تالاث”.
وبالإضافة إلى انزعاج أمريكا وحلف الناتو من نية تركيا إرساء نظام درع صاروخية لا يمكن دمجه أو ربطه بنظم حلف الناتو، فإن من شأن أمريكا أن تنزعج مما قد يسمى تحديا لها، فالولايات المتحدة الأمريكية تفرض عقوبات اقتصادية على شركة (سبميك) بسبب خرقها لقانون حظر بيع الأسلحة بالنسبة لإيران وكوريا الشمالية وسوريا.
ويذكر أن الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا قاموا قبل أشهر بإرسال دفعة من صواريخ باتريوت بالإضافة إلى حوالي 400 جندي توجهوا إلى الجنوب الشرقي من تركيا لتنصيبها هناك حيث طالبت تركيا حلف شمال الأطلسي بمساعدتها في تأمين دفاعاتها الجوية في مواجهة هجوم صاروخي محتمل من قبل نظام بشار الأسد.
مع العلم بأن تركيا دولة عضو في حلف الناتو منذ تأسيسه ويعتبر الجيش التركي ثاني أقوى الجيوش تمثيلا داخل قوات الحلف، وعرفت السنوات الأخيرة علاقات أمريكية تركية متميزة، وإن لم تظهر إلى الآن خلافات صريحة، فإن العلاقة بدأت بالفتور في الأشهر الأخير الأمر الذي ربطه البعض باختلاف الآراء حول القضية السورية، وكذك بتجاهل أوباما لتركيا تماما أثناء المفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول توجيه ضربة عسكرية لنظام بشار وعدم أخذه لمشورة رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان.