أعلنت فصائل من المعارضة السورية المسلحة في منطقة جسر الشغور، أنها تمكنت من السيطرة الكاملة على المدينة بعدما خاضت ما أطلقوا عليه اسم “معركة النصر”، هذه المعركة التي أطلقها “جيش الفتح” المكون من تشكيلات مقاتلة من حركة أحرار الشام، جبهة الشام، صقور جبل الزاوية، تجمع صقور الغاب، جبهة صمود، الفرقة الأولى الساحلية، أجناد الشام، وجبهة النصرة، في بيان صدر يوم الأربعاء الماضي.
معارك ضارية خاضتها هذه الفصائل، تمكّنت خلالها من السيطرة على أهم النقاط الإستراتيجية في المنطقة بسيطرتها على معمل السكر، حاجزي تل المنطار، حواجز المنشرة، الأفندي، الدبس، العلاوين، وعلى حاجز مفرق بشلامون، الذي تم فيه قتل جميع العناصر التابعة لنظام الأسد.
وأفادت المعارضة أن كتائبها العسكرية باتت الآن داخل المدينة، والتي تُعد مدينة إستراتيجية؛ تفتح الطريق على محافظة اللاذقية ذات الثقل العلوي التابع للنظام، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد دخول فصائل إسلامية بقيادة جبهة النصرة إلى مدينة جسور الشغور بعد معارك دامية، انتهت بسيطرة فصائل المعارضة المسلحة على الجزء الأكبر من المدينة، بالتزامن مع فرار عناصر الأسد لحواجز النظام القريبة من المدينة.
أما عن حواجز النظام المحيطة، فقد أكدت المعارضة أنها ستسقط تباعًا مع إحكام الحصارعليها من قِبل قوات المعارضة، التي اتجهت إلى مطاردة الفارين من المدينة بعد سقوط نقاط النظام الإستراتيجية بها، كما أكدوا أنهم تمكنوا من قتل أكثر من مائة عنصر من قوات الأسد وأسر آخرين، أبرزهم قائد حاجز النظام تل حمكة، الضابط صالح درويش، مع عدد من العناصر حاولوا الفرار باتجاه حاجز جنقرة، وذلك أثناء الاشتباكات الدائرة بعد استهدافهم لنقاط قوات الأسد داخل المدينة بمختلف أنواع الأسلحة، ودمروا آليات وأسلحة رشاشة استُهدفت بالصواريخ المضادة للدروع.
ومن جهة النظام، خرج الطيران الحربي التابع للنظام لشن عشرات الغارات الجوية على مناطق تل حمكة، المنطار، قرى الصحن، أطراف مدينة جسر الشغور، سراقب، بلدة كورين، التمانعة، تفتناز، بسامس، وأطراف معسكر القرميد، وسقط جرّاء هذه الغارات 3 شهداء وعدد من الجرحى في قرية عين لاروز، كما ألقت مروحيات النظام بالبراميل المتفجرة على مدينة إدلب من الجهة الغربية.
هذه الحالة من السعار الذي عاشها النظام بعد سقوط جسر الشغور يرجع إلى أنها تعد أكثر أهمية من مدينة إدلب بالنسبة لقوات النظام، لوقوعها على تخوم محافظة اللاذقية ومناطق في ريف حماة الشمالي الشرقي الخاضعة لسيطرته، حيث تحولت المدينة عمليًا إلى مركز إداري لقوات النظام السوري، بعد انسحاب قواته في 28 مارس الماضي من مدينة إدلب، حتى إن النظام لم يعترف بسيطرة قوات المعارضة على جسر الشغور حتى هذه اللحظة، إذ اكتفى التليفزيون السوري الرسمي التابع للنظام بذكر معارك المدينة في شريط الأخبار، نقلاً عن مصدر عسكري يقول إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة السورية تخوض معارك عنيفة في جسر الشغور ومحيطها بريف إدلب، دون إيراد أية تفاصيل إضافية.
هذا ولايزال النظام محتفظًا بسيطرته على بلدتين صغيرتين في محافظة إدلب، هما أريحا والمسطومة، اللتان تبعدان قرابة 25 كيلومترًا عن مدينة جسر الشغور التي سقطت في يد المعارضة، بينما ينتظر النظام هجومًا من قِبل قوات المعارضة على البلدتين في أي لحظة.
الجدير بالذكر أن المدينة السورية التي يبلغ عدد سكانها 150 ألف نسمة، كانت أول المدن التي شهدت بداية العمل المسلح داخل الثورة السورية، حيث تم استهدف مفرزة الأمن العسكري في المدينة، وقتل ما يقارب مائة عنصر للنظام بها في يونيو 2011.