أفضل 10 أفلام تدور قصتها حول صناعة الأفلام

مع العودة الملتهبة لفيلم المخرج فيلليني ½8 وعرضه في دور السينما هذا الأسبوع، إليكم أفضل الأفلام التي تدور أحداثها حول صناعة الأفلام.
خلف الشاشة (Behind The Screen)
تشارلي تشابلن، عام 1916
لم تستغرق السينما فترة طويلة قبل أن تدرك أن القصة الفنية يمكن أن تكون موضوعًا رائعًا يُعتمد عليه كمحور للقصص، أكثر أفلام السينما الصامتة شهرة حول هذا الموضوع هو فيلم المخرج والممثل باستر كيتون المسمى شيرلوك الابن (Sherlock Jr) (1924)، حيث تدور أحداث القصة فيه عن عارض أفلام في السينما يحلم بأنه يمثل في الفيلم الذي يعرضه، ولكن قبل صدور هذا الفيلم بثماني سنوات، قدم شارلي شابلن فيلم قصير يشابه بمحتواه هذه القصة الوهمية، فيلم شابلن يصور استوديو يعمل فيه شابلن بحركاته الغريبة والظريفة بدور مساعد المسرح، ويمكننا أن نلمس ضمن الفيلم شكل صناعة السينما الصامتة حينها، حيث يُظهر الفيلم المخرج المقطب بنظاراته الداكنة وقبعته التي يرتديها بالمقلوب، وهو يشرف بتجهم وعصبية على مشهد رمي الفطيرة، وهذا المخرج بالتأكيد هو أول المؤلفين العصبيين الذي يظهر على شاشات السينما.
اللاعب (The Player)
روبرت ألتمان، عام 1992
يتم تصوير المنتجين أحيانًا على الشاشة بصورة المتوحشين ولكن الرائعين بذات الوقت، وأحيانًا يتم الاقتصار على الصورة الوحشية، ولكن صورة مدراء الاستوديو لم يتم تصويرها أبدًا بهذا السواد الحالك وانعدام الإحساس مثلما صورها هذا الفيلم، الذي يعرض معاناة غريفين ميل “الممثل تيم روبنز” في مهنة مدير الاستوديو، مؤلف الفيلم مايكل تولكين أفسح الفرصة أمام المخرج روبرت ألتمان لينتقد بشكل عنيف نظام هوليوود في هذا الفيلم، فيلم اللاعب The Player يحتوي أمام وخلف الكاميرا على موسوعة من أسماء هوليود اللامعة، الذين أظهروا تضامنهم مع المخرج من خلال مساهمتهم في هذه الملحمة بأسمائهم الحقيقة، المشهد الأول من الفيلم الذي يبتدره المخرج بموسيقى أورسون ويلز “لمسة الشيطان”، هي من أجمل مشاهد الفيلم حقيقة.
مختلس النظر توم (Peeping Tom)
مايكل باول، عام 1960
هذا الفيلم الذي أطلق آلاف الدراسات والأطروحات حول سياسة “اختلاس النظر”، واختتم الصنعة السينمائية لمخرجه البريطاني الرائع مايكل باول، الفيلم من كتابة ليو ماركس، ويحتوي على دراسة نادرة لصانع الأفلام والمصور المختل نفسيًا لونر، الممثل كارل بوهم يمثل دور المصور لونر المتلصص المريض بهاجس التقاط نظرات الرعب، مختلس النظر توم هو تحفة فنية نادرة لأنه يصور فن صناعة الصورة على جميع المستويات، من الاستوديو حتى الجمهور، هذا الفيلم يمكن تصنيفه بسهولة على أنه من الأفلام التي ساعدت على الانفتاح على العقلية المظلمة لفن السينما.
½8
فريدريكو فيلليني، عام 1963
يُعاد عرض هذا الفيلم حاليًا في دور السينما، وهو فيلم مفرط في روعته للمخرج المبدع فريدريكو فيلليني، يمكن اعتبار الفيلم أحد القمم البصرية السينمائية الحديثة، وطريقة عرضه وتصويره للإيمان المفرط بالذات لها آثار كارثية تشجع أجيال المؤلفين على ممارسة الثقة القاتلة بالنفس، مارسيلو ماستروياني لعب دور بطل فيليني في الفيلم الذي يسمى جويدو، وهو مخرج نفذ محتواه الفني الإلهامي، وبدأ يصنع الأفلام داخل رأسه، حيث صار يقتبسها من حياته وحياة من يحب، الموسيقى المتلونة والملتوية لنينو روتا تبقي الجنون مستعرًا ضمن الفيلم ذو التأثير الحماسي.
الاحتقار (Le Mépris)
جان لوك غودار، عام 1963
بالاقتباس عن رواية ألبرتو مورافيا، جان لوك غودار أخرج فيلم الاحتقار Le Mépris ليصور لنا بأسى الأمجاد المفقودة للسينما، وبذات الوقت يسعى فيه لدفع الفن لشكل من أشكال التغيير المستقبلي الجذري، التصوير تم في إيطاليا في Cinecittà في روما، ومن ثم في كابري، الفيلم يصور المخرج الألماني الكبير فريتز لانغ وهو يحاول تصوير الأوديسة تحت رعاية منتج أمريكي أرجوازي (يؤدي دوره الرائع جاك بالانس)، موسيقى الفيلم من تأليف جورج ديلور، ويشارك بالبطولة الرائعة بريجيت باردو، الاحتقار هو فيلم غودار الوحيد الذي يمكنه أن يجعلك تبكي وبذات الوقت ترفع حاجبيك استغرابًا ومتعة.
الغناء تحت المطر (Singin’ in the Rain)
جين كيلي وستنالي دونن، عام 1952
محاكاة ساخرة عن الاضطرابات التي عاشتها صناعة السينما في أواخر العشرينيات، عندما تحولت الأفلام الصامتة إلى الصوت، الفيلم يصور معاناة نجمين من نجوم السينما الصامتة دون لوكوود “الممثل جين كيلي” ولينا لامونت “الممثلة جان هاغن”، حيث يجسد معناة لامونت مع لهجتها الغريبة والتي يجب عليها أن تتكلم في الفيلم الموسيقي مع لووكود بعنوان “الفارس المبارز”، الموسيقى التصويرية للفيلم من تأليف البارع ميشال هازانافيكوس.
كابوس ويس كرافن الجديد (Wes Craven’s New Nightmare)
ويس كرافن، عام 1994
هوس هواة الرعب بمشاهد الإرهاب يجعل هذه الأرضية غير خصبة لتدخل ضمن هذه القائمة، ولكن هذا الأمر لم يصعب على المخرج المبدع ويس كرافن مخرج فيلم المقصورة في الغابة The Cabin in the Woods، ومخرج سلسلة أفلام الرعب الصرخة Scream، فقبل إخراجه لفيلم الصرخة ختم كرافن سلسلة أفلامه كابوس في شارع إيلم A Nightmare on Elm Street بهذا الفيلم التأملي كابوس ويس كرافن الجديد، الواقع يلتقي مع الخيال بطرق مقلقة في هذه الفيلم، حيث يجسد شخصيات الفيلم المخرج ويس كرافن والممثلة هيذر لانجينكامب وروبرت انجلند بشخصياتهم الحقيقية، وقصة الفيلم تتمحور حول رغبة هيذر بصنع فيلم آخر مع كرافن، إلا أن ابنها ديلان ينخرط في موجة مع الشرير المشوه فريدي كروجر وهو بطل سلسة أفلام كابوس شارع إيلم، وعلى الرغم من براعة وإتقان التمثيل، بيد أن هذا الجزء من سلسة أفلام رعب كابوس كرافن حقق أدنى إيراد للسلسلة في شباك التذاكر.
وداعًا يا نزل التنين (Goodbye, Dragon Inn)
تساو مينغ ليانغ، عام 2003
في خضم عشق السينما لألقها المفقود، يأتي الفيلم الأغنى والأغرب للمخرج تساي مينغ ليانغ، قصة الفيلم تتحدث عن دار سينما في تايبيه على وشك إغلاق، ولكن ليس قبل عرض الفيلم الأخير “نزل التنين” وهو من أفلام عام 1967 الكلاسيكية التي يعشقها الجمهور، الفيلم يصور الموظفين وحركتهم، كما يصور جمهور الصالة، وأمين الصندوق المشلول وهو يتجول في ممرات الطابق العلوي، وحتى طقطقة المشاهدين وهم يفصفصون بذر عباد الشمس أمام شاشة السينما، هذا الفيلم الغريب والغني فنيًا والهزلي بذات الوقت، سيضرب على وترك الحساس حتى لو كان أول الأفلام التي تشاهدها من هذا النوع.
هيلزابوبين (Hellzapoppin)
إتش سي بوتر، عام 1941
الاستعراض المسرحي للكوميديين أولسن وجونسون كان سينسى لولا هذا الفيلم، الذي تم اقتباسه من عروضهما على مسرح برودواي في مرحلة سابقة من حياتها، الفيلم يعرض محاولات أولسن وجونسون لتحويل مسرحيتهما هيلزابوبين إلى مسرحية موسيقية وراء الكواليس، وهذه السريالية المدمجة مع الفنتازيا من الدرجة الأولى، تتشكل من خلال سرد الفيلم ضمن فيلم، حيث يبدأ الفيلم بصياح المخرج الغاضب “CUT” التي تعتبر افتتاحية لسلسلة من المشاهد الجحيمية، الفيلم له نظيره في الرسوم المتحركة “دافي داك”، حين يكتشف الأخير العوائق الوجودية لكونه مجرد شخصية في الرسوم المتحركة.
خرائط النجوم (Maps to the Stars)
ديفيد كروننبرغ ، عام 2014
الفيلم من تأليف بروس واغنر، وهو يصور كوميديا سوداء رائعة حول الانهيارات النفسية – الجنسية، هذا الفيلم ليس الأول من نوعه، ولكنها مميز بالتأكيد، فالفيلم يسلط الضوء بصراحة وجرأة على أن أبطال الفيلم ليسوا سوى مجانين، والمثال الأكثر شهرة عن هذا الموضوع هو فيلم شارع الغروب Sunset Boulevard للمخرج بيلي وايلدر في عام 1950، والذي لعبت ضمنه أسطورة العصر الصامت غلوريا سوانسون دور نورما ديزموند، وفيلم كروننبرغ هو متعة وقحة، تلعب فيه الرائعة جوليان مور شخصية نجمة سينمائية نرجسية عصبية، في دليل على أن شبح نورما ديزموند لم يختف من بيفرلي هيلز بعد.
المصدر: الغارديان