قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها أجرت أنجح اختبارات حتى الآن على رصاصة يمكن أن تقود نفسها ذاتيًا وتلاحق الأهداف المتحركة إن حاولت الركض أو تغيير مكانها، وقد تم تطوير هذه الرصاصة عبر “داربا” وهي وكالة الأبحاث المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع، لكي تزداد فرص إصابة الرصاص للأهداف، وقدرته على قطع المسافات الطويلة، وقد كشفت أيضًا أن سلسلة الاختبارات التي أجريت عليها في فبراير الماضي كانت ناجحة، حتى عندما استخدمها مبتدئون يمسكون بها لأول مرة كانوا قادرين على إصابة الأهداف المتحركة، هذا يعني أننا على أعتاب زمن الحروب الصعبة والكثير من الضحايا الذين لا تخطئهم رصاصات القناص.
يُعتقد أن المشروع الذي سمي Exacto يستخدم ما يشبه الزعانف الدقيقة التي تخرج من الرصاصة المنطلقة وتقوم بإعادة توجيه مسارها مثل دفة السفينة، لكن وزارة الدفاع الأمريكية أبقت تفاصيل طريقة عملها سرًا حربيًا واكتفت بالإعلان أن هذا المشروع “قد طور وسائلًا وقدرات خاصة لكي يطور مدى ودقة أنظمة القنص أبعد بكثير مما هو موجود الآن”.
وقال جيرومي دون مدير “داربا” إن هذه المهمة قامت بما هو مستحيل، بإعادة التوجيه المستمر الذي تتميز به هذه الرصاصة ذات القطر الصغير، كما أن التجربة الحية لإطلاق النيران بها أثبتت قدرتها على إصابة الأهداف المتحركة ودقتها عن بقية الأسلحة، إدخال هذه القدرة على التوجيه إلى رصاصة صغيرة ذات عيار 0.50 يفتح الباب أمام عصر الرصاصات الموجهة بمختلف الأحجام.
ويظهر في الفيديو التجريبي الذي تم عرضه روبوتًا متحركًا يتم تصويب الرصاصة عليه، مع رسم المسار المفترض بالرصاصة أن تتخذه، لكنها تبقى تميل وتلتف مع حركته باستمرار حتى تصيبه في النهاية، إن الأمر يبدو كأنها لعبة من ألعاب الفيديو، هذا خبر جيد للقناصة الأمريكيين، وخبر سيء للقناصين الآخرين، ولضحايا الحروب الأمريكية في المنطقة.
“إكزاكتو” تم ابتكاره خصيصًا للقتال في أماكن ريفية وجبلية صعبة مثل أفغانستان، حيث يصعب القتال بسبب المسافات الطويلة والطقس السيء الذي يتدخل في دقة القنص، لهذا سميت بهذا الاسم الذي يعني “الدقيقة” كرمز لإصابتها الهدف بشكل بالغ الدقة وكسلاح لأصعب الظروف والأهداف، حيث حرصت “داربا” على أن تمتلك تكنولوجيا أسلحة لا يمتلكها خصوم حروبها، فالرصاصة تتميز بقدرة على التوجه البصري متغلبة على العوامل الصعبة مثل الطقس وهبوب الرياح وحركة الهدف وعوامل أخرى؛ ما يجعل قنص الضحية مؤكدًا.
بالتأكيد فإن سلاحًا مثل هذا سوف يثير خوف المواطنين، لكنه لن يكون موجودًا في شوارع أمريكا، فسعره الذي يبلغ 25 ألف دولار باهظ بالنسبة للمواطنين، لكنه شيء بسيط بالنسبة للعسكريين.
وينضم هذا المشروع إلى العديد من المشاريع النوعية لـ “داربا” التي تغلق على معظم المعلومات المتعلقة بمشروعاتها باب السرية لأجل الأغراض الحربية والعسكرية، لكن داربا كانت قد أعلنت لوسائل الإعلام قائمة زمنية تضم المشاريع التي تعمل عليها الآن، كان من آخرها ما أعلنت عنه الوكالة في 2015 بأنها تعمل على اختبار طائرة مقاتلة قادرة على إطلاق الأقمار الصناعية، الهدف من هذا المشروع هو تقليل تكاليف إطلاق الأقمار الصناعية، وتسهيل إطلاقها دون اضطرار انتظار توفر صاروخ يقوم بذلك، وهي تستطيع أن تحمل الصاروخ إلى أي مسار مداري، وتستغرق 24 ساعة كي تقوم بذلك.
الوكالة أيضًا تدرس حاليًا كيف يمكنها إصلاح الأقمار الصناعية وإعادة تزويدها بالوقود بسبب مشكلة محدوديته، لذلك تطمح ببناء روبوتات تصلح الأقمار الصناعية مقللة تكاليفها، وهذا سوف يؤدي لتكوين أسطول أقمار صناعية قابلة للصيانة والخدمة، بدلاً من شكلها الحالي المعزول والذي لا يصله أي خدمات.
المصدر: التليجراف