ترجمة وتحربر نون بوست
عندما عرضت شركة ميكروسوفت نظارة “هولولينس” أول مرة منذ عدة شهور كانت مفاجئة وبديعة، فقد ظهر في فيديو النسخة التجريبية الناس الذين يرتدونها طوال وجودهم في بيوتهم، وكان العرض مدهشًا، أحد الأشخاص كان بإمكانه أن يجري مكالمة سكايب وهو يتمشى في الصالة والشاشة تتحرك معه، الأخرى كان بإمكانها أن تصلح الصنبور بمساعدة شخص على الطرف الآخر، وشخص كان بإمكانه أن يشاهد مجسمًا لبيت أمامه على الطاولة، كأنه كان موجودًا في الحقيقة، لكن النسخة التي عرضت في مؤتمر BUILD للمطورين التكنولوجيين، جعلتنا نرى بشكل واضح أن “هولولينس” قطعت رحلة طويلة ومثيرة للإعجاب!
هولولينس يمكن لها أن تتعرف على الأمكنة، لهذا سوف يكون بمقدورك أن تحفظ فيها أماكنًا معينة، مثلًا أن تضع شاشة سكايب على ثلاجتك، سوف تبقى هنا دائمًا حتى تغير مكانها، يمكنك أن تضع تقويم الأيام على آلة صنع القهوة، وأن تضع نوتات التذكير بالأعمال بجانب التلفاز، سوف تبقى دائمًا حيث وضعتها.
لكن هولولينس لن تجعلك فقط تشاهد الأفلام في الحمام أو المطبخ، فقد تعاقدت شركة مايكروسوفت مؤخرًا مع عيادات طبية لصنع برامج من شأنها أن تساعد طلبة الطب والأطباء على رؤية أمثلة دقيقة للأعضاء الداخلية ثلاثية الأبعاد معهم في الغرفة كأنها حقيقية، بدل المعاناة في دراسة الشرايين والأوردة والأعصاب وارتباطها ومحاولة تخيل أعضاء الجسم المسطحة في الأوراق والمذكرات، وهذا سوف يساعدهم على تدويرها ورؤية التفاصيل التشريحية الدقيقة، وطريقة إجراء العمليات الجراحية بشكل حقيقي وليس نظري، وتشارك شرح الطب بشكل أجدى مع زملاء آخرين، إن هذا يعني أن هولولينس لن تغير وجه تعاملنا مع الكومبيوتر للأبد فقط، بل إن كل وظيفة سوف تتغير من الهندسة إلى الميكانيكا والطب، سوف تنقذ حياة الناس أيضًا!
أُعلن عن “هولولينس” لأول مرة في يناير 2015 في المؤتمر الصحفي الذي عقدته ميكروسوفت واسمته “ويندوز 10: فصل جديد”، واسم “هولولينس”، مشتق من كلمتين، “الهولوجرام” وهو التصوير التجسيمي، و”لينس” بمعنى عدسة، وهي نظارة للواقع الافتراضي والتي يتوقع أن تتفوق على نظارة جوجل بمراحل، وسوف يتمكن مستخدمو نسخة الويندوز العاشرة من استخدامه، سواء نسخة الكمبيوتر أو الهاتف الذكي، لتحول كل الأشياء على حاسبك، إلى أشياء موجودة معك في الواقع.
استغرق الأمر خمس سنوات من العمل المتواصل قبل أن تظهر هولولينس إلى النور، على هيئة نظارة ذكية، لا سلكية، وذات مستشعرات عالية التقدم، وعالية الوضوح البصري ثلاثي الأبعاد، وتسمح لمرتديها بالتفاعل مع الواقع الافتراضي المدخل إلى واقعه بالصوت والصورة وحركات الأيدي وأوامر الأصابع.
هناك تطبيقات مميزة سوف تعمل مع هولولينس، مثل “هولوستوديو” وهو تطبيق لبناء نماذج ثلاثية الأبعاد لطباعتها بالطابعة ثلاثية الأبعاد، وتطبيق “هولوبيلدر” المستوحى من لعبة الفيديو “ماين كرافت”، وسكايب لإجراء الاتصالات، وبرنامج “أون سايت” الذي تم تطويره بالتعاون مع مختبر شركة ناسا، وبرنامج “سكيتش آب” الهندسي لبناء المباني ثلاثية الأبعاد.
وفي جولة تجريبية قام بها فريق موقع “بيزنس إنسايدر” قال الفريق إن انطباعهم الأول كان مذهلًا، وقالوا إن الضغط على الأزرار في الهواء وتحريك الأشكال الفراغية بدا حقيقيًا ومصدقًا جدًا، والتحدث بالميكروفون أيضًا، كما كان استخدام فأرة الكمبيوتر معه طبيعيًا وسهلًا، ولك أن تتخيل شعور الإنسان وهو يشاهد كل الأشياء والملفات والنوتات التذكيرية تنتقل من سطح شاشة حاسوبه لتطير معه في الغرفة، أو يشاهد صديقه مثلًا يقف إلى جانب أيقونة سلة المهملات ويضحك.
لكن الفريق خاب أمله بخصوص محدودية مجال الرؤية، ولابد أن هذا طبيعي، فهذا الشيء الصغير لا يستطيع أن يملأ مجال بصرك كله، لكن كل الأشياء الأخرى كانت في غاية التشجيع، هولولينس سوف تكون هي مستقبل الحواسيب بالتأكيد، لكن، لا يبدو أن الشركة سوف تنتهي منها عما قريب.
المصدر: بيزنس إنسايدر