نفى عبد الحكيم بلحاج، الرئيس السابق لـ”المجلس العسكري الليبي”، تصريحات الناشط الطيب العقيلي المنتمي إلى “المبادرة التونسية لكشف الحقيقة حول اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي”، والتي وجه من خلالها تهم لبلحاج بالضلوع في التخطيط وفي تنفيذ عمليات اغتيال في تونس بهدف إثارة الفوضى وإتاحة الفرصة لتنظيم أنصار الشريعة للانقضاض على السلطة وإقامة إمارة إسلامية في تونس.
ونفي بلحاج أيضا إدعاء العقيلي بأن عبد الحكيم بالحاج “على علاقة وطيدة بقائد أنصار الشريعة (تنظيم مصنف إرهابيا في تونس)، أبو عياض، منذ مشاركتهما في أفغانستان منذ الثمانينات (من القرن الماضي) في ما يعرف بالجهاد الأفغاني”، حيث قال بلحاج: “لم ألتق بأبي عياض، ولم أتعرف إليه مطلقا، ولا تربطني أي صلة بهذه الجماعة المحظورة.. أنا ضد ما تدعو إليه تلك الجماعة، وليس من دعوتنا اغتيال الأبرياء”.
ولم تتوقف إدعاءات العقيلي، المدعوم بحضور قوي من المعارضة خلال مؤتمره الصحفي الذي عقد بالعاصمة التونسية يوم الأربعاء، عند اتهام بلحاج لتطال الاتهامات قيادات بارزة في حركة النهضة من بينها رئيس الوزراء السابق حمادي الجبالي ورئيس الوزراء الحالي علي العريض، حيث قال العقيلي أن حمادي الجبالي وعلي العريض زارا عبد الحكيم بلحاج أثناء إقامته في مصحة تونسية أثناء قدوم الأخير للعلاج في تونس، مع العلم بأن حمادي الجبالي وراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة وشخصيات تونسية أخرى نشرت خلال السنة الماضية صورا لها مع عبد الحكيم بلحاج إما أثناء عيادته في إحدى مصحات العاصمة أو خلال لقاءات رسمية في مكتب الغنوشي.
من جهتها رأت حركة النهضة في بيان رسمي صدر مساء أمس الأربعاء أن هذه الاتهامات “تعدّ ادعاءات باطلة لا تنطلي على أحد”، وأنها “تهدف لتشويه حركة النهضة، وتبرير لعودة دعوات التصعيد والصدام بعد أن فشلت خلال الأسابيع الماضية”، في حين قال مدير المكتب الإعلامي لحركة النهضة العجمي الوريمي لحركة النهضة في تصريحات لوكالة الأناضول، أن ” الهدف من هذه الاتهامات في هذا الوقت بالذات، هو التشويش على استعدادات انطلاق الحوار الوطني، وتهرّب بعض القوى السياسية من الجلوس إلى طاولة الحوار ، وسعيها لإيجاد سيناريوهات اخرى للتوافق الوطني”.
كثيرون استنكروا تصريحات العقيلي ورأوا فيها توظيف سياسيا لقضية اغتيال بلعيد والبراهمي، فالمفكر التونسي سامي براهم كتب على صفحته على فايسبوك مقالا وصف فيه تصريحات العقيلي بالمسرحية قائلا: “سيناريو مرتبك الحبك لتبرير الهروب من استحقاقات الحوار الوطني بعد كلّ محاولات إفشاله و تخريب مجهودات التّوافق حول أجندته”، في حين كتب أحد النشطاء: “في الوقت الذي سلم فيه عبد الحكيم بلحاج الحكم في طرابلس إلى حكومة منتخبة محسوبة على الليبراليين، تدعي المعارضة التونسية أنه يسعى إلى الإستفادة من قوته العسكرية في ليبيا ليقيم إمارة إسلامية في تونس”.
وكان المعارض شكري بلعيد قد اغتيل في فبراير/شباط الماضي، ثم اغتيل بعده المعارض محمد البراهمي في يوليو/ تمّوز الماضي، الأمر الذي ساهم في تأزيم العلاقة بين الحكومة والعديد من قوى المعارضة وأدى إلى أزمة سياسية مستمرة إلى الآن، مع العلم بأن وزارة الداخلية قدمت أدلة على تورط تنظيم “أنصار الشريعة” بالضلوع في عمليات الاغتيال هذه، وأن رئيس الوزراء الحالي علي العريض أعلن تنظيم أنصار الشريعة تنظيما إرهابيا.