استنكرت دولة قطر التقرير الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، والذي تحدثت فيه عن ما أسمته انتهاكا لحقوق عمالة نيبالية تعمل في مشاريع تقيمها قطر لأجل مباريات كأس العالم لكرة القدم المقرر استضافتها سنة 2022، نافية بذلك وجود ما أسمته الغارديان “سخرة أو عبودية عمل” على أراضيها.
ففي مؤتمر صحفي عقد مساء الإثنين بحضور مسؤولين عن الجالية النيبالية وعن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في أحد فنادق الدوحة، شدد علي بن صميخ المري، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، على عدم وجود “سخرة أو عبودية عمل” في قطر، دون أن ينفي وجود “بعض التحديات والإشكاليات والتجاوزات المتعلقة بالعمال”، والتي قال أن السلطات القطرية تعمل على ” معالجتها والوقوف عليها”.
وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية، قد نشرت الخميس الماضي تقريرًا، ترجم إلى العربية، تحدثت فيه عن “استغلال العمالة الأجنبية” في قطر خلال استعدادات الدولة الخليجية لاستضافة مباريات كأس العالم 2022، حيث جاء في التقرير أن عشرات العمال من نيبال قضوا نحبهم في قطر خلال الأسابيع الأخيرة، بينما يعاني آلاف آخرون من تعرّضهم لانتهاكات جسيمة.
كما قالت الغارديان في تقريرها أنها حصلت على وثائق خاصة ب سفارة نيبال في الدوحة، تؤكد مقتل 44 عاملاً نيباليا على الأقل في الفترة بين الرابع من يونيو/حزيران والثامن من أغسطس/آب، بالإضافة إلى وجود أدلة على استخدام عمالة بالإكراه في مشروعات بنية تحتية في إطار الاستعدادات لاستضافة بطولة كأس العالم.
ومن جهته، قال رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر إن اللجنة وبعد اطلاعها على التقرير، قامت بالاتصال بكافة الجهات القطرية والنيبالية للوقوف على حقيقة وصحة هذه الأرقام وأعداد الوفيات الواردة في التقارير، ليتبين لديهم أن الأرقام الموجودة في الوثائق الرسمية للسفارة النيبالية مختلفة تماما عن الأرقام التي ذكرتها الغارديان، حيث أشار المري إلى أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان “إذ تدرك قيمة كل نفس بشرية وأهمية الحفاظ عليها وأهمية حصول ورثة أي منهم على كامل مستحقاتهم إلا أن الرقم الذي تتداوله بعض وسائل الإعلام يعد مبالغًا فيه”.
في حين ذكر مسؤول عن الجالية النيبالية في هذا الصدد أرقامًا توضّح حالات الوفاة المتعلقة بحوادث العمل في صفوف الجالية النيبالية لم تتجاوز 15 حالة وفاة في مواقع العمل وذلك خلال الفترة من 1 يناير وحتى 30 سبتمبر 2013 وهو ما يمثل 10 بالمائة فقط من 151 حالة وفاة بين صفوف الجالية النيبالية في 2013 إما نتيجة حوادث سير أو وفاة طبيعية أو حوادث في مواقع العمل، حيث انخفضت أرقام الوفيات في مواقع العمل من 55 حالة وفاة في 2012 إلى 15 حالة حتى شهر سبتمبر 2013.
مع العلم بأن العمال النيباليين في قطر يبلغ عددهم 340 ألف عامل أي أن عاملا من بين 20 ألفا توفي خلال هذا العام في مواقع العمل مقابل 3 عمال من بين 20 ألفا توفوا في مواقع العمل في 2012.