ترجمة وتحرير نون بوست
في الوقت الذي تواجه فيه أوروبا أزمة الهجرة المتصاعدة بسرعة والمدفوعة بالحرب والاضطهاد والفقر وهي عوامل تتنامى ضمن قوس الصراع من غرب أفريقيا وحتى أفغانستان، باشر مسؤولون أوروبيون رفيعو المستوى بالاعتراف بوجود أزمة حقيقية، تتمثل بانهيار نظام إدارة اللاجئين في أوروبا الغربية.
على الصعيد العالمي، يشهد المجتمع الدولي فترة مثيرة من عدم الاستقرار والصراع اللذان أنتجا ما تصفه الأمم المتحدة الآن على أنه أكبر تجمع للاجئين وطالبي اللجوء والمشردين داخليًا منذ ويلات الحرب العالمية الثانية، وفي أوروبا الغربية بالذات، تتعامل الدول مع أكبر موجة من طالبي اللجوء واللاجئين منذ تسعينيات القرن الماضي، الذي شهد اندلاع الحرب في يوغوسلافيا وانهيار الاتحاد السوفييتي، مما أسفر عن هجرة واسعة النطاق من سكان هذه المناطق إلى بلدان أوروبا الغربية.
إن تطور وتصاعد الأزمات في قوس الصراع، يثقل كاهل أوروبا بأزمة اللاجئين، حيث تحاول هذه الدول جاهدة سد الثغرات الهائلة التي ظهرت في نظام اللجوء، للعمل على احتواء الوضع الذي استحال إلى حالة طوارئ إنسانية بكل ما للكلمة من معنى، وقد تكون ثغرات نظام الهجرة الأشد فتكًا هي الثغرات المتوضعة بالخطوط الأمامية في إيطاليا، حيث يقول النقاد إن روما أجرت عمليات إنقاذ بحري مكلفة ولكنها فعالة في نوفمبر الماضي، على عكس الجهود الضئيلة التي قدمتها عموم الدول الأوروبية، والتي فشلت في إيقاف التزايد المحموم بعدد القتلى والغرقى ضمن البحر الأبيض المتوسط، ويمكن القول إن أسوأ أزمة للمهاجرين في المنطقة حصلت إثر غرق سفينة يوم الأحد الماضي في البحر الأبيض المتوسط، مما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 850 شخصًا غرقًا، هذه الحادثة التي جعلت من أبريل الحالي أكثر الشهور دموية ضمن أزمة اللاجئين المتصاعدة.
ولكن المشاكل على أرض الواقع هي أعمق بكثير من الصور المؤلمة لحطام السفن وأكياس الجثث المتجمعة على أرصفة الشواطئ الأوروبية، فمع الازدياد الجنوني بعدد طالبي اللجوء، أصبح نظام اللجوء الأوروبي للجوء الذي تم تشريعه منذ عقود لإيواء واستيعاب الفارين من الحرب والاضطهاد معرضًا للتفكك والانهيار.
تفكك نظام الهجرة الأوروبي يتوضح بصورة جلية في اليونان، فهناك أصبحت مراكز استقبال اللاجئين مروعة لدرجة حكمت معها المحكمة الأوروبية بأن طالبي اللجوء الذين هربوا من اليونان لا يصح إعادتهم إليها، وفي بلغاريا أشارت جماعات حقوق الإنسان إلى تعرض اللاجئين لانتهاكات واعتداءات بشكل مستمر، وفضلًا عما تقدم، فإن مدة معالجة طلبات اللجوء في كافة دول أوروبا الغربية أصبحت تمتد لفترة تزيد بكثير عن ستة أشهر -وهي المدة التي نص عليها قانون الاتحاد الأوروبي لقبول طلبات اللجوء -، مما يُدخل الكثير من طالبي اللجوء ضمن حلقة من الفراغ القانوني، كون طالب اللجوء – كما تعرفه الأمم المتحدة – هو الشخص الذي يُعرّف عن نفسه كلاجئ، ولكن لم يتم إعطائه صفة اللاجئ رسميًا من قبل الدولة بعد.
مئات الآلاف من طالبي اللجوء يتدفقون من خلال الحدود التي يسهل اختراقها في أوروبا، حيث يتركون مراكز اللجوء في دول مثل إيطاليا لدخول الدول الأكبر مثل ألمانيا، مما يؤدي إلى خلق تحديات وتوترات جديدة في الدول التي تشهد إقبالًا متواترًا ومتصاعدًا من موجات اللاجئين، علمًا أنه وبموجب قانون الاتحاد الأوروبي، يجب على طالبي اللجوء البقاء في الدول التي دخلوا إليها لأول مرة لانتظار معالجة طالباتهم، ولكن مع انهيار هذا النظام، تجاهد ألمانيا – أكبر اقتصاد في أوروبا والتي تبعد مئات الأميال عن البحر الأبيض المتوسط – لإدارة أكبر عدد من طلبات اللجوء في العالم الصناعي.
ألمانيا استنفدت بالفعل قدرتها على إيواء المهاجرين القادمين في المدن الكبرى، وتحولت الآن إلى استضافتهم في مجتمعات قروية معزولة، ولم تسلم مراكز إيواء اللاجئين من الهجمات المتعصبة، حيث أضرمت مجموعة من المعتدين مؤخرًا النار في أحد المراكز المقترحة لإيواء للاجئين، مما يعيد إلى الأذهان ذكريات التسعينيات، عندما قام مهاجمون محليون بتنفيذ موجة من الهجمات على مراكز ومنازل العمال الأجانب، وليس أدل على العدائية التي يتم التعامل فيها مع اللاجئين الجدد من قول المواطن الألماني روني سيفرت – وهو بستاني يعمل بدوام جزئي ويبلغ من العمر 39 عامًا – عن اللاجئين في بلاده “إنهم لا ينتمون إلى هنا”، قالها لنا وهو يشرب الجعة أمام مركز تسوق في الأسبوع الماضي.
إثر تعرضها لانتقادات عنيفة عقب غرق السفينة يوم الأحد الماضي، تحفزت أوروبا للقيام بتحرك باتجاه حل الأزمة، حيث أعلن قادة الاتحاد الأوروبي عن قمة طارئة يوم الخميس المقبل، لدراسة خطة مؤلفة من 10 نقاط، تهدف إلى تكثيف جهود البحث والإنقاذ، والبدء في معالجة العيوب الكبرى الأخرى في نظام اللجوء.
ولكن يخشى مراقبون أن تعمل المقاومة الشعبية على تقويض خطط توسيع نطاق استيعاب طلبات اللجوء، مما سيؤدي إلى عودة المنطقة لاتخاذ مواقف متشددة من طلبات اللجوء، تشابه المواقف التي اتخذتها خلال موجة المهاجرين الكبرى السابقة؛ ففي تلك الأزمة في عام 1992، رفضت أوروبا حوالي 700.000 طالب لجوء، من الذين قدموا بأغلبهم عن طريق البر عبر تركيا وعبر الحدود المنهارة في البلقان والأجزاء الشرقية الأخرى من القارة الأوروبية، وحينها كان الجزء الأكبر من الوافدين هم من أوروبا الشرقية، وكان هناك أيضًا أكراد وإيرانيين وأفارقة وسريلانكيين وغيرهم، وبسبب ضخامة موجة اللجوء، قامت جميع بلدان أوروبا الغربية بتشديد قوانين اللجوء، مما صعب على طالبي اللجوء الفوز بصفة اللجوء القانوني.
هناك أكثر من 13 مليون لاجئ في العالم حاليًا، من ضمنهم 2.2 مليون سوري نزحوا إلى لبنان وتركيا والأردن
يشير المحللون أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي حاليًا لا يركزون على موضوع مساعدة وإيواء القادمين الجدد، بل ينصب جل اهتمامهم على إيجاد الطرق لمكافحة الإتجار بتهريب المهاجرين في جذور التهريب في دولة ليبيا؛ ففي هذه الدولة المنهارة ظهرت طرق جديدة لتهريب المهاجرين القادمين من بؤر التوتر في جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا والشرق الأوسط، ولكن يخشى خبراء الهجرة أن تؤدي الجهود الأوروبية التي يتم مناقشتها الآن – مثل التخطيط لتدمير أساطيل سفن المهربين – إلى منع حوالي مليون مهاجر محتمل من الحصول على حق اللجوء ممن يقبعون الآن على الشواطئ الليبية الخطرة، ووفقًا لتعبير مادلين غارليك وهي مسؤولة سابقة في مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة وخبيرة في شؤون اللاجئين في معهد سياسات الهجرة في بروكسل “لا يمكنك إغلاق البحر الأبيض المتوسط ببساطة”.
بناء عليه، فإن ساسة أوروبا يواجهون الآن – وبدرجات متفاوتة – طلبات الجمهور التي تتنوع بين راغبين باتباع سياسة أكثر إنسانية وانفتاحًا تجاه طالبي الهجرة، وآخرين يناشدون إغلاق الحدود أمام دخول المهاجرين، حيث يقول المسؤولون إن هناك عدد لا بأس به من الوافدين الجدد بحاجة للجوء فعلًا إثر فرارهم من الحرب الأهلية في سورية أو الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة في جنوب السودان ونيجيريا، ولكن الجزء الأكبر من الوافدين يحضرون لأسباب اقتصادية، فهم يستفيدون من امتيازات اللجوء لبناء حياة جديدة في أغنى الدول بالعالم.
تشير الأرقام أن ألمانيا – أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة – تتصارع مع تدفق اللاجئين، مما يبرز الطريقة العشوائية التي تدير بها القارة الأوربية أزمة اللاجئين، فالدولة التي لا يتعدى عدد سكانها 82 مليون نسمة استوعبت 173.000 لاجئ في العام الماضي، وهو عدد يزيد عن العدد الذي استقبلته أي دولة أخرى في المنطقة، فمثلًا الولايات المتحدة الأمريكية التي يزيد عدد سكانها عن ألمانيا بأربعة أضعاف، استقبلت حوالي 121.200 طلب لجوء في عام 2014، ومعظمهم من المكسيك ودول أمريكا الوسطى، وفي الشهر الماضي وحده، تلقت ألمانيا 28.681 وافد جديد بزيادة تبلغ 192% عن ذات الفترة من العام الماضي، ويقول البعض إن المد المتصاعد لطالبي اللجوء يختبر الأمة الألمانية، التي مازال جزء من شعبها يشعر بالذنب من الفظائع التي ارتكبتها ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية، مما أسهم في دفعهم للترحيب بالوافدين الجدد، أما بالنسبة للبعض الآخر، فإنهم يرفضون المهاجرين علنًا وبدون مواربة.
الجدير بالذكر أن ألمانيا يحق لها وفقًا لقواعد الاتحاد الأوروبي أن تعيد طالبي اللجوء إلى نقطة دخولهم – وهي إيطاليا على الأغلب -، ولكن الدولة الألمانية تختار عدم ممارسة هذا الحق خوفًا من إثقال كاهل دول جنوب أوروبا التي تواجه أساسًا تحديات اقتصادية مرعبة بأزمة اللاجئين الجدد، وبذات الوقت، ينتقد المسؤولون الألمان الدول الأوروبية الأخرى بشدة لامتناعهم عن تقديم أي مساعدة تذكر للوافدين الجدد.
“نظام اللجوء الأوروبي لا يتم تطبيقه بشكل صحيح”، قالت إيدان أوزوكوز وزيرة الدولة الألمانية لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج والتي تلقت تهديدات بالقتل لمناصرتها لحقوق اللاجئين، وأضافت “بعض البلدان الأخرى لا تقدم سوى الفتات، نحن أحد أغنى البلدان ونسعى لتقديم المساعدة، ولكن ليس من العدل أن تستقبل ألمانيا والسويد وفرنسا 50% من اللاجئين في حين لا تقدم البلدان الأخرى أي شيء”.
أعداد طالبي اللجوء (بالألف) بين 2013 لغاية يونيو 2014
إن الزيادة المطردة بعدد طالبي اللجوء الذين يلتمسون ألمانيا، اضطرها للبحث عن أماكن لهم في المجتمعات الصغيرة مثل تروغليتز، وهي قرية تقع في المنطقة التي أصبحت حاليًا بؤرة لحركة معاداة المهاجرين المعروفة باسم بيغيدا.
“هناك مدرسة ابتدائية وروضة أطفال قريبة، وبعض الناس قد يتوجسون من اللاجئين السود الأفارقة الذين سيسكنون المنطقة”، قال ستيفن تيل وهو ناشط محلي من الحزب الوطني الديمقراطي اليميني المتطرف في ألمانيا، والذي ساعد في تنظيم سلسلة من الاحتجاجات ضد خطط إيواء اللاجئين في تروغليتز، حيث انضم العشرات من السكان إلى تلك الاحتجاجات، مما أسفر في نهاية المطاف عن استقالة رئيس البلدية – الذي كان يؤيد خطط إنشاء مركز للاجئين في المدينة – في مارس الماضي، وبعد أسبوع، اندلع حريق في مبنى سكني كان من المخطط أن يتم تحويله إلى مأوى للاجئين، وتحقق الشرطة بهذا الحادث من منظور الحريق المتعمد.
تقول مارجيت كورثالس وهي مالكة فندق تبلغ من العمر 59 عامًا “لست حزينة لتأخير قدوم اللاجئين إلى تروغليتز بعد الأحداث التي طرأت، لأن لديهم عقلية مختلفة تمامًا، ناهيك عن إيمانهم الغريب، ولكن بذات الوقت أخشى أن تعمل المقاومة المحلية على وصم تروغليتز بسمعة سيئة، فمثلًا سألني أحد نزلاء الفندق ذات مرة: ما رأيكِ ببلدتكِ النازية؟”
تروغليتز ليست المنطقة الألمانية الوحيدة التي شهدت أحداثًا معادية للهجرة، حيث تصاعدت التوترات ضد طالبي اللجوء على كامل الأراضي الألمانية، وتشير جماعات حقوق الإنسان في ألمانيا، أن العام الماضي شهد زيادة كبيرة في الهجمات المعادية للمهاجرين، وشملت هذه الهجمات 35 حادث حريق متعمد تم إضرامها في مراكز اللاجئين، كما بزغت بعض المشاكل ضمن أجهزة الأمن والرقابة في مراكز طالبي اللجوء؛ ففي سبتمبر الماضي، على سبيل المثال، انتشر مقطع فيديو وصور تظهر حراسًا في مركز لاجئي شمال الراين وستفاليا يسيئون معاملة اللاجئين، وإحدى الإساءات أظهرت قيام أحد عناصر الأمن بوضع قدمه والضغط على رقبة رجل ممدد على الأرض، وهذه الصور تستحضر إلى الأذهان بعض مشاهد إساءة معاملة السجناء في سجن أبو غريب بالعراق.
ولكن هذه الحقائق لا تمثل كامل الصورة في ألمانيا، كونها تقف في تناقض صارخ مع موقف العديد من الألمان، الذين يعتبرون مساعدة اللاجئين الجدد واجب وطني، ويشير المناصرون لقضايا اللاجئين، أنه طالما استطاعت دولة صغيرة مثل لبنان استقبال الملايين من اللاجئين، فبالتأكيد يمكن للقوة الاقتصادية في أوروبا أن تستوعب قدوم بضعة مئات الآلاف من اللاجئين الجدد، ولم يقتصر الأمر لدى هذه الفئة على المطالبة بالانفتاح في سياسات قبول طلبات اللجوء، بل ذهب بعضهم أيضًا إلى دعوة طالبي اللجوء للعيش في منازلهم، خاصة بالنسبة للوافدين الذين وصلوا حديثًا وهم في انتظار قبول طالبات اللجوء الخاصة بهم، هذه المعاملة التي قد تستغرق أشهرًا طويلة لمعالجتها في الدولة.
يشير ماركوس نيرث العمدة السابق لتروغليتز أن ألمانيا كانت مسؤولة عن خلق عدد كبير من اللاجئين إبان الحرب العالمية الثانية، والآن حان الوقت لتتحمل المسؤولية عن عدد كبير من اللاجئين أيضًا، ولكن بذات الوقت يقر نيرث بأن أزمة اللاجئين وضعت بلدات مثل تروغليتز والمجتمعات المحيطة بها في مواقف غير مألوفة بالنسبة لها، بالنظر إلى الحياة القروية الهادئة والمتجانسة التي كان يعيشها السكان هناك.
صباح الخير “غوتين تاغ”
في شارع ضيق في بلدة هوهنملسين، خرج الوزير الألماني يوهانس روهر من سيارته الأسبوع الماضي يرافقه طالبا لجوء من سورية، عبد النائب (29 عامًا) وصديقته سوزي الحسيني (29 عامًا)، اللذان وصلا إلى ألمانيا قبل ثلاثة أسابيع، وتم نقلهما إلى ثكنة عسكرية سابقة تم تحويلها حديثًا إلى مأوى لـ60 طالب لجوء من مختلف الدول، ودخل الثلاثة سويًا إلى المركز الترفيهي لكنيسة الحي، حيث كانت تجلس عجوز ألمانية بشعرها الرمادي، تحتسي الشاي من أكواب الخزف اليدوي، وتأكل قطعة من الحلويات وهي ترمق بحزن صور أحفادها، وبدخول عبد وسوزي والوزير إلى الغرفة، نظرت العجوز بطرف عينها إليهم، وعندها بادر عبد بلهجة ألمانية غريبة ليقول “غوتن تاغ” أي صباح الخير.
هذا المشهد يمثل أحد الاجتماعات العديدة التي ينظمها المتطوعون والجماعات الكنسية، والتي تهدف إلى دمج السكان المحليين مع الوافدين الجدد، حيث يقول عبد “معظم السكان هنا كانوا مضيافين”، ويتابع عبد الذي درس الألمانية في سورية حيث كان يعمل مهندسًا معماريًا قبل فراره من الحرب الأهلية بقوله “على الأقل هم أكثر لطفًا بكثير من اليونان”، في إشارة منه إلى اعتقاله هو وصديقته هناك لعدة أيام في زنزانة لا يعمل فيها المرحاض، وأضاف “فررنا بالنهاية من اليونان بعد أن مشينا لمدة أسابيع ضمن الغابات، قبل أن نتفق مع مهربين لينقلونا بسيارة عبر أوروبا الشرقية إلى ألمانيا”.
ولكن وصول عبد وصديقته إلى ألمانيا لم يكن آخر المحن، فالحياة هنا ليست وردية بالكامل، فبعد وصولهما إلى ألمانيا خرجا في جولة تعريفية ضمن القرية، وأثناء ذلك أخرج أحد السكان المحليين رأسه من نافذة سيارته وهو يمر بجانبهما، وصرخ بمسبات فاحشة وهو يرفع لهما إصبعه الوسطى، وأشار عبد أيضًا أنه حضر اجتماعًا مع السكان المحليين منذ فترة، تجمهر فيه حشد من الألمان حوله ورشقوه بأسئلة كثيرة، وقال له أحدهم “كيف تأمل أن تندمج وتتكيف مع بلدنا؟ ألا تعرف كم هو صعب أن تتكلم اللغة الألمانية؟”
وبالاعتماد على السنوات التي قضاها في تعلم اللغة الألمانية، أجاب عبد على السؤال بإجابة أثارت موجة من التصفيق من بعض الحاضرين حيث قال”سيكون هناك دائمًا أشخاص ليسوا سعيدين بوجودنا هنا، ولكنني أفكر في أولئك الذين يتقبلوننا، وأقول: نحن ممتنون جدًا لهم”.
المصدر: واشنطن بوست