كشف روبرت فيسك الصحفي ومراسل صحيفة الاندبندنت للشرق الأوسط في تقرير نشر مؤخراً عن لقاء سريّ بين أفراد من الجيش الحر ومسؤولين في نظام الأسد في مفاوضات من شأنها الخلاص الى حلّ سوري داخلي للأزمة، وأضاف التقرير أن عنصرين كبيرين من الجيش الحر كان قد وصلوا قبل 6 أسابيع من حلب الى دمشق تحت ضمانة من مسؤول كبير تابع لبشار الأسد بحمايتهم حاملين معهم شروطاً غير عادية للخروج من الأزمة.
الشروط الأساسية تضمنت أن يكون هناك حوار سوريّ داخلي، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، وادانة الصراعات الاثنية والطائفية على حدّ سواء، اضافة الى أن يعمل الجميع من أجل سوريا ديمقراطية يهيمن القانون عليها، وذكر التقرير أن أياً من الشروط لم تتضمن رحيل الأسد على الأقل في المرحلة الحالية، ليأتي الرد سريعاً من النظام لمسؤولي الجيش الحر بالموافقة على الحوار دون شروط مسبقة مع الضمانة الكاملة لسلامة أفراد الجيش الحر المشاركين في الحوار.
أهداف الأسد من هذه المفاوضات واضحة، في ظل تنامي وجود جبهة النصرة وتنظيم القاعدة وبدء مسلسل الاقتتال الداخلي بينهم وبين الكتائب التابعة للجش الحر بدأ يتعمق شعور سرقة الثورة من قبل الفصائل – النصرة والقاعدة – لدى أطياف الشعب السوري المعارض لنظام الأسد، وفي ظل تمدد المساحات المسيطر عليها من قبل الجيش الحر في عموم سوريا يبتادر الى اذهان النظام السيطرة على هذه المناطق بالاتفاق مع الحر دون الحاجة لطلقة واحدة لتحريرها حسب ما يرى فيسك، في الوقت الذي باتت فيه المجموعات الجهادية مصدر قلق للجميع .. الجيش الحر وجيش الأسد وعموم الشعب، بما فيها أمريكا التي ما زالت مرتبكة حتى اللحظة في دعمها للجيش الحر من عدمه بالأسلحة خشية وصول هذه الأسلحة الى هذه المجموعات.
الذي لم يتطرق اليه فيسك هو حجم أفراد الجيش الحر الذي وصلوا دمشق وقابلوا مسؤولي نظام وتمثيلهم ومجموعاتهم على الأرض وحجم تأثيرهم، ومدى الغضب الشعب والعسكري على حدّ سواء الذي يمكن أن يتولد تجاه أي فصيل محسوب على الثورة من شأنه أن يحاور الأسد بشكل مباشر دون الحديث عن رحيله فضلاً عن استهدافه من قبل القاعدة والنصرة، وفي ” البيان رقم 1 ” الذي سحب شرعية الائتلاف من بعض الكتائب المقاتلة شمال سوريا خير مثال على أن حياد عن أهداف الثورة ومبادئها فيه تهديد مباشر لأي فصيل عسكري أو سياسي كائن من كان.