في حملته الانتخابية الأولى، سنة 2008، وعد أوباما الناخبين الأمريكيين بالدفاع عن الأفراد الذين يفضحون تجاوزات الحكومات الأمريكية، حتى وإن اخترقوا بأفعالهم تلك القوانين الأمريكية أو سربوا معلومات ليس من حقهم تسريبها، فقبل أن يصبح رئيسا، كان أوباما يرى أن “شجاعة وتضحيات هؤلاء الأفراد يجب أن تدعم وتُشَجّع ولا يجب أن تحارَب، فهي أحيانا تنقذ أرواح المواطنين، ودائما تنقذ دولارات دافعي الضرائب”.
المدون الأمريكي إلياس جرول، جمع قائمة بأسماء الأشخاص الذين تم تتبعهم قانونيا وبتعسف خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووجه لهم المدعي العام تهم التجسس بعد أن قاموا بتسريب وثائق حكومية سرية تفضح تجاوزات أجهزة الدولة، والذين كان آخرهم إدوارد سنودن مسرب وثائق وكالة الأمن القومي الأمريكية التي كشف فيها عن برنامج “بريسم”، الذي تستخدمه الحكومة الأمريكية للتجسس على كل الاتصالات الالكترونية، عبر الهاتف أو عبر الانترنت.
ورغم أن رؤساء أمريكا السابقين لم يتحدثوا عن الدفاع عن فاضحي الحكومات كما تحدث أوباما، فإن قانون التجسس لسنة 1917 أستخدم في عهد باراك أوباما أكثر من أي فترة سابقة، وفي التالي قائمة بأشهر سبعة أمريكيين طالب المدعي العام (المحسوب على الحكومة) بأن يحاكموا وفق هذا القانون:
توماس دريك:
عميل سابق لوكالة الأمن القومي الأمريكية، أدانه القضاء الأمريكي بجنحة امتلاك ومحاولة تسريب وثائق سرية للوكالة، قال توماس أنها متعلقة ببرنامج سري طوره أحد العاملين في الوكالة للتجسس على بعض خدمات شبكات الانترنت، وحسب التهم الموجهة لتوماس فإنه كان ينوي تسليم هذه الوثائق إلى الصحفية سيوبهان جورمان.
شاماي ليبوويتز:
مترجم محترف في مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية سابقا، سرب محاضر جلسات لحوارات جرت بين مسؤولين إسرائيليين والسفارة الإسرائيلية في واشنطن قامت الFBI بالتجسس عليها وقام هو بترجمتها إلى الانجليزية، النص المترجم سربه شاماي إلى أحد المدونين بعد أن شعر بأن الضغوط الإسرائيلية على أعضاء الكونغرس وعلى الإعلام الأمريكي لدفع أمريكا نحو توجيه ضربة عسكرية لإيران قد فاقت حدها.
المعلومات بقيت سرية ولم تنشر إلى الآن وحتى القاضي الذي حكم على شاماي بالسجن 20 شهرا، لا يعرف فحوى المحاضر المسربة.
ستيفن جين وو كيم:
محلل سابق بوزارة الخارجية الأمريكية، أتهم سنة 2010 بتسريب وثائق استخباري سرية حول تفاعل كوريا الشمالية مع العقوبات المفروضة عليها إلى الإعلامي جامس روزين، المحكمة الأولى برأته ولازال إلى الآن ملاحقا في نفس القضية.
برادلي مانينغ:
مسرب وثائق ويكيليكس الشهيرة، وعسكري سابق، تعرض أثناء التحقيق معه إلى معاملة سيئة وإلى تجاوزات تصل إلى درجة التعذيب حسب إدعاءاته، ويحاكم الآن وفق قانون التجسس المدني وكذلك وفق القوانين العسكرية، مع العلم بأن الوثائق التي سربها تسببت في حرج كبير للإدارة الأمريكية عامة وللدبلوماسية الأمريكية خاصة، بالإضافة إلى جملة من فضائح التجاوزات اللا إنسانية للجيش الأمريكي في العراق.
جيفري ستيرلينغ:
عميل سابق لوكالة الاستخبارات المركزية، في سنة 2006 نشر كتاب تحت عنوان: التاريخ السري للCIA ولإدارة بوش، الكتاب كشف معلومات سرية كثيرة من بينها معلومات عن قيام المخابرات الأمريكية بتوظيف عالم ذرة روسي متقاعد وأرسلته إلى إيران ببرامج نووية خاطئة حتى يقوم من خلالها بإفشال الأبحاث النووية لإيران وعرقلة مشروعها، وبعد نشر الكتاب وجه المدعي العام الأمريكي التهمة لجيفري بأنه كان وراء فشل العملية.
جون كيرياكو:
من قدماء وكالة الاستخبارات المركزية ومن المتخصصين في شؤون محاربة الإرهاب، قام سنة 2007 بفضح أسماء عدد من أبرز رموز الاستخبارات الأمريكية المتورطين في ممارسة التعذيب، وتحدث كذلك عن أساليب تعذيب عدة من بينها أسلوب “الإيهام بالغرق” الذي قال أن المحققين في الوكالة كانوا يستخدمونها بكثرة، وتحدث أيضا عن التحقيقات التي أجريت مع القيادي الشهير في تنظيم القاعدة أبو زبيدة المعتقل حاليا في جوانتنامو، والذي قال كيرياكو أنه تعرض لأبشع أنواع التعذيب على أيدي محققين أمريكيين.
إدوارد سنودن:
متعاقد سابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية، سرب وثائق وشرائح عرض ورسائل سرية متعلق ببرنامج “بريسم” وبالشركات المتواطئة مع الوكالة في انتهاك البيانات الشخصية لمستخدمي خدمات الانترنت التي تقدمها فايسبوك وسكايب وآبل وآوول وغيرها، وهو لاجئ الآن في روسيا إلى حين تمكينه من السفر إلى بلد آخر.