عقدت المفوضية القومية للانتخابات السودانية، اليوم، مؤتمرًا صحفيًا أعلنت فيه تجديد ولاية الرئيس عمر البشير بعد تأكيدها حصوله على نسبة 94.5% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية السودانية، كما أعلنت المفوضية أن نسبة التصويت في الانتخابات بلغت 46.4% ما يعني ذهاب قرابة الخمسة ملايين ونصف مُصوت في الانتخابات، التي تنافس فيها 15 مرشحًا أمام الرئيس الحالي البشير، ولم يحصلوا جميعًا أمامه سوى على قرابة 400 ألف صوتًا انتخابيًا فقط، طبقًا لما أعلنته مفوضية الانتخابات.
أُجريت هذه الانتخابات وسط دعوات للمقاطعة أطلقتها المعارضة السودانية الرئيسية، فيما خاضت الانتخابات أحزابًا موالية للحزب الحاكم “حزب المؤتمر الوطني”، لتتم الانتخابات التشريعية والرئاسية في آن واحد لأول مرة بعد آخر انتخابات قبيل انفصال الجنوب.
فيما قالت المفوضية في تعميم صحافي إن كل مرشح أو حزب سياسي شارك في الانتخابات يحق له تقديم الطعن ضد نتائج الانتخابات إلى المحكمة في خلال سبعة أيام من تاريخ إعلان النتائج، وحتى هذه اللحظة لم يعرب أحد من الأشخاص أو الأحزاب التي شاركت في الانتخابات عن عزمه على تقديم طعن في النتيجة التي أعلنت في مراحلها الأولية.
شملت النتيجة قائمة الفائزين في الانتخابات التشريعية والغالبية الكاسحة منهم هم ممثلو حزب المؤتمر الوطني الحاكم، الذي اكتسح الدوائر دون منافسة، بينما فاز بعض المستقلين وممثلي الأحزاب السياسية الموالية للحكومة، والتي شاركت في الانتخابات في دوائر محدودة بالاتفاق مع الحزب الحاكم، الذي تنازل عن 30% من الدوائر لصالح بعض الأحزاب والمستقلين.
أثارت عملية الانتخابات انتقادات دولية واسعة من جانب الغرب الذي يفرض عقوبات اقتصادية على السودان بسبب تصنيفه كدولة راعية للإرهاب، حيث أصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج بيانًا مشتركًا الأسبوع الماضي أعربوا فيه عن أسفهم إزاء فشل حكومة السودان في تنظيم انتخابات حرة نزيهة في أجواء ديمقراطية، بينما حظيت الانتخابات في السودان بوجود مكثف للمراقبين من الدول الأفريقية والعربية الذين أكدوا نجاح العملية الانتخابية.
فيما أكد رئيس بعثة الاتحاد الأفريقى لمراقبة الانتخابات السودانية ضعف الإقبال على التصويت، وشدد على أن نسبة التصويت تتراوح بين 30 ـ 35%، معتبرًا مقاطعة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وراء تدني التصويت، وعلى جانب المعارضة المقاطعة التي شككت في هذه النتائج، وقالت إنها معده سلفًا من قبل النظام، إذ أكدت مضيها في حملة “ارحل” التي أطلقتها قبيل بدء الانتخابات التي طالبت النظام تأجيلها دون استجابة.
هذا وأكدت قوى معارضة سودانية، أنها وضعت أمام خيار وحيد يتمثل في مواجهة الحزب الحاكم في السودان لإسقاطه عبر انتفاضة شعبية وتشكيل حكومة انتقالية، ودعت السودانيين إلى الانخراط في صفوف المقاومة الشعبية، وجدد التحالف المعارض تأكيده بأنه لن يعترف بنتيجة الانتخابات التي جرت في البلاد إلى جانب عدم الاعتراف بأي سلطة تأسست عليها، وأشار التحالف المعارض في بيان له صدر بالتزامن مع إعلان نتيجة الانتخابات أن الحزب الحاكم يعيش عزلة شديدة بعد مقاطعة السودانيين للانتخابات، بينما كان رد النظام على جميع هذه الدعوات بالتجاهل والتأكيد على أن المقاطعين فشلوا في الحشد الشعبي للانتخابات لذلك كانت دعواتهم للمقاطعة، وقررت هذه الاحزاب التي وقعت اتفاقية “نداء السودان” مواصلة حملتها الرامية الي إسقاط الحكومة بالوسائل السلمية على حد وصفهم.
هذا وقد حذّر ت الحكومة، من خطورة عواقب إقدام المعارضة السودانية على تنفيذ ما أعلنت عنه من احتجاجات يوم إعلان النتيجة النهائية للانتخابات، إذ إن المعارضة قد دعت إلى الخروج في تظاهرات احتجاجية يوم إعلان النتائج النهائية في البلاد التي تؤكد أنها “مزورة” وغير معترف بها على حد وصف قادة المعارضة، بينما ينتظر المتابعون ما ستسفر عنه هذه الجولة بين النظام والمعارضة في الأيام القادمة بعد وضع نظام البشير المعارضة أمام الأمر الواقع بإتمام العملية الانتخابية.