ترجمة وتحرير نون بوست
كتب ريك نواك ولازارو غاميو
هذه الخرائط والرسوم البيانية السبعة، ستساعدكم على فهم اختلافات اللغات في الأجزاء المتنوعة من العالم:
أولًا: توزع اللغات على قارات العالم
بعض القارات تحتوي على لغات أكثر من القارات الأخرى
يوجد على الأقل 7.102 لغة حية في العالم، وهذه اللغات ليست موزعة على قدم المساواة في قارات العالم، حيث نلاحظ من الصورة أعلاه أن أسيا في مقدمة القارات مع 2301 لغة، تليها أفريقيا مع 2138، وفي منطقة المحيط الهادئ يوجد حوالي 1300 لغة، بينما في الأمريكيتين يوجد حوالي 1064 لغة، أما أوروبا وعلى الرغم من أنها تضم دول متعددة القوميات، بيد أنها تأتي في مؤخرة الترتيب مع 286 لغة فقط.
ثانيًا: عدد المتحدثين الأصليين بكل لغة
تشكل إحدى هذه اللغات اللغة الأصلية لحوالي ثلثي سكان العالم البالغ حوالي 7.2 مليار شخص.
اللغة الصينية تحتل صدارة الترتيب من حيث عدد المتحدثين الأصليين، وتتفوق على جميع اللغات الأخرى برقم يصل إلى 1.39 مليار شخص، تليها اللغة الهندية والأردية 588 مليون شخصًا، وهما لغتان تحملان ذات الأصول اللغوية في شمال الهند، اللغة الإنجليزية هي اللغة التالية مع 527 مليون ناطقًا أصليًا، وبعدها اللغة العربية التي يتم استخدامها من قبل حوالي 467 مليون ناطقًا، وهي بذلك تتفوق على اللغة الإسبانية 389 مليون ناطقًا.
روعة هذه الأرقام تتمثل بتصويرها لحقيقة أن ثلثي سكان العالم يتحدثون 12 لغة محلية فقط من أصل كافة اللغات الموجودة في العالم، ونُشرت هذه الأرقام مؤخرًا من قِبل جامعة دوسلدورف، التي أجرت دراسة طويلة الأمد استمرت 15 عامًا.
أرقام هذه الدراسة أكثر دقة من الأرقام التي وردت في دراسة كتاب الحقائق (Factbook) الصادرة عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، فوفقًا للأخيرة، الإسبانية يستعملها حوالي 4.85% من سكان العالم، وهي بذلك أكثر انتشارًا من اللغة الإنجليزية التي يتحدث بها 4.83% من سكان العالم، ولكن أرقام دراسة وكالة الاستخبارات المركزية تعتمد على تقدير اللغة الأولى المحلية المستعملة في البلدان، غافلة بذلك عن أن كثير من الدول هي ثنائية اللغة، فمثلًا بعض الدول تكون الإسبانية لغتهم الأولى، والإنجليزية لغتهم الثانية، لذا جاءت دراسة دوسلدورف لتشمل المتحدثين باللغة الأم الأولى والثانية.
تُظهر إحصائية دوسلدورف مثلًا أن عدد المتحدثين باللغة البرتغالية أقل من باقي اللغات، كون الدراسة أخذت بعين الاعتبار عدم تحدث جميع البرازيليين بالبرتغالية كلغة أصلية.
ثالثًا: تنوع اللغات في البلد الواحد
يظهر هذا المؤشر “مؤشر تنوع غرينبيرغ” احتمالية كون شخصان تم اختيارهما عشوائيًا في بلد ما يتحدثان لغة أصلية مختلفة، أعلى قيمة في المؤشر هي 100، وهذا يعني أن كل شخص في هذه البلد يتحدث لغة أصلية مختلفة، بابوا غينيا الجديدة تحتل صدارة الترتيب مع معدل 98.8.
كما هو موضح في مؤشر تنوع غرينبرغ، الولايات المتحدة ليست دولة متنوعة لغويًا على عكس العديد من الدول الأخرى، فمثلًا إذا قمت باختيار شخصين عشوائيًا في الكاميرون، هناك احتمالية تبلغ 97% – حسب المؤشر- أن يتحدث هذان الشخصان بلغتين مختلفتين، أما في الولايات المتحدة، فهذا الاحتمال يتضاءل حتى 33%.
رابعًا: اللغات الأكثر شعبية
مخطط يوضح اللغات الأكثر شعبية من حيث عدد الدول التي تتحدث بها
من الواضح أن اللغة الانجليزية تتصدر قائمة اللغات الأكثر شعبية بفارق كبير، حيث يتم استعمالها في أكثر من 101 دولة حول العالم، تليها العربية 60 دولةً ومن ثم الفرنسية 51 تليها اليابانية والإسبانية 33 دولةً و31 دولةً على التوالي، والسبب بكون اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية هي من بين اللغات الأكثر انتشارًا في العالم، يجد جذوره في الماضي الاستعماري لهذه الدول.
خامسًا: الدول التي تستعمل الإنجليزية كلغة رسمية
يوضح المؤشر البلدان التي تستعمل الانجليزية كلغة رسمية لها وهي 35 دولةً: بليز “هندوراس البريطانية سابقًا”، بتسوانا، كندا، الكاميرون، إريتريا، فيجي، غانا، غيانا، الهند، أيرلندا، جامايكا، كينيا، ليبيريا، ليسوتو، ملاوي، ناميبيا، نيجيريا، نيوزيلندا، باكستان، الفلبين، بابوا غينيا الجديدة، بورتوريكو، رواندا، السودان، جنوب السودان، جزر سليمان، سيراليون، سوازيلاند، ترينيداد وتوباغو، تنزانيا، أوغندا، فانواتو، جنوب أفريقيا، زامبيا، زيمبابوي.
ومع ذلك، هذا المؤشر الذي يبين البلدان التي تستعمل اللغة الإنجليزية كلغة رسمية، لا علاقة له باللغة التي يتواصل فيها سكان هذه الدول مع بعضهم، ففي بعض الدول المبينة أعلاه، أقلية صغيرة فقط تتعلم اللغة الإنجليزية باعتبارها اللغة الأم.
سادسًا: اللغات المهددة بالاندثار
الصورة تبين بالمواقع الصفراء اللغات المهددة بالاندثار، وبالمواقع البرتقالية اللغات المهددة بالاندثار بشكل كبير، وبالمواقع الحمراء اللغات المهددة بالاندثار بشكل خطير جدًا
معظم تعداد اللغات الموجودة في العالم يتحدث بها فئة قليلة فقط من الأشخاص، وهذا هو السبب الذي سيؤدي إلى اندثار حوالي نصف لغات العالم بحلول نهاية القرن الحالي، حيث تشير التقديرات أن 3% من سكان العالم فقط يتحدثون بـ96% من جميع اللغات الموجودة حتى يومنا هذا، ومن بين جميع اللغات في العالم هناك حوالي 2000 لغة يتحدث بها أقل من 1000 ناطق أصلي، وبالتالي، وفقًا لتقديرات اليونسكو، الموضحة في الصورة أعلاه، فإن حوالي نصف اللغات المحكية في العالم ستختفي بحلول نهاية القرن الحالي.
الانقراض اللغوي سيضرب بعض البلدان والمناطق بشكل أكثر قساوة من غيرها، ففي الولايات المتحدة، تقع اللغات المهددة بالانقراض في المقام الأول على طول الساحل الغربي، وكذلك في تجمعات السكان الأصليين في الغرب الأوسط، أما على الصعيد العالمي، غابات الأمازون المطيرة، وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وأوقيانوسيا، وأستراليا، وجنوب شرق أسيا، جميع هذه المناطق على وشك أن تفقد معظم اللغات المحكية ضمنها.
سابعًا: اللغات الأكثر تعلمًا
اللغات الأكثر تعلمًا حول العالم، وتظهر اللغة الانجليزية في المقدمة بواقع 1.5 مليار متعلم
على الرغم من أن اللغة الإنجليزية متخلفة عن باقي اللغات في عدد الناطقين الأصليين بها، بيد أنه هذه اللغة تتصدر قائمة اللغات الأكثر تعلمًا حول العالم بفارق شاسع، حيث تظهر الإحصائية في الصورة أعلاه أن عدد متعلمي اللغة الإنجليزية (1.5 مليار متعلم) يفوق عدد متعلمي اللغات الفرنسية والإسبانية والإيطالية واليابانية والألمانية والصينية مجتمعين.
بعض اللغات المبينة في الصورة أعلاه اكتسبت اهتمامًا في الآونة الأخيرة، حيث ارتفع عدد الكليات التي تعلم اللغة الصينية في الولايات المتحدة بنسبة 110% بين عامي 1990 و2013، وخلال ذات الفترة، انخفضت عدد الصفوف الجامعية التي تعلم اللغة الروسية بنسبة 30%.
إن تعلم بعض اللغات قد يكون أكبر فائدة من اللغات الأخرى، فإذا كان الأمريكي يستطيع التحدث باللغة الألمانية، يمكنه أن يكسب حوالي 128.000 دولار أمريكي إضافية خلال مسيرته المهنية، وفقًا لعالم اللغويات ألبرت سايز من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ويضيف سايز، أنه على الأقل من الناحية المالية، تعلم اللغة الألمانية يحقق ربحًا أكبر بضعفين مما قد يحققه تعلم اللغة الفرنسية وأكبر بثلاثة أضعاف من تعلم اللغة الإسبانية، على سبيل المثال.
المصدر: واشنطن بوست